الفصل الأول [ لا تنسى ]

365 28 35
                                    

ولنا في الذكريات سكرات موت

...

الندم أصعب مراحل الحياةِ تجاوزاً، منذُ كنتُ صغيرةً و أنا أكرهُ الندم بل أمقته، فأنت لا تعيش مرتين أي لا يُوجد فُرصة أخرى، اليوم الذي يذهب لا يعود، اللحظات تهرب من بين أصبعك و أنت لستَ بقادر علّى فعل شيء،

و أكثر الافكار بغضاً لدى البشر هي فكرة أنك
لا تستطيع، كـ مثال : تريد أن تعيش أكثر ولكن لا تستطيع أنَّ تفعل شيءٍ حيال تمديد نهاية عمرك!، أنا و أنت نريد والقدر يريد، ويكتب القدر بما لا تشتهي نفوسنا.

أومن أنهُ لا شيءَ مُستحيل والمعجزات قابلة للتحقق فرب الفلق قادر علّى كلُّ شيءٍ ولكن عندما يتعلق الأمر بمشيئة القادر توضع نقطة المستحيل ولا نقاش بعدها.

ولنا في الذكريات سكرات موت، اشعرُ أنني سأموتُ ندماً ولكن لست بميتَة، حية ميتة أنا!، انازع الذّكريات علّى قضيّة النسيان، تزورني الذّكريات كُل ليلةٍ لتقول ؛ حاولي أنَّ تنسيني؟. أيتها اللعينة سأنسى عندما تتوقفي عن زيارتي ترافقني طوال النهار اتركني في الليل أرقد بِسلام كـ نوع من الرحمة!،

أوتعلمين أنكِ قاسية؟، مازلتُ أشعرُ بِجروح بليغة في قلبي بِسبب إجابتك عندما سألتك ؛ لمَ لَم تزورني في شبابي القوي؟ لمَ في شيبتي العاجزة تسكنين؟!.

ضحكتِ باستفزاز ثم نَظرتني بسخرية قبل أنَّ تقولي ؛ وهل كنتِ متفرغة لسماعي؟، كنتِ تخلدين للنوم بعد أول ثلاث ثواني من وضع رأسك الغبي علّى المخدة، وهمستِ لنفسك ؛ تريد أن أرحمها وهي لَم ترحم نفسها في صغرها!.

أيقنتُ حينها أنه لا مفر من سلطتنكِ، فهمستُ بِصوت كاد يفضح عمق حزني ؛ ليست بداية جيّد لإنسانة ستقضين معها خواتم عمرها!.

بزقتي جانباً ثم صرختِ بتجهم ؛ صبرك يا رب السماوات السبع، تريد أنَّ أمنحها حياةً لطيفة وهي فنت حياتي في بني حياتها!،

عندها أدركتُ أنَّ نَدم الكيبر ما هو إلا نفسنا الشابة التّي اسرفنا وقتها في محاولة بناء حياة بشريّة مُتكاملة متجاهلين احيتاجتها للأهتمام والسعادة.

البشر نوعين، النوع الأول من يهتم لمستقبله ناسياً نفسه والنوع الثاني من يهتم لنفسه ناسياً مستقبله وما بينهما قليل الوجود، في كلا الحالتين سيزورك الندم،

يزورك الندم الأول بروح شابة حزينة سوف تستمر في معاتبتك علّى عدمِ الأهتمام بِنفسك، تذكرك بالاشخاص الذينَ ذهبوا من حياتك عندما يأسوا من صداقتك الجافة، تعرض عليك لحظات السعادة التّي كُنتَ فيها مشغولٌ في التفكير في مستقبل سعيد!

والندم الثاني يزورك بروح الحكيم العاقل يستمرّ في تأنيبك حول فشلك، ويأخذ وضعيت طبيب العيون يفتح عينيك ليرك وضعك الحالي الذي يكون مستقبلك المنهار، يلقي عليك محاضرة عن الوقت وأهميته وينهي حديثه بأنه قد فات الآوان علّى الوقف فأنت كُنت جالس في الوقت الذي كان يجب أنَّ تقف فيه.

وما بينهما تزوره سعادة تصرفاته في صغره ، تبتسم له لحظاته الغبي التي بكى فيها علّى فشله وتضحكهُ اللحظات التّي ناضل فيها ويمدحه حاضره علّى انجازه المتعوب، عائلة كبيرة أعمال جميلة وأهداف حُققت، يرى حياتاً فردوسية في قبره.

و الفرق بينهم بسيط يتعلق في نظرت النوع للحياة

النوع الأول ينظر للحياة على أنها، كتاب، نقود، زواج،
النوع الثاني ينظر للحياة على أنها، هاتف، اصدقاء، لهو، أم النوع القليل، يبدأ نهاره بصفحات كتاب ربه ومساء الليل مع عائلته وما بينهم في عمله الديني والدنيوي و اخر الاسبوع مع أصدقائه، نظرة ملونة لا قيود ولا حدود،

ذهبُ اليوم إلى حديقة بعيدة عن منزلي هاربة من الوحدة، بقية فيها لوقت الغروب اطالع أطفال السلام يلعبون كرة القدم كما كانت تلعبُ الذكريات فيني و علّى ارجوحة الأمل جلستُ ميّتة الجسد و يافعة الروح ولكن من يشعر؟، من يفهم؟، حتى أنا لا أفهم!، كيف لي أنَّ أحارب الحياةَ الصلبَة بِعضام هشَة؟ كيفَ أكون سعيدَة لوحدي؟ كيفَ اضبط مشاعري و الذّكريات إتخذت مني خليلَة!؟

وأنا قد كُنتُ من النوع الأول، فنية حياتي وانا ابحث عن الحياة.

...

مُلاحظة : فكرة القصة و التّي هي تتحدث عن <الكبري وَ الشيخوخة> مأخوذة من مسابقة
<القلم الذهبي> فهذه هي شروط المسابقة ؛ هم يعطوننا الفكرة وَ نحنُ نُبدع فيها...♪🌌

صفحة المسابقة : Be-The-One

علّى أرجوحة الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن