قصة عامل

89 4 0
                                    


لم يسبق لي ان اخبرت اطفالي عن عملي، و لم ارد ان ينتابهم الشعور بالخجل بسبب وظيفتي

عندما سالتني ابتني الصغرى عن عملي اجبت بتردد "عامل"
و قبل ان اصل الى البيت كنت استحم في احدى دورات المياه العامة حتى لا يعرفون هوية عملي

انا رغبت ان يذهبو الى المدرسة لاكمال تعليمهم في كامل كرامتهم، لم ارد ان تنظر الناس لهم بازدراء كما يفعلون معي، لم يحصل يوماً ان اشتريت قميص جديد و بدلاً من ذلك كنت افضل شراء الكتب لهن

احترام الناس لهن كان مكسب لي

اليوم الذي سبق يوم قبول ابنتي في الجامعة لم يكن بمقدوري دفع المصاريف كنت جالس جنب القمامة محاولاً اخفاء دموعي، و بعد نهاية اليوم جاء كل العمال و جلسوا جنبي و قالوا لي

هل تعدنا اخوان لك ؟
و قبل ان اجيب وضعوا كل اجورهم في هذا اليوم بيدي و عندما كنت ارفض كانوا يقولون لي "اليوم قد نجوع لكن ابنتنا يجب ان تذهب للجامعة"

في ذلك اليوم لم استحم قبل الذهاب للبيت بل ذهبت كعامل نظافة

ابنتي ستنهي دراستها قريبا

دائما ما تاخذني لمكان عملي و تطعم العاملين و انا معهم و الكل يضحك و يتسال لماذا عليك تقديم الطعام لنا، و هي تجيب " كلكم عانيتم جوع ذلك اليوم لاصل مافيه انا الان"

حواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن