4

7.8K 304 88
                                    

الحلقه (4).."هو لي2ّ" ، بين مــدّ وجزر .
--------
جأش قلبها فزعًا لحال صديقها وحبيبها قبل أن يكون أبًا لأولادها ، جلســا أرضًا تحتضنه بين ذراعيها فيما سَكن قليلًا وهدأ حنقه .. أردف بنبرة خالية من معالم الحياة وكأنه يستغيث بهـا قائلًا :
- ما تسيبينيش يا نوراي ، انا من غيرك مش هقدر أكمل ، فاض بيــا .. انا أتهديت من يوم ما وعيت علي وش الدُنيـا وانا بعــارف ، طول عُمري عايش دور المسؤل اللي عمره ما عاش طفولته ، بس علي الأقل كُنت مرتاح وانا سواق بسيط بيجري ورا رزقه علشان يحمي امه وأخته من الزمن ، مافيش قذارة تساوي قذارة الطبقة دي ، أنا قرفان من نفسي يا نـوراي .. أول مرة أندم علي قرار أخدته .. انا موجوع يا نوراي ، أحضنيني وما تتغيريش .

إبتلعت غصة في حلقهـا ، إرتاعت خوفًا وهلعًا من سكينته هذه لا تعلم ما يُفكر به الآن ولكنه حتمًا سيُجاري أموره وقراراته بروية شديدة مهمـا نالت منه الدُنيا والظروف .
مـررت أصابعها النحيلة بين خُصلات شعره ، طالعته بنظرة حانية يجد هو فيها عالمًا من الطمأنينة يتنافي مع كسور قلبه وهنا تابعت نوراي بصدق وهي تضع وجهه بين كفيها :

- إنت أقوي من كدا ، إنهيارك دا أكبر تصريح هيخليهم يهدوا طموحاتك ، أوعي يا سليــم تضعف حتي لو انا مش موجودة ، أوعي تضعف أبدًا .
في تلك اللحظه سمعت أصوات تأتي من خلف باب الغرفه المُغلق بإحكام لتهتف روفيدا بقلقِ جليّ :
- نوراي ، سليــم ماله ؟! ، أفتحي لو سمحتي !
نــوراي بثبات : لو سمحتي إنتِ يا روفا ، عاوزين نبقي لوحدنا شوية .
إلتفتت نــوراي مجددًا ترمقه بحُزن وكذلك تنهيدة عميقة وقبل ان يتثني لها الحديث مرة أخري وجدته يتابع وهو ينظر إليها نظرة جامدة وبصوتِ أجشٍ قال :
- انا هقدم إستقالتي .
رمقتهُ نوراي في صدمة لتردف بنبرة ذات وقع بطيء :
- تقدم إستقالتك ! ، سليــم إنت مُتأكد من اللي بتقوله دا ؟! .. إنت شايف إن راحتك في القرار دا ؟!
أومأ سليم برأسه إيجابًا لتضع رأسه علي صدرها من جديد قائلة بنبرة ثابتة :
- لو مش هشوفك بتنهار قدام عيني تاني كدا ، يبقي خلاص ، استقيــل .
---------
- كملي أكلك يا أمي ؟! ، دا طبقك زيّ ما هــو .
أردف زياد بتلك الكلمات أثناء جلوسه أمام طاولة الطعام فيما تابعت والدته بوجهِ يكسوه الإمتعاض الواضح :
- شبعت يا ولدي .
رفعت آلاء بصرها إليها تطالعها بنظرة قلقه وبنبرة مُضطربة تابعت :
- ألف هنـا يا أمي .
أومأت السيدة سَكينه برأسه إيماءة خفيفة ، لتنهض عن طاولة الطعـام في طريقها إلي المرحاض ، وهنا تابع زياد بتساؤل :
- ورود ما جاتش أكلت معانا ليه يا آلاء ؟!

طالعته بإبتسامة خفيفة وبنبرة يخالطها التوتر قالت :
- مش عارفه ، قالت إنها هتنام .. انا هروح أجهز لـ مــاما الفوطة عقبال ما تغسل إيديها .
أومأ زياد برأسه مُتفهمًا ، ألقي بشوكته علي جانب طبقه ثم عـاد بظهرهِ للخلـــف وقد جاش الهم في صدره ولا يعلم السبب حتي الآن .

هو لى 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن