إسعافات أولية

6.8K 451 57
                                    


يوميات ميري vs ملكي


اليومية الخامسة :

(( إسعافات أولية ))

أمسكت أروى بملمع الشفاه واقتربت برأسها من المرآة الصغيرة المسنودة أمامها لتتأمل شفتيها بنظرات دقيقة ، مدت يدها الممسكة به ووضعته بحرص شديد على شفتيها ..
ضمتهما معاً لتتأكد من امتزاج اللون الجديد مع أثار بقايا الملمع السابق ...


-
أنا رايح أصلي الضهر يا أروى خلي بالك من الصيدلية لحد ما أرجع !!
هتف بتلك العبارة السابقة الطبيب المالك للصيدلية ، فرفعت هي رأسها في اتجاهه وابتسمت له وهي ترد برقة :
-
اطمن يا د. عبد المقصود ، أنا موجودة وهاسد مكانك !

انصرف هو ليتركها بمفردها تدير العمل بالداخل ريثما يؤدي فريضته ..


شعرت بالملل من جلوسها لساعات يومياً دون فعل أي شيء سوى بيع مساحيق التجميل للسيدات..

فهي لم تدرس في كلية الصيدلة أو في أي كلية طبية ولكنها تخرجت من كلية التجارة وبالتالي كان عملها محدداُ بالصيدلية ..

أما متابعة الوصفات الطبية وصرف اﻷدوية فيقوم بها الطبيب عبد المقصود والمتدرب أحمد ، لكن اﻷخير تغيب اليوم عن العمل بسبب وعكة صحية ..

أمسكت بجهاز التحكم عن بعد وسلطته على شاشة التلفاز وظلت تقلب بين المحطات الفضائية المختلفة بعدم اكتراث .. فهي لم تجد ما يجذبها بعد ..


وفجأة اقتحم الصيدلية شخص ما على وجهه علامات جادة فنظرت له شزراً ، وقبل أن توبخه سبقها هو بالصياح بصوت صارم :
-
طهري الجرح ده بسرعة !

نظرت هي إلى حيث أشار بعينيه فوجدت جرحاً غائراً بيده ينزف بغزارة ، فشهقت مرعوبة وهي تضع يدها على فمها ، وتساءلت بهلع :
-
إنت متعور ؟

حدجها بنظرات غريبة ثم رد عليها بتهكم :
-
لأ جاي أعاكس .. يالا يا دكتورة بسرعة !


إرتعد جسدها من رؤية نزيف الدماء المتواصل .. وشعرت لوهلة أنها عاجزة عن التصرف ، والتفتت تنظر حولها بنظرات حائرة بين أرفف الأدوية ..


لاحظ هو حالة التخبط المسيطرة عليها ، فأردف قائلاً بإستغراب ممزوج بالسخرية :
-
هو أنا طلبت حاجة غريبة .. ده حتة قطن وشاش يا دكتورة ولا مدرستوش ده في صيدلة ؟!

تنحنحت بحرج ، وعضت على شفتها السفلى بتوتر وردت عليه بخجل :
-
هو إنت ممكن تستنى شوية لما يجي د. عبد المقصود ؟ أصل هو عارف مكان علبة الاسعافات اﻷولية هنا !

ميري vs ملكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن