الفجر... هو وقت يتعالى فيه نواح عائلة كل يوم ...
عائلة انتشلت منها إحدى أزهار بيتها الفتية...البريئة... بحبل من الحرير يقطع أنفاسها .
الفجر... وقت من كل يوم تسقط فيه أرواح فتيات بدون تفسير.
في إحدى شرف القصر ، أب مع ابنه يراقبون هذا المشهد الذي يمزق القلوب
-أين هو ؟ (سأل فجأة الابن)
هائم في بحر أفكاره ، الأب لا يلتف لسؤال ابنه .
-لم يغادر جناحه منذ أن أعطى قراره
يقوم الابن بتمرير يده على شعره و يتعد :
-من الآن فصاعدا ، الأسوء سيحدث... الحزن و الغضب سيعميان كل العائلات بدون استثناء ، من أصحاب الأصول المتواضعة إلى طبقة النبلاء و الأمراء . ستندلع مظاهرات و حتى انقلابات...
-سنوقفها بدون أية رحمة
نبرة ميتة ، كأنما الجواب وجه للأفق
-ليس هناك أم أو أب سيقبل موت ابنته خنقا بدون سبب و لا تفسير ، مهما كانت درجة الضغط ! (صاح الشاب )
يلتف الأب أخيرا إلى ابنه مرسلا إليه نظرات سوداء محملت بيأس كبير من هذا الوضع
-أعلم ، و لكن يجدر بك عدم معارضة قرارات ملكك و المقاومة . هل فهمت ؟
-فهمت (أجاب الابن بعد عدة دقائق من الصمت)
فجأة صوت أحد الجنود ينادي :
-جنرال آل خوري ؟
يلتف الأب إلى الجندي :
-نعم ؟
-لقد انتهى الأمر .
يومىء الجنرال فيبتعد الجندي
فيعود الرجلان إلى تؤمل السماء ... في انتظار. ...
قطرة مطر تلامس رخام الشرفة الجاف و تتبخر فورا
تتبعها قطرة أخرى على الأرجوحة البرونزية أين تنزلق و تختفي.
و يبدأ المطر بالهطول...
-هاهو دليل أن كل شيء قد تم ( قال الجنرال فجأة)
-ليس في استطاعته المقاومة يا أبي (استأنف الابن )
-بلا، أنه قوي
-انت لم تفهم ابدا اي شيء عن خالد يا أبي ، انت تتحدث عن القوة ، أما أنا فأحدثك عن نبل القلب... على الكرامة . خالد يدمر بسبب هذا المشكل و سيصبح قريبا شبح نفسه
-تتكلم و كأنني تمنيت له هذا القدر القاسي
ثم أكمل الجنرال بمرارة :
-كنت اتمنى ان أهلك غارق وسط دمي ، لسوء الحظ ليس لدينا خيار آخر.
هز الابن رأسه اعتراضا و نفيا :
-هذا غير صحيح !
-جلال اسمعي...
-لا ! يمكننا إيجاد حل آخر ، انا متأكد
على هذه الكلمات يبتعد جلال و يختفي في الدرجفي المدينة ، الآبار التي جفت منذ زمن تمتلئ ، الأمل يعود . سكان غاي يستيقظون ، يسرعون للخارج ، فرحين بسقوط الغيث عليهم . ولكن ، هل يعلمون ما كان ثمنه ؟
في أعماق قصره ، شاب في الثامنة و العشرين من العمر يسمع صوت المطر يهطل ، ساكن في مكانه أمام مائدته المصنوعة من العاج
شعاع خافة من الضوء يتسلل إلى الغرفة . مضيئ في مساره الذهب السائل الساكن في عيني الشاب وسط الظلام...
يضع مرفقيه على فخذيه و يديه كالتاج على جهته
ثم يغلق عينيه... فيسمع صدى تلك الجملة تتردد في رأسه تلك الجملة بل اللعنة التي غيرت قدره. ...
□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•□•
هذا أول فصل من الرواية ، أتمنى أن تنال اعجابكم
انتظر تعليقاتكم 😘
أنت تقرأ
انتقام شهرزاد [متوقفة حاليا ]
Teen Fictionأحدثكم عن ملك يقتل زوجاته عند أول شعاع ضوء في الأفق... عن امرأة ليست كغيرها من النساء... لا ، ليست الف ليلة و ليلة التي تعرفونها ... قيل أن أفضل القصص هي التي تخرج عن المعقول ، أن أحيانا الشرير في قصة يكون وراء الستار مظلوم ، ان ليس كل شيء بسيط...