بعد الأحداث الأخيرة الماضية أيقن أن عليه تغيير أسلوبه وتصحيح مفاهيمه وتقويم مبانيه، فالقسوة والعدوانية والنظرة الدونية كانت سببا في تفاقم الأوضاع وتعسرها بينه وبين أخيه الأصغر، وربما قليل من الحكمة وشيئ من حسن الظن دواء ناجع لأمراض الشك والتسرع وعلاج فعال لمشاكل عدم الثقة وغياب الحوار فلو تكهن ان عتابه سيحشى بشر وغدر لفكر مرارا قبل ان يقتحم الصعاب ولحرص كثيرا قبل أن تسوء الأمور، إستوى قاعدا وظل يحدث نفسه ويقول: هذا فظيع مريع وإني أحس بالخبال، أليس من الأفن والغبن الفادح أن أقسو عليه وأن أتنكر له، أليس عارا علي أن أعاتبه أيما عتاب، أليس الأجدر بي أن أسانده وأقف بجنبه حتى يجابه بجأش وبأس ضراوة الحياة وشرة الأيام......
أطرق رأسه وتنهد بحسرة ثم نقل طرفه بين حاسوبه وبين سترة أخيه وأخد يقلب كفيه وهو يفكر في مصيبته وينحى على عتابه له باللائمة، وهو يتساءل في حيرة ومشاعر الحزن والأسى مستحودة علىيه عن أنجع طريقة وأنفع وسيلة تخرجه من مأزقه الذي أوقعه فيه أخوه والذي زاده هو سوءا بانفعاله الزائد.
كان جاد شخصا مسؤولا ويقدر الآخرين، صادقا غاية الصدق فيما بينه وبين نفسه يعطي الأمور كلها حقها ، على قدر من الوعي والتفهم يترك الأمور تجري حيث أرادت ويبقى دوما متحكما بقبضة من حديد فقد علمته الحياة وربته التجارب.
وكان يبلغ من العمر وقتها ستة وعشرين سنة وكان صهيب أصغر منه بحولين كاملين، وكان على العكس منه شخصا متسرعا طائشا، ودائم الاعتماد على الغير لا ترى في عينيه ما يضمر في قلبه دائم الشكوى كأنه وحده المظلوم المحروم هدا وصف من يعرفه حق المعرفة اما وصف الاغراب فغير دلك فتى غرائق يشد مرآه الناظرين وسامته وابتسامته تجذب اليه الأنظار ومعاملته الخاصة للأغراب تأسر قلوبهم غير أن من يعرفه حق المعرفة يمقت فيه حتى وداعته الظاهرة ويكره بجموح حتى خبثه الباطن فرغم هدوئه وطيبة قلبه وسخاوة يده ورقة قلبه وحسن معشره المرئي كانت أقبح صفاته ومنبع غدره ومفسدة طبعه هي إدمانه على المخدرات......
أنت تقرأ
لحظــ ألــم ــــة
Romanceلحظــة ألــــم: قصة حقيقية تحكي عن الألم وتتمخّض حروفها من المعاناة، سالت فيها شآبيب الكلام والمعاني على الواقع حتى نضجت أحداثها وتألفت صفحاتها،.................لذلك فهي ليست مجرد قصة مليئة بالثرثرة وإنما هي في الأصل أحاسيس شخص عاش أطوارها ونبض قلبه...