|الباب الاول:كيف تطوّر الشعر؟|

794 75 172
                                    


مرحباً أعزائي،كيف حالكم اليوم؟
إفتقدكم السيد حرف ، ومع الأسف لن يكون هنا اليوم ليحدثكم لذا سأحل محله ،فبعد كل شيء هذه مهمتي فأنا مرشدكم .

كما تعلمون كل الحضارات ،الإمبراطوريات ،والممالك تمر بحقبات مختلفة لذا نجدها في أوج العز والمجد تارةً ، وفي حالةٍ فوضى وإنحطاط تارةً أخرى وهذا ينطبق على مملكتنا، فالشعر إختلف مركزهُ ،وتفاصيله مع مرور الزمن والحقبات التاريخية مستغلا التطورات الفكرية،الإجتماعية،الإقتصادية وحتى السياسة ليتطور هو أيضاً ،ففي النهايةِ الشعر أدب، والأدب مرآة الشعوب لذا من الطبيعي أن يتأثر بكل هذه العوامل. ما سنعرضه عليكم لمحة من تغيرات وتطورات الشعر .

-----
• كيفَ تطوّر الشعر ؟

الشعر الجاهلي|
يُعتبر الشّعر الجاهلي برغم قلته وفقدان الكثير منه من أرقى أنواع الشّعر العربي المقروء حتّى هذه اللحظة، فهو بالإضافة لبلاغته وقيمته الفنيّة يُعتبر مصدراً رئيسيّاً ومهمّاً للغةِ العربيةِ الفُصحى، سواءً أكان هذا بالمفردات الغنيّة أو القواعد في اللغة؛ حيث يُعتبر الشعر الجاهلي سجلاً تاريخيّاً موثوقاً للحياةِ الثقافيّةِ والاجتماعيّةِ والسياسيّة في ذلك الوقت.

ومن أشكال الشعر التي برزت في ذلك العصر شعر الهجاء؛ حيث كان يُعتبر هذا النوع من أكثر أغراض الشعر شعبيةً في ذلك الوقت . من أشهر الشعراء امرؤ القيس، والنابغة الذبياني، والسموءَل، وعنترة، وطرفة بن العبد. وتميّزت أعمالهم بالثناء على العزلة والهجوم على قسوة الحياة القبليّة. من أشهر القصائد في ذلك العصر هي ما أطلق عليها اسم (المعلّقات)، والتي تمّ جمعها في القرن الثامن للميلاد، والمعلقات تعني قصائد معلقة – لأنها عُلقت على الكعبة – بالإضافة لها (المفضليّات) وتعني المختار أو المفضل.

تميّز الشعر في العصر الجاهلي بأنه مكوّن لتاريخ الشعر العربي لمدى البلاغة في صياغة القصيدة بشكلٍ عام، وهذا أدى إلى تكوّن قصائد تمتاز بقصر أفكارها وقوة مفرداتها، وهناك سمة أو ميزة أخرى للشعر في ذلك العصر وهي المقدّمة التي تمتاز بالحنين والرومانسيّة في أغلب الأوقات، وفي هذه البدايات أو المقدمات للقصائد وحدة موضوعيّة أطلق عليها اسم (نسيب)؛ حيث إنّ الشاعر يتذكر حبيبته التي غادر لأجلها البيت وأنقاضه والديار، وأشير إلى هذا المفهوم في الشعر العربي تحت مسمّى (الوقوف على الأطلال)، وهنا بالإضافة لإشارة الشاعر إلى ذكريات محبوبته؛ فهو أيضاً يُظهر نوعاً من الحنين للماضي وذكرياته، والتحسّر على ما مضى.

- امرؤ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان    وَرَسْـــــمٍ عَفتْ آياتُه مُنذُ أزْمَانِ 
أتت حججٌ بعدي عليها فأصبحت     كخطٍّ زبور في مصـــاحف رهبان 

مملكةُ الشعرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن