-١-

924 9 1
                                    

" ماذا إن وقعت بالحب يوما ؟"  قلت لأمي التي نظرت لي بغرابة أثر سؤالي المفاجئ .

" كيوبيد ، هذا غير منطقي أبدا "

" لماذا ؟، أنظري للأسفل نحو الناس الذين يقعون في الحب ، هم يحصلون على من يهتم بهم ويفكر بأمرهم ليلا ونهارا ، ويقضون يومهم بشعور جميل وتملأ السعادة أجسادهم ،ولما أنا لا أستطيع ؟ "أجبت بتحدي و أنا أعلم بأن الأسوأ قادم .

" أنت إلاه ، أنت لعنة الحب فكيف لك أن تفع في الحب ؟"

"أصيب نفسي؟ "

" هذا يسمى بالجنون " صرخت بصوتها العالي لتملأ الغرفة بصداها .

" فينوس ، ماذا يحدث ؟ " دخلت فورتونا ، إلهة الحظ، بخوف وهي تنظر نحوي بكره .

غيرتها القوية رغم كونها إلهة الحظ قد حرمتني من الحظ، فبكل بساطة بإمكانها أن تسلب الحظ مني لمدى الحياة .

كوني إحدى الآلهة سيجعلها تقدم لي الحظ بهدية على طبق من ذهب ، ولكنها سلبتها لكثر غيرتها وحقدها على ما أمتلك ، التحكم بالحب .

هذا ليس بالأمر المنطقي ، ولكنني بقوتي هذه الموروثة من والدتي ، فينوس إلهة الحب والجمال ، قد أوقعت البشر بشئ جديد ، الشعور بالحب الذي أبدأه من يداي.

بواسطة قوس فقط ، يصيب القلب ليقع بحب الفتاة المطلوبة ، وهذا ما أرادته هي ،وكعقابا لي منعت عني الحظ ، فمنعت عنها الحب .

ولكنني لا أستطيع البوح لأمي بفعلتها فهي قد رأت ما حدث اليوم و إن نطقت بحرف واحد فإن نهايتي ستقترب.

" أخبرها بما حدث " قالت فورتونا بعدما خرجت والدتي من الغرفة بغضب متضح.

" وهل ستتحملين العواقب ؟ "

" بالطبع لا ، ولكن سيكون الأمر أهون من أن أخبرها بنفسي "

" أعيدي نصيبي من الحظ " قلت بصرامة مصطنعة.

" ليس قبل أن توقع الشخص المناسب في حبي "
" توهمي ذلك " أجبت بسخرية .

" وتوهم ببقائك لعنة الحب بعد أن أخبر فينوس بما حصل اليوم "

" تظنين بأنك تعلمين بالأمر كما يجب؟"

" أظن ذلك "

" أثبتي " قلت بتحدي .

" بسايكي " أجابت بصحبة إبتسامة نصر .

" ستندمين على هذا "

" سأساعدك ، سأجعل بسايكي لك تماما بينما تعلم بما عليك القيام به كمقابل "

" كنت لأقبل ذلك لولا وجود الشرط "

" وهذا معنى الأمر " قالت بغضب وهي تتجه مسرعة نحو الخارج .

لماذا يمثل القلب ذو السهم معنى الحب ؟
لماذا السهم بالتحديد ؟
أهو تخليدا لي ، أم لإظهار السبب ؟

أخذت نفسا عميقا بعد أن فكرت بكل ما يحدث ، ثم أمسكت بسهم آخر ووجهته بقوة نحو قلب شاب جديد .
يبدو الأمر مرعبا نوعا ما ، مفزعا وغريبا جدا ، كوني بهيئة فتى صغير يتحكم بمشاعر الناس بهذه القوة ،ملاكا صغيرا ، بجناحين، ولكنه ملاكا بشكله فقط.

كيف وقعت في الحب؟
ولماذا هذا غير قانوني؟
وإذا كان غير قانوني إذا كيف وقعت أمي في الحب ؟

" يممكني المساعدة "

استمعت لصوت جدتي الذي جاء من خلفي ، توقعت ذلك، فهي تعلم بكل مايجول في هذا القصر من حديث وحركة ، فهي الملكة ،ملكة الآلهة.. جونو.

" يمكنني المساعدة مهما كانت المشكلة وستكون الرابح في نهاية المطاف حتى ولو كان ذلك خطأك " عادت تقول متجهة نحوي .

" ليس هناك أية مشكلة لتساعدينني "

" ولكنني استمعت لبعض من حديثك مع الإلهة فورتونا"

" ما قالته لم يحوي على أية نسبة من الصحة "

" لست متأكدة " قالت محاولة إخفاء غضبها خلف فضولها المصطنع .

" ولكنه ليس بالأمر السهل أن تعلمي ، أو أن تتحملي ما حدث ، هو بنظري صحيح جدا ومعقول ولكنكم متناقضين و لم يكن حدوثه خاطرا في بال .."

"لا تماطل ، أنا أستمع " قالت مقاطعة وهي تغلق الباب بقوة مصدرا صوتا قد سمعه كل من في القصر مخلفا صدى مرعب .

اتجهت نحوي ببطء ثم جلست بقربي ممسكة كلتا يداي الفارغتان من الأسهم ، مرتجفتان مما سأقبل على قوله .

اخذت نفسا بسرعة لأحكي لها ما حدث واضعا بعض الثقة بألا تخبر أحدا ، رغم تيقني بأن الجميع سيعلم بهذا قريبا جدا ، أغمضت عيناي مسترجعا تفاصيل ما حدث وحركت شفاها ناطقا بعض الكلمات بصعوبة...

هذا لم يكن تلاعبا بالعقل ، أو سحر ما ، خدعة ،تحكم بالجسد أو حتى أفكار مجنونة غير معقولة ولا تصرف غير عقلاني ، كان غيرة .
غيرة ممن أصابته لعنتي وسهامي ، لم يكن هذا السبب الرئيسي لما حدث ، بل إجتماع غيرتي وحظي السئ ،المسلوب مني، هما من فعلا هذا وأوصلاني ءلى ما أنا عليه الآن.. الوقوع في الحب .
لم أقصد مافعلت بالطبع لعلمي أن هذا الأمر غير قانوني ، ورغم عدم اقتناعي بذلك ،  لأن أمي قد وقعت في الحب وهذا متضح ، ولكن ذلك السهم قد أصابني أنا عن طريق الخطأ ، وأنا ممتن لذلك.
لأنني قد وجدت تلك الفتاة ، وجدت ما افتقدت له روحي ، وجدت ماهو سيعنيني ، وجدت كل ما كنت أتمناه وأخشى أن يحدث بسبب خوفي من تلك العواقب ، وانا سأتحملها كلها ،لأنني وجدت ما يسمى بالحب ، من لعنتي ، من ذاتي ، من سهامي الطائرة .



كيوبيد .. لعنة الحب !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن