-٢-

318 5 3
                                    

" هل سأعاقب ؟" سألت جدتي بعد أن حكيت لها عما حدث ، وبقيت صامتة تستمع .

" بالطبع كيوبيد " أجابت بأسى ، ثم قالت
" لن أعاقبك أنا بنفسي ، بل سيعاقبك القدر ، لا تسئ فهمي لأنك لا تعلم بما أفكر به من أجل مصلحتك "

" بإمكانك القول ، دون مقدمات "

" أخبرني في البداية ، من هي تلك الفتاة ؟ "

" بسايكي " أجبت بهمس وأنا أنظر بعيدا .

نظرت نحو جدتي التي كانت متسعة الأعين ، مصدومة.

كنت متأكدا من حصول شيئا كهذا .

" ابنة مارس ؟ "

" هو ذاته ، إله الحرب "

" أخاف قول هذا ولكن يجب علي ذلك " قالت بشرود وأنا أترقب بخوف كلماتها القادمة ، أخذت نفسا عميقا وكأنها مستعدة لتعلن عن حرب جديدة ، ثم نظرت نحوي وقالت بحدة
" سأساعدك على الذي تريده "

" وهل سيكون هناك عقاب ؟ " سألت .

" لما تهتم لأمره ، لا لن يكن هناك عقاب سوى إن علمت فينوس ذلك "

" وهذا ما أخشاه و أن تقول لها فورتونا "

" ما مشكلتك معها ؟ "

" هي سبب سوء حظي " أجبت .

" كان هذا متضح من حديثكما نوعا ما " قالت بصحبة إبتسامة بسيطة ، وكنت لأشك في وجودها .
..
..
..

" ماذا تفعل هي هنا ؟ " سألت بهمس في أذن جدتي التي كانت تنظر نحو بسايكي بدقة .

" هي هنا من أجل معرفة شئ مفيد "

" مرحبا " قالت بسايكي بصحبة إبتسامة جذابة مع إنحناءة خغيفة .

" أهلا بك عزيزتي ، تفضلي من هنا " قالت جدتي وهي تشير لها أمامها .

" شكرا لكم لقبول الضيافة " قال بسايكي بخجل متضح.

" لا شكر على واجب فأباك جزء من أهل القصر " أجابت جدتي بثقة ، وكأنها تريد قول شئ ما ولا تعلم كيف ستصف ذلك.

" في الحقيقة جئت من أجل .."

" حسنا سأترككما للحظة " قالت جدتي مقاطعة لحديثها بعدما لمحت أمي قادمة .

" إذا ؟ "

" أريد أن أعرف ، كونك إله الحب ومسببه ، متى سأحصل على حبي الحقيقي ؟ ، أعني أريد حقا أن أحصل عليه وأراه أمامي دائما ، أريد ذلك الشخص الذي سيستحوذ على كامل تفكيري ، الذي سيكون دائما بقربي ، أريده موجودا حقا ، في أسرع وقت ممكن "

" في الحقيقة ، لك ما تريدين .. ولكنه قد حصل فعلا"

" منذ متى ؟" سألت بلهفة متضحة.

" لا يمكنني معرفة الأمور هذه بدقة ولكن ليس منذ زمن طويل ، مازال واقعا في حبك ، بشكل مجنون وهستيري وكأنه لا يوجد فتاة على هذه الأرض سواك ، أو أنك الأرض بعينها أمام عينيه ، يريد أن يحصل عليك ويراك أمامه دائما ، يريدك أن تستحوذي على كامل تفكيره ، أن تكوني دائما بقربه ، سنده ، عونه ، سعادته ، حزنه ودماره أيضا ، يريدك له في أسرع وقت ممكن "

" شعور متبادل إذا ؟؟ " سألت مجددا.

"من جهته فقط ، فأنت طلبتي ذلك وجوده وليس أن يحبك "

" يبدو الأمر وكأنه مبتذل "

"لا أعتقد ذلك "

" أتعلم من هو ؟ ، أقصد ربما كونك تعلم كل هذه الأمور فأنت ستعلم من هو فهي سهامك "
" لا يمكن بالتحديد ولكنني سأعلم أباك بأي شئ جديد إن حدث " أجبت بتوتر عارم منتظرا لحظة رحيلها ، رغم كوني أحبها .

" إذا ، سنعتبر أن الأمر قد انتهى ؟ " سألت جدتي.
" لا أريد قول هذا ولكنه الجواب الصحيح .. " قلت ببطء مما جعلها تصب كامل تركيزها نحوي مترقبة ما سأقول
" لكننا في النهاية حاولنا ، وصبرنا ، حزنا ، وتعبنا .. من كل شئ ، فهذا أمر غير منطقي أو عادل ، أو حتى يمكن أن يتصوره عقل ، وأنا أثق بأنني لن أتخلى عن هوايتي ، بأن أوقع الناس في الحب كما حدث لي ، فإن وقعت بالحب سأرى كيف بأن الكثير من الأمور قد تغيرت، كيف أن العالم اصبح مشرقا وبأن كل ما كرهته أعدت النظر به وأحببته أكثر من غيره ، كيف أن كل ما احتجته في ابحياة اكتمل حتى ولو لم يكن ، لذلك فأنا لن أحرم أي شخص من ذلك "

"ربما هذا هو القرار الصحيح ولكنني .." قالت جدتي محاولة شرح أمر ما لولا أن قاطعتها أمي قائلة
" ولكنك لا تستطيعين كسر قاعدة فينوس ، صحيح؟"

  " لقد انتهى كل شئ "

" أن تنظري لي خلسة في ظلمة الليل لا يعني أن الأمر قد انتهى "

" أشك في هذا " قالت أمي باستخفاف مناقض لغضبها.

" صحيح أنني قد أعلمت والدها وأمرته بأخذها إلى جزيرة نائية لتتزوج هناك بشخص لا تعرفه ، ولكن حبها وثقتها بي هي من أقنعها بأن توافق على الزواج من شخص مجهول الهوية ، لم يكن علي أن اريها وجهي ابدا لذلك أصبحت أتقدم نحوها ليلا بحيث ألا تستطيع رؤية شئ سوى ظلي " قلت بثقة مصطنعة ، ثم أخذت نفسا عميقا وعدت أكمل قائلا
"ولكنها كانت اذكى مما كنت أتهيأ ، فقد انتهزت الفرصة لترى من أكون أثناء نومي الثقيل "

" وإن يكن ؟ "

" أحبتني أكثر حين علمت أن حبيبها هو أنا ، لعنة الحب ذاتها "

" و لهذا ظلت تتردد للقصر ، ألهذا كنت تتصرف بغرابة طوال الوقت " همست بغضب وخذلان بسيط.

" ربما "

" وها أنا اذا ، عقابك الذي ستواجهه ، فمن الآن تلاقي أعينكما محرم ، وجودكما في المنطقة ذاتها محرم ، وإن اضطر الامر سيكون وجودها محرم ايضا " قالت  بصرامة وبنبرة يتخللها الرعب والقوة .

كيوبيد .. لعنة الحب !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن