" هل سأعاقب ؟" سألت جدتي بعد أن حكيت لها عما حدث ، وبقيت صامتة تستمع .
" بالطبع كيوبيد " أجابت بأسى ، ثم قالت
" لن أعاقبك أنا بنفسي ، بل سيعاقبك القدر ، لا تسئ فهمي لأنك لا تعلم بما أفكر به من أجل مصلحتك "" بإمكانك القول ، دون مقدمات "
" أخبرني في البداية ، من هي تلك الفتاة ؟ "" بسايكي " أجبت بهمس وأنا أنظر بعيدا .
نظرت نحو جدتي التي كانت متسعة الأعين ، مصدومة.
كنت متأكدا من حصول شيئا كهذا .
" ابنة مارس ؟ "
" هو ذاته ، إله الحرب "
" أخاف قول هذا ولكن يجب علي ذلك " قالت بشرود وأنا أترقب بخوف كلماتها القادمة ، أخذت نفسا عميقا وكأنها مستعدة لتعلن عن حرب جديدة ، ثم نظرت نحوي وقالت بحدة
" سأساعدك على الذي تريده "" وهل سيكون هناك عقاب ؟ " سألت .
" لما تهتم لأمره ، لا لن يكن هناك عقاب سوى إن علمت فينوس ذلك "
" وهذا ما أخشاه و أن تقول لها فورتونا "
" ما مشكلتك معها ؟ "
" هي سبب سوء حظي " أجبت .
" كان هذا متضح من حديثكما نوعا ما " قالت بصحبة إبتسامة بسيطة ، وكنت لأشك في وجودها .
..
..
.." ماذا تفعل هي هنا ؟ " سألت بهمس في أذن جدتي التي كانت تنظر نحو بسايكي بدقة .
" هي هنا من أجل معرفة شئ مفيد "
" مرحبا " قالت بسايكي بصحبة إبتسامة جذابة مع إنحناءة خغيفة .
" أهلا بك عزيزتي ، تفضلي من هنا " قالت جدتي وهي تشير لها أمامها .
" شكرا لكم لقبول الضيافة " قال بسايكي بخجل متضح.
" لا شكر على واجب فأباك جزء من أهل القصر " أجابت جدتي بثقة ، وكأنها تريد قول شئ ما ولا تعلم كيف ستصف ذلك.
" في الحقيقة جئت من أجل .."
" حسنا سأترككما للحظة " قالت جدتي مقاطعة لحديثها بعدما لمحت أمي قادمة .
" إذا ؟ "
" أريد أن أعرف ، كونك إله الحب ومسببه ، متى سأحصل على حبي الحقيقي ؟ ، أعني أريد حقا أن أحصل عليه وأراه أمامي دائما ، أريد ذلك الشخص الذي سيستحوذ على كامل تفكيري ، الذي سيكون دائما بقربي ، أريده موجودا حقا ، في أسرع وقت ممكن "
" في الحقيقة ، لك ما تريدين .. ولكنه قد حصل فعلا"
" منذ متى ؟" سألت بلهفة متضحة.
" لا يمكنني معرفة الأمور هذه بدقة ولكن ليس منذ زمن طويل ، مازال واقعا في حبك ، بشكل مجنون وهستيري وكأنه لا يوجد فتاة على هذه الأرض سواك ، أو أنك الأرض بعينها أمام عينيه ، يريد أن يحصل عليك ويراك أمامه دائما ، يريدك أن تستحوذي على كامل تفكيره ، أن تكوني دائما بقربه ، سنده ، عونه ، سعادته ، حزنه ودماره أيضا ، يريدك له في أسرع وقت ممكن "
" شعور متبادل إذا ؟؟ " سألت مجددا.
"من جهته فقط ، فأنت طلبتي ذلك وجوده وليس أن يحبك "
" يبدو الأمر وكأنه مبتذل "
"لا أعتقد ذلك "
" أتعلم من هو ؟ ، أقصد ربما كونك تعلم كل هذه الأمور فأنت ستعلم من هو فهي سهامك "
" لا يمكن بالتحديد ولكنني سأعلم أباك بأي شئ جديد إن حدث " أجبت بتوتر عارم منتظرا لحظة رحيلها ، رغم كوني أحبها ." إذا ، سنعتبر أن الأمر قد انتهى ؟ " سألت جدتي.
" لا أريد قول هذا ولكنه الجواب الصحيح .. " قلت ببطء مما جعلها تصب كامل تركيزها نحوي مترقبة ما سأقول
" لكننا في النهاية حاولنا ، وصبرنا ، حزنا ، وتعبنا .. من كل شئ ، فهذا أمر غير منطقي أو عادل ، أو حتى يمكن أن يتصوره عقل ، وأنا أثق بأنني لن أتخلى عن هوايتي ، بأن أوقع الناس في الحب كما حدث لي ، فإن وقعت بالحب سأرى كيف بأن الكثير من الأمور قد تغيرت، كيف أن العالم اصبح مشرقا وبأن كل ما كرهته أعدت النظر به وأحببته أكثر من غيره ، كيف أن كل ما احتجته في ابحياة اكتمل حتى ولو لم يكن ، لذلك فأنا لن أحرم أي شخص من ذلك ""ربما هذا هو القرار الصحيح ولكنني .." قالت جدتي محاولة شرح أمر ما لولا أن قاطعتها أمي قائلة
" ولكنك لا تستطيعين كسر قاعدة فينوس ، صحيح؟"" لقد انتهى كل شئ "
" أن تنظري لي خلسة في ظلمة الليل لا يعني أن الأمر قد انتهى "
" أشك في هذا " قالت أمي باستخفاف مناقض لغضبها.
" صحيح أنني قد أعلمت والدها وأمرته بأخذها إلى جزيرة نائية لتتزوج هناك بشخص لا تعرفه ، ولكن حبها وثقتها بي هي من أقنعها بأن توافق على الزواج من شخص مجهول الهوية ، لم يكن علي أن اريها وجهي ابدا لذلك أصبحت أتقدم نحوها ليلا بحيث ألا تستطيع رؤية شئ سوى ظلي " قلت بثقة مصطنعة ، ثم أخذت نفسا عميقا وعدت أكمل قائلا
"ولكنها كانت اذكى مما كنت أتهيأ ، فقد انتهزت الفرصة لترى من أكون أثناء نومي الثقيل "" وإن يكن ؟ "
" أحبتني أكثر حين علمت أن حبيبها هو أنا ، لعنة الحب ذاتها "
" و لهذا ظلت تتردد للقصر ، ألهذا كنت تتصرف بغرابة طوال الوقت " همست بغضب وخذلان بسيط.
" ربما "
" وها أنا اذا ، عقابك الذي ستواجهه ، فمن الآن تلاقي أعينكما محرم ، وجودكما في المنطقة ذاتها محرم ، وإن اضطر الامر سيكون وجودها محرم ايضا " قالت بصرامة وبنبرة يتخللها الرعب والقوة .
أنت تقرأ
كيوبيد .. لعنة الحب !
Short Storyما هو الحب ؟ هل تؤمن بالحب ؟ هل وقعت بالحب يوما ؟ هل تساألت كيف يقع الناس في الحب ؟ هذا ما يسمى بلعنة الحب ! كيوبيد ، إله الحب ومسببه ..