[ الفصل الاول ]

95 15 27
                                    


مرات عدة قالت ستأتي ، ولم تأتِ .

قال لها حازماً :
أذا لم تأتي سأقطع علاقتي بكِ .

وهي لا تُريد أن يقطع علاقته بها.
أنها تحبه . ترغب بالارتباط به إلى الأبد.
وهي أدركت هذه المرة أنه سيفعل اذا
لم تصل إليه في الوقت المحدد .

كانت تخاف الاستجابة لرغبته الملحة.
كان يعني الدخول لشقته والاستسلام له.
وهي في الاصل تخاف وصول علاقتها
به إلى هذه النقطة .

وضعت يدها على كتف سائق السيارة،
ترجوه السرعة . تَلّفتَ هذا غاضباً
ورمقها بقسوة . السيارات أمامه تسد
عليه حتى استنشاق الهواء .

زعيق السيارات يتلف الاعصاب .
مئات منها على طول الشارع وعرضه تسد
المنافذ . حركة السير واقفة كأن جداراً
ضخماً يمنعها من المتابعة .

هل تترك السيارة وتعدو ؟ بيته بعيد.
لو طارت الان مثل سهم نبتت له أجنحة
لما أستطاعت الوصول في الوقت المحدد .

لكن بعض ألامل كان يداعبها :

"" سوف يقدر ، سوف يترك لها فرصة.
سوف يفكر بزحمة السير . يعرف أن
بيروت لا ترحم . سيبرر لها .
سيعذرها لكنه في كل مرة كان يعذرها .
ربما الآن يعتقد أنها لن تأتي ، كما كانت
في كل مرة لا تأتي . وسوف ينفذ تهديده
كانت تعرف أنه هذه المرة سوف ينفذ
تهديده . وسوف يهجرها اذا لم تصل .
وقد يسافر . وقد لا تراه أبداً ""

لاحضت الوقت في ساعتها ، أنها الرابعة
ونصف . نصف ساعة مرت على الموعد .
وكانت ستمد يدها ثانية نحو السائق .
لكنها اجحمت . وتمنت هذه اللحظة لو كان
لحبيبها هاتف .

لهتفت لقالت له : "قادمة لك بكل حنيني ،
قادمة لأعطيك كل شي "

ليلتها خرجت من البيت قبل ساعتين .
لكانت فسحة الزمن هذه كافية للوصول
الى بيته . ولو صلت قبل الوقت ،

لانتظرت في الشارع حتى يحين الوقت .
ثم تدق جرس بابه في الرابعة تماماً ،
لترى في عينيه سعادته بها .

اخذ قلقها ينهش رأسها . واحست أن
عروقها لم تعد تتسع لدمائها .

_________يتبع

اعطوني رأيكم ؟

اذا اعجبكم سأكمل !!

لُعبَةَ الزَمَنْ | Game Timeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن