أخذ قلقها ينهش رأسها . وأحست
أن عروقها لم تعد تتسع لدمائها .صارت ترتجف ، وخافت أن يكتشف
السائق أضطرابها . او يلمحها عابر
سبيل وهي في هذه الحالة المتوجسة.حتى سائق عربة الاجرة بدأ يتململ.
ويلفظ كل الشتائم بغضب .شتم الناس ، السيارات ، والشوارع ،
والحكومة ، وهذه المهنة القذره التي
تطعمه لقمة الخبز من خلال الاختناقوامزجة الناس وثقل رفاقة.
بل لعله نسي أن امرأة تجلس في
المقعد الخلفي واعصابها تحترق .كانت صفارة الشرطي ، وأبواق السيارات ،
وضجيج المحركات كلها تطرق على عروقهامثل طرقات السندان .
أمسكت رأسها براحتها ، وهتفت بكل
ما فيها من حنين إليه أن ينتظرها ،
إلا أن يغادر بيته .ورغم كل هذا الضجيج الذي حولها ،
كانت تسمع بوضوح دقات الساعة ،
ام هي دقات قلبها ؟ .انتبهت أن ثمة حركة بطيئة في السيارات،
ثم عادت الحركة من جديد . وتحركت
السيارة ببطء أول الأمر ،ثم اسرع ، فأسرع ، فأسرع ، وأخيراً ،
انطلقت بسرعة عظيمة نحو المكان الذي
تريد ...نزلت من السيارة وأعطت السائق أجرة
مضاعفة . وعبرت باب البناية الشاهقة .طلبت المصعد. وأحست كأن المصعد
قادم من السماء ، بطيئاً بطيئاً كورقة
سقطت من شجرة ، وأخيراً ، وصلت .كان قلبها يدق كأنه محرك ما ، أنها تسمع
دقاته بوضوح . وكانت خائفة ، ترتجفمن رأسها حتى أخمص قدميها .
ولحظة دخلت المصعد وضغطت الزر
الثالث .صعد بها ببطء أكثر . ولقد حاولت أن
ترفع يدها وترى الوقت .لكنها جُبَنتُ وأخفت يدها خلف ظهرها .
كانت العاصفة في داخلها تقتلع كل شيء
من مكانه ، توقف المصعد .تركته وأقتربت من باب شقته
بخطوات يسبقها الخوف .وترددت كثيراً قبل أن تضغط زر الجرس،
لكنها أخيراً تجرأت ، وسمعت أنغام الجرس تتجاوب في أذنيها . وفي كل العالم،وأنصتت
كأنها على الصراط ، بين الجنة والنار .
وخافت إذ تباطأت خطواته .ولكن سرعان ما سمعت خطواته تقترب
من الباب . وكادت تهرب ، لتعود من
حيث أتت .لم تكن تريد أن يراها بهذا الخوف ،
وهذا الاضطراب . لكنها أحست
كأنها ملتصقة بالأرض .وإذ فتح الشاب الباب على مصارعه .
لمحت في عينيه سعادة وفرحاً عظيمين.
لم تقل كلمة ، عجزت أن تقول كلمة .بل إنها لم تستطع أن تخطو الى داخل
البيت خطوة واحدة .مد راحته وامسك براحتها .
ثم قادها الى الداخل ، اغلق الباب خلفها .قال بصوت مغتبط :
" لو تأخرتِ خمس دقائق لكنت تركت البيت "وكان بودها هذه اللحظة تشرح له ماحدث
من ازدحام الطرق .
ووقوف السيارة بها زمن .لو لا أنها لمحت ساعة الحائط كأنها
تناديه ، كان الوقت بها الرابعة تماماً .وكان عقرب الثواني فيها يدور بصورة
طبيعية .قالت له بصعوبة :
الرابعة تماماً .....تطلع الشاب نحو ساعة الحائط ,
ثم رفع معصمه وتطلع إلى ساعة يدهوهمس بزهو :
" الرابعة تماماً ... يا عزيزتي "أمسكَ بيدها وذهبا خارج الكون .
_____________________________
احم احم 🌚🙁
مرحباً ياقوم الباندا اللطيف 🌸🍃
ما رأيكم في البارت ؟
انتقاداتكم ؟!
أنت تقرأ
لُعبَةَ الزَمَنْ | Game Time
Fanfiction[ تُجريِ القُلوبَ بِما لا تَشتَهي العُقول ] " Yasin Rifaiya " الغلاف من الورده 🍃🌸[ _skwn_ ]