[ الفصل الثاني ]

68 12 30
                                    


أخذ قلقها ينهش رأسها . وأحست
أن عروقها لم تعد تتسع لدمائها .

صارت ترتجف ، وخافت أن يكتشف
السائق أضطرابها . او يلمحها عابر
سبيل وهي في هذه الحالة المتوجسة.

حتى سائق عربة الاجرة بدأ يتململ.
ويلفظ كل الشتائم بغضب .

شتم الناس ، السيارات ، والشوارع ،
والحكومة ، وهذه المهنة القذره التي
تطعمه لقمة الخبز من خلال الاختناق

وامزجة الناس وثقل رفاقة.

بل لعله نسي أن امرأة تجلس في
المقعد الخلفي واعصابها تحترق .

كانت صفارة الشرطي ، وأبواق السيارات ،
وضجيج المحركات كلها تطرق على عروقها

مثل طرقات السندان .

أمسكت رأسها براحتها ، وهتفت بكل
ما فيها من حنين إليه أن ينتظرها ،
إلا أن يغادر بيته .

ورغم كل هذا الضجيج الذي حولها ،
كانت تسمع بوضوح دقات الساعة ،
ام هي دقات قلبها ؟ .

انتبهت أن ثمة حركة بطيئة في السيارات،
ثم عادت الحركة من جديد . وتحركت
السيارة ببطء أول الأمر ،

ثم اسرع ، فأسرع ، فأسرع ، وأخيراً ،
انطلقت بسرعة عظيمة نحو المكان الذي
تريد ...

نزلت من السيارة وأعطت السائق أجرة
مضاعفة . وعبرت باب البناية الشاهقة .

طلبت المصعد. وأحست كأن المصعد
قادم من السماء ، بطيئاً بطيئاً كورقة
سقطت من شجرة ، وأخيراً ، وصلت .

كان قلبها يدق كأنه محرك ما ، أنها تسمع
دقاته بوضوح . وكانت خائفة ، ترتجف

من رأسها حتى أخمص قدميها .
ولحظة دخلت المصعد وضغطت الزر
الثالث .

صعد بها ببطء أكثر . ولقد حاولت أن
ترفع يدها وترى الوقت .

لكنها جُبَنتُ وأخفت يدها خلف ظهرها .
كانت العاصفة في داخلها تقتلع كل شيء
من مكانه ، توقف المصعد .

تركته وأقتربت من باب شقته
بخطوات يسبقها الخوف .

وترددت كثيراً قبل أن تضغط زر الجرس،
لكنها أخيراً تجرأت ، وسمعت أنغام الجرس تتجاوب في أذنيها . وفي كل العالم،

وأنصتت

كأنها على الصراط ، بين الجنة والنار .
وخافت إذ تباطأت خطواته .

ولكن سرعان ما سمعت خطواته تقترب
من الباب . وكادت تهرب ، لتعود من
حيث أتت .

لم تكن تريد أن يراها بهذا الخوف ،
وهذا الاضطراب . لكنها أحست
كأنها ملتصقة بالأرض .

وإذ فتح الشاب الباب على مصارعه .

لمحت في عينيه سعادة وفرحاً عظيمين.
لم تقل كلمة ، عجزت أن تقول كلمة .

بل إنها لم تستطع أن تخطو الى داخل
البيت خطوة واحدة .

مد راحته وامسك براحتها .
ثم قادها الى الداخل ، اغلق الباب خلفها .

قال بصوت مغتبط :
" لو تأخرتِ خمس دقائق لكنت تركت البيت "

وكان بودها هذه اللحظة تشرح له ماحدث
من ازدحام الطرق .
ووقوف السيارة بها زمن .

لو لا أنها لمحت ساعة الحائط كأنها
تناديه ، كان الوقت بها الرابعة تماماً .

وكان عقرب الثواني فيها يدور بصورة
طبيعية .

قالت له بصعوبة :
الرابعة تماماً .....

تطلع الشاب نحو ساعة الحائط ,
ثم رفع معصمه وتطلع إلى ساعة يده

وهمس بزهو :
" الرابعة تماماً ... يا عزيزتي "



أمسكَ بيدها وذهبا خارج الكون .

_____________________________


احم احم 🌚🙁

مرحباً ياقوم الباندا اللطيف 🌸🍃

ما رأيكم في البارت ؟

انتقاداتكم ؟!




🎉 لقد انتهيت من قراءة لُعبَةَ الزَمَنْ | Game Time 🎉
لُعبَةَ الزَمَنْ | Game Timeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن