أسوأ المشاعر

318 16 4
                                    


-ما الذي تفعلينه هنا يا آنستي؟

-أفكر.

-فيما؟

-في نفسي.. في كم الغباء الذي إقترفته في حق من أحب.. أجل، كم أنا حقاً غبية..

-لمَ تصفين نفسكِ بذلك؟ أنا أتفهم سبب ما تفعلينه لذلك لا أراكِ غبية على الإطلاق.

-إذاً لماذا لا يتفهمني هو؟.. هل العيب فيّ أم فيه؟.. لماذا لا تنحصر ردود أفعاله سوى في نعتي بكلمات جارحة مثل (مسببة للمشاكل) أو (عديمة الفائدة) أو (فتاة متسلطة)؟.. لماذا لا يفهم لماذا؟

-النجومية والشهرة يا آنستي يجعلان صاحبهما أعمى عن أي شيء أخر، وعلى كل حال لما لا تصارحيه بما في نفسك؟

-لا أستطيع.. عندما تأتيني فكرة مواجهته تنتابني قشعريرة خوف مفاجئة. أخشى من إحساس الهجران.. لا أحد يمكنه إستيعاب مدى حبي له. مدى شغفي للقياه كل ليلة حين يعود إليّ بعد تعب يومٍ كامل.. لا أستطيع تخيل تلك اللحظة التي يتفوه فيها بكلمة (فلننفصل).. أتدري شيئاً؟ حين تشاجرت معه أول مرة بشأن طول غيابه. عندما كنت أتصل بهاتفه مراراً وتكراراً ولم يجيب. كنت أتعامل مع الأمر وكأني أُماً له، لاسيما وأنه وحيد مثلي. يعصف بي القلق حين لا يجيب هاتفه إذا تأخر عن موعده. قلبي لا يحتمل سماع خبراً... لا أحب قولها.. لم يكن في نيتي فرض السيطرة أو التسلط. وعندما إجتاحه الغضب حين فعلت ما فعلته مع تلك المعجبة. أنا حقاً لم أعرف أنها معجبة. لقد كانت قريبة منه بشكلٍ مثير وواضح. بشكل أزعجني وجعل الدماء تغلي في عروقي. لم أكن أعرف أن المعجبات يفعلن ذلك مع المشاهير. حقاً لم أكن أقصد أن أتسبب له في مشكلة مع معجبينه.. لقد قالها في وجهي دون أن يستمع إلى دفاعي.. (أنتِ مسببة للمشاكل)... بعدها مرت الأيام حتى توقفت عند ذلك اليوم الذي أراد فيه مساعدتي. لما أعطاني ظرفاً وأخبرني أن به أوراقاً مهمة للغاية وطلب مني أن أسلمه إلى المنتج التنفيذي الخاص بفيلمه الجديد يداً بيد، وذلك لأنه كان مشغولاً ولم يسعه الوقت لتوصيل الظرف بنفسه. كنت سعيدة بل رفرف قلبي من فرط السعادة. هذه كانت أول مرة يُلقي إعتماده عليّ في شيء. عزمت في نفسي القيام بالمهمة على أكمل وجه ودون أخطاء أو مشكلات. بالفعل ذهبت إلى مكتب المنتج التنفيذي في الوقت المحدد، وأنا أعرف أن لديه مساعد خاص رجل، لكن وقتها قابلتني إمرأة فطلبت منها مقابلته. منعتني فكررت طلبي وألححت فيه فطردتني بالقوة، حاولت الإتصال بحبيبي لكن كعادته لا يجيب. بقيت في مكاني لعلني أقابل المنتج التنفيذي مصادفة، وفي النهاية عُدت إليه خالية الوفاض وفي يدي الظرف، ولم أسمع منه إلا صوتاً عالي متحشرج يردد (أنتِ عديمة الفائدة).. أقسم أني فعلت أقصى ما بوسعي... أحياناً كثيرة أقول لنفسي أن الخطأ خطئي وليس خطأه، لكني.. لم أتعامل مع الناس كثيراً. حقاً لا أعرف كيفية التعامل بالطريقة المُثلى معهم.. كنت ميتة منذ كانت أعوامي خمسة. لم أرى الحياة إلا بعدما أتيت إلى هنا. أردت أن أحيا حياة جديدة خالية من الماضي. أنا لا أود العودة إلى الماضي. أخشى من الرجوع إلى ما كنت عليه. حتى لو أضطرني ذلك إلى التوسل سأفعل. سأتوسل إليه للبقاء معي والبقاء معه...

-عذراً لفضولي، لكن كيف كنتِ في الماضي؟

-كنت شخصاً لا أحبذ رؤيته.. لو عدت إلى الماضي سيندم الجميع على معرفتي.

🎉 لقد انتهيت من قراءة أسوأ المشاعر.. من سلسلة حكاوي في وقت ما في مكان ما 🎉
أسوأ المشاعر.. من سلسلة حكاوي في وقت ما في مكان ماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن