الفصل الاول (الجزء الاول)

64 2 5
                                    

بدأت الشمس فى المغيب
لتختفى اشعاتها الذهبيه تدريجيآ
ليحل محلها الليل الهادئ برياحه الخفيفة التى تتساقط معها اوراق الاشجار.. تعلن عن بدايه فصل الخريف..
- فى مكانآ ما اشبه بغابه صغيره
يتوسطه كوخ شبه متوسط يوشك على السقوط ملئ بالتصدع والشروخ
يوضح للذى يراه للوهله الاوله انه قديم. مر على بنائه عقود كثيره ...
ويتضح منه ان من يسكنه من افراد
ليس لديهم من الغنا والعز نصيب ..
-تجلس عجوز يشتعل رأسها بالابيض ليدل على مدى تقدمها بالسن تجلس على ذلك المقعد الخشبي المتحرك الذى يشبه الارجوحه خارج ذلك الكوخ متعمقه فى التفكير عاقده حاجبيها منكمشه على نفسها تدفئها
غير واعيه تمامآ لما حولها بسبب تفكيرها المتعمق فى مستقبل حفيدتها ..تفكر فيما يخفى لها القدر
تتسأل اذا كان خيرآ ام شرآ
ولكنها تدعو ربها بالخير دائمآ ان يحفظ صغيرتها من كل سوء
فهى تعنى لها الهوى والحياه ..
تعلم ان صغيرتها تحتاجها. تحتاج اللى حنان الامومه و العطف الأبوى
الذى حرمت منه منذ اول يوم ينبض فيه قلبها ... ولدت هى لتأتى للحياه وتغادرها امها ..اما ابيها الذى لا يستحق هذا اللقب لقد تخلى عنها اعتقادآ منه انها السبب فى موت حبيبته قد كرهها من قبل ان يرأها حتى ..تركها وغادر البلاد
وتحملت جدتها الحنونه مسئوليتها
على الرغم من احتياجها هى لمن يرعاها لتقدمها فى السن .
- اوعيدت لارض الواقع على صرخة من الداخل وقفت متحمله الآم قدميها تهرول بسرعه الى غرفه حفيدتها .. اقتربت من سريرها الصغير تحملها برفق .. تحدثها:
'' آوه صغيرتى الجميله لما تبكى حبيبتى ها انا هنا معكى توقفى هيا عن البكاء ياملاكى الصغير لقد اصبحتى الان تبلغين عامآ من العمر .. ياإلهى مااجمل هاتين العينين سبحان من سواها
اتعلمين يا صغيرتى انكى قطعه مصغره من امك لقد كانت تمتلك عينين زرقاء كهذه .''
- تتطلع بها الملاك الصغير ببرأه طفوليه بعينها الواسعه تزين وجهها ابتسامتها الجميله لتكشف عن غمازاتها التى تتوسط خدها الممتلئ .

ـ سكنت الصغيره بين يديها وانتظم تنفسها
فوضعتها الجده برفق على فراشها
تدعو الله ان تنام حتى تنتهى من اعمالها اليوميه
تحركت الجده بصعوبه الى غرفتها تستعد للخروج
اتجهت الى الخزانه تبحث عن شيئ ثقيل ترتديه لعله يمنحها بعض الدفء فى ذلك الجو البارد
امتدت يدها لتلتقت شالٍ اسود قديم بعض الشيء ..لفته حول كتيفيها .
انحنى جذعها لترتدى حذائها المُتقطع .
تخرج من المنزل تعرف جيداً اللى اين ستذهب ..
لقد فكرت فى ذلك الامر مراراً وتكراراً
طوال اليله الماضيه اللى ان اتخذت قرارها
لتُنفذ هذه الفكره اليوم ..
اخذت تمشي ببطء فى تلك الغابه الصغيره
حتى وصلت اللى الطريق الرئسي وقفت فى انتظار اي سياره اجرة ..
" أود ان اذهب الى مكتب البريد بنى "
تحدثت لسائق السياره قبل ركوبها
ثم توقف لبُره لتكمل بعد تصفية حلقها
"ل...لكن اخبرنى اولاً كم من المال ستأخد فى المقابل "
_"سبع جنيهات يا خاله "

نقطة الوصول /Destination حيث تعيش القصص. اكتشف الآن