اليوم الرابع عشر

1.4K 251 5
                                    

" أنتِ بخير ؟" اقترب منها حال ملاحظته لجسدها الذي بدأ بالارتجاف لتومئ له.

' "ستذهبين للقبو " سحبها من ذراعها بقوّة متجاهلاً توسلاتها ليلقي بها داخل القبو مغلقاً الباب خلفهُ بقوّة. '

" أنا بخير "

' " لقد تخطّيتُ ذلك بالفعل " أخبرته ليبتسم ناحيتها ، ألقت بجميعِ شفراتِ الحلاقةِ داخل المرحاض ناظرةً إليها و هي ترحل " أنا فخور بكِ " تمتم مسنداً رأسه على كتفها محتضناً إياها من الخلف. '

" أنا بخير "

' " مالذي تفعلهُ هنا ؟" سألتهُ فاتحةً النافذة لتسمح له بالدخول " لم تأتِ اليوم إلى المدرسة ، أردتُ فقط الاطمئنان عليكِ " أجابها هاري قافزاً للداخل ثم أخرج حقيبة الطعام الصغيرةِ التي كانت معه قبل أن يتحدّث " لقد أخبرتكِ بأنني سأساعدكِ " ابتسمت دون أن تنبس ببنتِ شفةٍ رافعةً كفها للأعلى في الهواء على مرمى بصرهِ ليضع خاصتهُ عليها شابكاً أصابعهما سوياً " أحبك " كانت مسموعة بين جدران الغرفةِ لكن لم يعلم أحدهما من قالها أولاً. '

" أنا بخير "

' نظر إلى جسدها المرتجفِ و المليء بالدماء قبل أن يدرك ما فعلهُ منحنياً بقربها حاملاً إياها " يا إلهي ، بروكُ صغيرتي " صعد بها عبر الدرج ليصل لغرفتها واضعاً إياها على الفراش " أنا آسفٌ صغيرتي " تمتم مبعداً بعضاً من خصلاتِ شعرها عن وجهها قبل أن يقوم بتقبيل جبينها ثم يخرج من الغرفة ليحضر الإسعافاتِ الأوليّةِ لمداواةِ جروحها التي تسبب بها. '

" أنا بخير "

' " بروك انتظري ، يمكنني الشرح " تجاهلته صاعدةً لسيارتها ثم انطلقت بها سريعاً دون معرفةِ الوجهةِ التي ستذهب إليها ، هي تريد فقط الابتعاد عنه ، لم تكد تمرُّ دقائقُ حتى شعرت بشيءٍ يصطدمُ بالسيارةِ بقوّةٍ ، أضواء ، دماء ، صراخ ، ظلال ، نيران ، هذا ما تذكّرته. '

" أنا لستُ بخيرٍ على الإطلاق " تمتمت ليمسكها هاري محتضناً جسدها الهزيل ، هي بدأت بتذكّر كلّ شيء.

هو لا يعلم ما إن كانت تلك بدايةً جيدةً أم سيئةً لليوم الرابع عشر.

سبعة عشر يوماً || Seventeen days حيث تعيش القصص. اكتشف الآن