اليوم السابع عشر

1.4K 255 53
                                    

" لقد تبقّت بضعُ دقائق على منتصفِ الليل و لم تخبريني بقراركِ حتى الآن " أخبرها محدقاً بعينيها رغم معرفته بأنها لا تستطيعُ رؤيته " ما حدث لم يكن خطؤك " طمأنته ليومئ بالمقابل ، هما مستلقيان على الفراشِ ، أصابعهما متشابكةُ و لا توجدُ أصواتٌ غير أصوات تنفسهما.

" لا أظن أنني أودّ تركك بعد سبعةِ عشر يوما من التفكير"

كان قراراً كاذباً ، هو يعلم ذلك لكنّه أراد تصديقه.

" هيا ، لقد تأخر الوقتُ بالفعل لنذهب للنوم " استدارت للناحيةِ الأخرى ليقوم بتقريبها منه ، ظهرها مستندٌ على صدره بينما يستمعُ لأنفاسها الهادئة و المنتظمة " أحبك" تمتما بها بذات الوقت قبل أن يناما.

استيقظ هاري في حدود الساعةِ الرابعةِ و النصف صباحاً شاعراً ببرودةٍ تخالجه ، جلس معتدلاً ممراً يده داخل شعرهِ قبل أن يلقي بنظرهِ ناحيةِ بروك التي تنامُ بهدوءٌ ، أبعد ذلك الشعور الغريب قبل أن يستلقي مقرباً جسدها إليه أقرب من ذي قبل عائداً إلى النوم.

" حسناً لقد استيقظت " تمتم بانزعاجٍ مطفئاً منبهه ، نظر لساعةِ الحائط ليجدها التاسعة صباحاً ، زفر ناظراً ناحية بروك مقرراً إيقاظها " بروك استيقظي ، أود قضاء اليوم سوياً قبل يعود الجميع في الغد " لم تجبه ليقوم بهزّ جسدها لكنها لم تستجب.

ليقوم بهزّ جسدها مجدداً.

و مجدداً.

" هيا بروك ، ذلك ليس مضحكاً ، توقفي " ابتسامته التي كانت على ثغره سقطت حالما ألقى بنظرهِ عليها ، شاحبةٌ للغاية ، باردةٌ للغاية ...... ميتةٌ للغاية.

نهض هلعاً واضعاً أصابعهُ على رقبتها محاولاً الشعور بنبضاتٍ لكنه لم يجد شيئاً، ثم انتقل واضعاً رأسه على صدرها آملاً سماع نبضات قلبها.

لم يكن هناك أيّ شيء.

أمسك بهاتفهِ سريعاً متصلاً بالطوارئ ، لم تكد تمرّ ثوانٍ قليلةٌ لتجيب سيدةٌ ما و يقاطعها قائلاً :" زوجتي لا تتنفس ، رجاءً ساعدوني " ألقى بالهاتف غير عابئ به بينما أمسك بجسدها بين يديه المرتجفتين.

بروك قد تناولت ٤٣ حبّة الليلة الماضية ، لقد كان بإمكانها إخبار هاري ، لكنها لم تفعل ، لأن ذلك كان قرارها.

لقد تذكر كلماتها ليلة البارحة حول أن ذلك لم يكن خطأه.

هو انتظر سبعة عشر يوماً بالتحديد لأن اليوم هو ذكرى زواجهما.

***

الفصل القادم هو النهاية.

سبعة عشر يوماً || Seventeen days حيث تعيش القصص. اكتشف الآن