طفلة...
منذ أن ولدت وأنا رقيقة ، ضعيفة وهشة ، هشة جدا ولا زلت كذلك..ً
لا زلت أنتظر أبي عندما يخرج عند نهاية كل مساء ولا يرمق لي جفن حتى عودته ، ولا زلت أنام ودموعي على خدي إن غضبت علي أمي من غير قصد ، أضل طوال الأسبوع أنتظر كل يوم جمعة ، فقط لأتناول الحلوى التي يأتي بها جدي لكل أطفال العائلة ومن ضمنهم أنا ، لازلت أشاهد الأفلام الكرتونية ، وأخاف من الظلام ومن الحكايا المرعبة ، وأبكي عند عجزي عن تسريح شعري ، لازالت قصص الجدة تروقني حتى وإن سمعتها لألف عام أخر ، ولا زلت لا أنتظم بأخد أدويتي ، واللعب مع الصغار ف الوقت الذي يكونوا به الكبار متجمعين حول لحوم الناس يأكلوها !!
وأخيراً لازال قلبي ينبض عند قراءة سطر حبٍ بكتاب عتيق ، ولازال حياً يمنح ويعطي ويحب عن ظهر قلب الجميع ، حتى وإن لم يعطونني بالمقابل شيئاً ، فأنا أبدخ بحبي وبعاطفتي ومشاعري لا لأن يرد إلي ما أعطيته ، بل لكي لا يموت قلبي كل ماتقدمت بالسن ، كي لا يقسو أو يتسلل الكره إلى أوردته ، كي لا تموت الحياة فيني وأنا حية ، أنا أحب لأعيش ! وكي لا أصبح مثلهم وأجد نفسي بغتةٍ تقدمت بالعمر وتقدمت روحي وضاعت مني وأمتلأ قلبي بالسواد دون أن أشعر ، الناس يكبرون ليموتو وأنا أكبر لأزداد كل سنة طفلة أكثر من ذي قبل !