بداية النهاية ♪

1.8K 95 392
                                    


عِندَمَا يَترَاكمُ الحديثُ فوقَ المشَاعرِ المَدفونَةِ وَسطَ قلبٍ بالهمومِ مُمَزق, يُصبِحُ القَلَمُ حِينَها عَاجِزَاً عَن التَوثِيق!

أجِدُنِي أُهَمهِمُ دُونَ حُرُوفٍ - كنُوتَاتِ وَتَرٍ - لعَقليَّ المَمسُوسِ, دُونَمَا تَلوِيثٍ لأسمَاعِ البَشَر..

أُعِيدُ تَصوِيرَ مَقَاطِعَ مِن أحدَاثٍ كَثِيرَةٍ فِي خَيَالِي, أعِيشُ مَعَهَا طَوَالَ اليَومِ وَاللَيّلَةِ حَدّ الشُرُودِ عَن مَن أمَامِي!

وعِندَمَا يَبلُغُ الإختِناقُ مِنِي حَدَهُ وَيُغَلِفُ السَدَفُ جُفُونِي, أجِدُنِي أستَرفِد النُقُوشَ على الوَرَقِ عَلَّنِي أجِدُ فِيهَا مِن مُتَسَع!

لَكِن حِينَهَا..
يَأبَى قَلَّمِي الإنصِياعَ لِقَلبِي, أرَاهُ يَمشِي مُتَعَرجِاً عَلَى الرَصِيفِ, مُنهَكًا يَستَنِدُ عَلَى الجُدرَان, لا يَفتَئُ عَاجِزَاً عَن الحَرَكَةِ بَعد رَصِيفَينِ ونِصفِ رَصيف!

وعِند المُنتَصَف..
يَقِفُ مُتَوَسِلاً يُخَاطِبُنِي " أيَّا فَتَاة! ألا يَكفِيكِ مَا تَفعَلينهُ بعقلكِ, خيالاتكِ, وقلبكِ على مَدارِ الشَمسِ والقَمَر!
تلجَأيّنَ لسَحبِ مِدادٍ هو دَمكِ وورِيقَاتٍ هي جُلُودٌ نُزِعَت مِن صَفحَةِ وَجهكِ البَاهِتِ, لتُوثقِي وَصَبَاً يَمتَدُكِ, بِقرُوحٍ نازفَة!
ألا تكفيكِ نُدوبُ قلبكِ المَكلُوم؟ "

لكن..
أوَليسَ يعلمُ بأنَ عقلي قد وصَل حَدَ الجنونِ وخيالاتي لم تعد إلا هَلاوسَ موبُوءة؟

أما القلب..
فقد صُيِّرَ إلى عضلةٍ مُتعفنةٍ بسبب تراكمِ بقايا المشاعرِ الفاسدةِ المُهمشةِ والمَكبُوبَةِ به!

ألم يخطر لنخاعهِ بأنَ في إخراجِ حتى الربعِ على صفحاتِ وَرقٍ مكفهرةٍ قد يكونُ بمثابةِ مصحةٍ لاستعادةِ بعضٍ مني وحبوبَ مهدئةٍ تخفي القليل من هلاوسِ عقلي, أو حتى بمثابةِ مطهرٍ لذاكَ القلبِ الدَاجِ من بعضِ القذاراتِ والأوبئة!

ألم يستطع استشفاف تضحيتي في عظمٍ يكونُ هو سحبتهُ من أصابعِ يدي, عَفَرتُهُ دماً من عروقي, وشققتُ جلداً يسترُ لحمي فقط لأتخلصَ بهِم من بعضِ ما يُراوِدُني حتى وإن أصبحَ المظهرُ مشوهاً!

أ كان عاجزاً عن إعطاءِ نوتةٍ من وَترِهِ العَسِيفِ لإستنباطِ شيءٍ يسيرٍ كذاك؟

•••

عَلِمتُ أن فِي ذَاك تآكلاً مِنكَ, لكني عَلِمتُ أن في فَاقَتِهِ نِهَايَةً لِي!

فَحسبِي مِنكَ يا أبيضاً تُحركهُ أعصَابي ويَقيهِ لَحمِي من الأذى!
وحسبُكَ مِني إنتزاعاً مُدنِفاً يرمي بِك في وجه عاصفةٍ عارياً لا تجدُ ما تسترُ بِهِ هشَاشتكَ ووجلك!

•••

عليك أن تُطيعَ الأمر!
عليك أن ترقصَ وتتمايلَ لتنثر زخاتِ دمي وتسقي بها صفحاتي البيضاء..

عليك ألا تعترض!
فلا حياةَ لك بدُونِي, ولا حياةَ لي إلا بخُنوعِك.

•••

ها أنا ذا أمد يدي لالتقاطك, تلتفُ أناملي برفقٍ حول خصركَ النحيل, أتمايلُ معَك, أراقصكَ في ساحةِ عمري على سيمفونياتِ قدريَّ المنقوشِ على صفحةِ سماءٍ سُرمُدية..

تتناقلةُ الغُيوم..

تذرفهُ لي في كُل يَوم..

وها أنتَ ذَا تُراقِصُني, تتمايلُ مع أنغَامي, تُشاركني لَحنَ وَتَرِ كَمَنجَتِكَ الأزلي.

•••

هنا بدايةُ النِهَاية..

هنا أنثرُ رذاذَ أمنياتي وأزرعُ وردَ أحلامي.

هنا أعزفُ كيفما أشاءُ على وترِ كمنجتكَ الحِانِي.

هنا تكونُ جُزءَاً مِني وأكونُ أنا أنت!

•••

[ 6:23 PM ]
11/7/2017

••

❄ السلام عليكم ❄

آراءكم وملاحظاتكم؟

مدري ايش أقول 🌚💔
سو

في أمان الله جميعا
❄💙❄

وتر كمنجة 🎼 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن