الحلقة الأولى (ذكريات)

2K 43 35
                                    


(مش دة الأستاذ "على الشيوى"اللي ساكن في العمارة اللي قدامنا و سافر هو عامل كدة لية زي ما يكون اتجنن هو مالة يا "مرسي".......)
نظر إلية رجل فى أواخر الثلاثينات و هو يعدل نظارتة السميكة فوق عينية و يرمي النرد في الطاولة الخشبية القديمة قائلا  : هو أنت ما تعرفش يا "محسن" إن الأستاذ "على"مراتة لما ماتت من أربع سنين حالتة النفسية كانت وحشة أوي و بعديها سافر أسبانيا أعد هناك و لسة راجع  من شهرين ... مهو صحيح انت جيت سكنت هنا بعد ما مراتة ماتت و تعرف عنة تلاطيش كلام 

 أومال لو كنت شفتة لما مراتة عملت الحادثة مدام "رغدة" الله يرحمها دة كدة شكلة بقى أحسن غير الأول لو شفتة في الأول تقول علية مجنون دة النسيان دة نعمة أة و الله ...

حك "محسن" صلعتة محاولا الفهم  : طب مراتة عملت الحادثة إزاى كانت راكبة العربية بتاعتها و لاعربية داستها و لا تكونش كانت متشعلئة فى أوتوبيس و حد زقها و هى بتنزل ...

نظر "مرسي" إلى "محسن"  ملوحاً بغيظ : اية يا عم "محسن" اتوبيس إيـــــة اللى تتشعلأ فية دة دول يشتروا عربيتك الكحيانة دى ناس معاها فلوس  ....و بعدين الملافظ سعد يا (عبد العال) فى حد يكلم بالطريقة دى إيــة (داستها عربية) هى نملة ما تقول خبطتها عربية ...لأ يا سيدى الله يرحمها عملت حادثة بعربيتها فى الطريق نقلوها على المستشفى ...اتوفت هناك....هاااااااااااااا دنيا ماتت فى عز شبابها ملحقتش حتى تخلف و لا حاجة
رد "محسن" بحقد :ياااااااااااااا على حظ الراجل دة محظوظ بشكل يااااااابختة..
نظر إلية "مرسي"بتعجب و استنكار  : يا بختة و محظوظ لية يا "محسن"؟
"محسن " يهز رأسة يمنة و يسار بحقد أكثر :طبعا محظوظ وأكيد يا بختة دلوقتى ...هو لوحدة لا حد يقولة رايح فين ولا جاي منين وجبت إية معاك و بعديها تسمع الجمل اللى هى (انا نفسي غامة عليا – الواد سخن – الواد عايز دوا- مصاريف المدرسة )و يا سلام على إسم أختها لما تحشرها فى الجمل دى (عايزين نغير الصالون بتاعنا لية اصل اختى "عفاف" غيرت الصالون بتاعها –انا عايزة أشترى فستان لية يا ستى مش إنتى لسة شريالك فستان تصغورلي و تقولي : لية هيا "عفاف"أحسن منى فى إيـــة إلخ إلخ إلخ......يا ريتنى كنت مكانة و خلصت من حلة المحشى اللى أنا مجوزها دة ...زى ما يكون بينها و بين الأكل عشرة يا ريت أخلص منها و أخد نفسى فى البيت على راحتى ياااااااااة.....
إلتفت "مرسي" إلى "محسن "بغضب قائلا :تصدق بالله ....
 "محسن" و هو يمسح عرقة بمنديلة : لا إله إلا الله...........
أشار إلية"مرسي" بغيظ : يا ريتك إنتا اللى مت و لا روحت فى داهية تسدأ مراتك ليها الجنة إن شاء الله علشان عايشة مع واحد زيك و مستحملاة كان الله فى عونها..
ضحك "محسن" بجلجلة و قال : اخص عليك يا "مرسي" و هتلاقى مين تلعب معاة طاولة غيري يا حبيبى ....
 "مرسي" مستسلما  و هو يجس على أسنانة غيظا  : مهو مش لاقى حد يلعب معايا طاولة غيرك يا حبيبى في العمارة الغبرة دي 

حب و لقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن