الحلقة الرابعة:صدفة

494 16 22
                                    


كانت "ميار" في محل ملابس تدفع للبائع ثمن ملابس إشترتها  بمول تجاري و عند إستلامها حقيبة ملابسها 
(
معقول "ميار" دة إية الصدفة السعيدة دي)
تفاجأت "ميار" و إندهشت قائلة : "علي" إزيك ؟عامل إية "إنت بتعمل إية هنا؟
فأشار "علي" إلى حقيبة بها ملابس قائلاً بضحك :  أكيد بشتري هدوم زيك..
فضحكت "ميار" و هي تضع يدها على جبهتها  : أة صحيح دة إية السؤال الغريب دة؟ معلش أصلي لسة مشربتش النسكافية
فقال "علي"بدهشة  :معقول إنتي لسة مشربتيش حاجة لغاية دلوقتي دة الساعة 2 الضهر.
فقال "ميار" موضحة بإبتسامة واسعة  : لأ إنت فهمت غلط أنا مشربتش الكوباية رقم أربعة يعني شربة تلاتة قبلهم أصلي مدمنة نسكافية ...
فقال "علي" منتهزاً الفرصة  : معقول . طب تسمحيلي أعزمك؟
فقالت "ميار" بحرج  : أحسن أكون معطلاك عن حاجة
فقال "علي" نافيا : لا و الله دا أنا حتى مزوغ من "مصطفى" إبن خالتك إنهاردة وواخدها عافية بقى علشان صاحبي قولتي إية ؟
فقالت "ميار" مستسلمة : خلاص أوكية
جلس "علي" و "ميار" مقابل بعضهما في الكافية و كان "علي" يريد أن يقطع هذا الصمت فاتحا ًمجال للحوار قائلا بإبتسامة هادئة  : أنا كل اللي أعرفة عنك إنك "ميار" بنت خالة "مصطفى" و بس..
فإبتسمت "ميار" و قالت : إنت عايز تعرف إية؟ و أنا أجاوب...
فنظر "علي"بعينية الخضراوين بعمق : بصراحة أنا عايز أعرف عنك كل حاجة

 ثم إسترسل في الكلام موضحا و هو يبتلع ريقة : يعني خريجة إية ليكي إخوات و لا لأ كدة يعني؟

فهزت "ميار" رأسها بتفهم قائلة  : بابا مهندس إستشاري و ماما ربة منزل خريجة حقوق و أنا خريجة فنون جميلة إسكندرية نصيبي كان في إسكندرية و كان بابا و ماما بيجولي كل فترة يطمنوا عليا لغاية ما خلصت و بحب ماما و بحب بابا أوي و بعتبرة صديق مقرب ليا جداً و مليش غير أخ واحد طيب إسمة "زياد" بس مسافر ألمانيا بيكمل دراستة برة في الكيمياء عايز يبقى عالم ذرة ...و انا بشتغل في شركة تصميمات إعلانات و بس
فقال "علي" : يعني انتي فنانة كمان ما شاء الله
فردت "ميار" بتساؤل: طب و إنت أنا بردو معرفش عنك غير إنك صاحب "مصطفى "
فقال"علي" بإبتسامة هادئة: أنا و " مصطفى" أصحاب من زمان و أنا كنت عايش في المعادي جنب "مصطفى" يعتبر مفيش عمارتين بينا وبين بعض و بعدين والدتي إتوفت و أنا صغير يعني كان عندي حوالي 11 سنة علشان كانت مريضة و بعدين نقلنا و فضلنا أنا و "مصطفى" رغم  بعد المسافات إلا إننا فضلنا أصحاب و إخوات و مع بعض في مدرسة واحدة الحاجة الوحيدة اللي فرقتنا الكلية إن كل واحد فينا دخل كلية مختلفة و بعدين....
ثم صمت و كأنة متردد فيما سيقولة
إلا أن " ميار" نظرت إلية قائلة و هي تعرف ما سيقولة و كانت تريد أن تسمعها منة :و بعدين كمل أنا سمعاك...
فقال "علي" بعد أن تنهد قائلاً : شفت "رغدة" و حبيتها  و إتجوزنا
و بعدها قال بأسف :و في يوم عيد جوازنا الأول نزلت بدري و ....
و أكمل القصة المؤلمة التي قصتها  لها "هيا" و قد رأت في عينية دموعة بعد أن أنهى قصتة
فقالت " ميار" في قرارة نفسها : يااااااااااااة دا أنت حالتك صعبة بجد معقول بيحكي و لسة عنية بتدمع مفيش إخلاص كدة في الدنيا...
ثم خرجت من شرودها قائلة بتأثر : لا حول و لا قوة إلا بالله انا آسفة إني سألتك حقيقي آسفة...
فرك "علي"  عينية ليخفي دموعة و قال و هو يهز رأسة نفياً: لأ آسفة لية انا اللي سألت...
فرشفت "ميار" من كوبها الساخن و قالت مغيرة مجرى الحديث قائلة: على فكرة عايزة أقولك على حاجة مهمة...
فقال " علي" مهتما : إية هي؟
فقالت بمرح و هي و تشير إلى كوب "علي" : النسكافية لما بيبرد بيبقى وحش أوي إشربوا بقى دلوقتي
فضحك "علي" متفاجأً: لأ كدة أنا صدقت إنك مدمنة نسكافية فعلاً
فقالت"ميار" ضاحكة بعذوبة : مش قولتلك
ثم أنهت كوبها و قالت : ياااة دا أنا إتأخرت
فقامت و حقيبتها على كتفها و أخذت شنطة الملابس بجانبها 
فقال "علي"متسائلاً و هو يقوم بسرعة : طب هشوفك تاني؟
فقالت"ميار" مرتبكة : مش عارفة و الله
فقال "علي"بحرج : انا آسف مش قصدي إني أدايقك بسؤالي دة 
فقالت "ميار" و هي تهز رأسها بإبتسامة جذابة: لا أبدا مفيش مدايقة و لا حاجة
فقال "علي" مبتسماًو هو ينظر إلى عينيها بعمق : شكراً على الوقت اللطيف دة
فإبتسمت " ميار" و قالت بسرعة : شكراً ليك إنت يلا سلام
ثم تركتة و كان هناك شيئاً يخفق بقوة  قلبها هو الذي يخفق بسرعة متضاربة و كأنة يطاردها أما "علي" فقد كان يراقبها من بعيد و عينية تحمل إعجاب ظاهر و قال بعد أن إختفت عن ناظرة : بجد أنا مش عارف إية اللي بيحصلي لما بشوفها بحس إنها قريبة مني ثقتها خفتها بتشدني بعنيها إرتباكها مش عارف مالي؟

( ازيك يا "زياد" عامل أية يا حبيبي ؟واحشني إنت في ميونخ دلوقتي ؟طيب هتخلص إمتا؟ و الله هتيجي خلاص و كمان يومين يا حبيبي أنا فرحانة أوي يا قلبي تيجي بالسلامة يا حبيب قلب ماما متنساش تكلمنا تعرفنا طيارة الساعة كام علشان نستناك في المطار مع ألف سلامة )

أغلقت "علا" والدة "ميار" سماعة الهاتف و هي في سعادة جمة لعودة إبنها "زياد" من دراستة ثم سمعت صوت تكة مفتاح باب الشقة و ظهرت على أعتابها "ميار" فأسرعت والدتها و احتضنتها قائلة : "ميار" حبيبتي وحشتيني
فإحتضنتها "ميار" و قالت متعجبة : إية السعادة دي كلها يا ماما دة إنتي الصبح كنتي هتحدفيني بالشبشب
فقالت لها "علا" بمرح: مش هتصدقي الخبر يا "رورو"
فسارعت "ميار" بالقول بسعادة : أكيد "حسام " ابن طنط "عواطف" طفش و مش هيتجوز صح
فقالت"علا" نافية : يا هبلة "حسام" إية دلوقتي "زياد" يا "رورو"
فقالت"ميار" بنفاذ صبر : أوووووة "زياد" عريس تاني يا ماما؟ إنتي بتجمديهملي في الفريزر و لااية؟
فقالت "علا" منفجرة من الضحك و هي تصفق بيديها : يخرب بيت مخك إنتي نسيتي أخوكي "زياد"؟
فقالت "ميار" بسعادة صائحة : و الله العظيم "زياد" بجد طب يا ماما مش عارفة تستني و تخليني أكلمة
فقالت " علا"موضحة : يا بنتي أخوكي جاي خلاص فاضلة يومين و يجي
صرخت "ميار" بسعادة : ياس أخيرا أنا فرحانة اوي الحمد لله دة وحشني جدا
فردت عليها " علا "بتمني حالم  : مش أكتر مني يا بنتي يا رب يجي بالسلامة

ردت "هيا" على هاتفها المحمول و كانت تعلم بأنة "مصطفى" فقالت بغضب : أيوة الحمد لله كويسة أة طبعا ًلازم أرد كدة مش عارف لية؟ إحنا كنا متفقين إمبارح إننا نخرج سوا و إنت لغيت الخروجة علشان الشغل أنا اتخنقت خلاص بجد كذا مرة هو يظهر بس شهر العسل هو اللي حلو لكن إنت اتغيرت خالص طب يلا سلام علشان مدايقة فعلا و مش قادرة أتكلم .
(
أدينا بدأنا بقا الجواز و التهييس اللي بيحصل فية و النكد و القمصة )
قالها "مصطفى " بغضب بعد أن أنهى المحادثة مع "هيا"فقاطعة صوت أنثوي ساحر قائلاً : فية حاجة يا بشمهندس "مصطفى" حضرتك زعلان من حاجة ؟
فنظر "مصطفى " إلى سكرتيرتة الحسناء قائلاً بضيق : مفيش يا "سارة".
فقالت "سارة" بدلال واضح : أصلي سمعت حضرتك بتزعق جامد أوي وواضح إن المكالمة اللي دايقتك 
فقال "مصطفى" بتعجب : و إنتي عرفتي منين إني كنت بكلم في التليفون
فقالت "سارة " و هي ترجع إلى الوراء خطوة : أبدا أنا كنت داخلة لحضرتك علشان الشغل و كنت بتقفل الموب و قولت الكلام دة
فقال "مصطفى" و هو يهز رأسة : أة طيب خلصتي الأيميل للشركة اللي متفقين معاها على شحنة قطع غيار الكمبيوتر
فقالت "سارة " منحنية ناحيتة و هي تسدل شعرها جانباً و عطرها ينفذ إلى أنفة  : مهو دة اللي كنت جاية أقولة لحضرتك بس مدتنيش فرصة أكمل أصل أي حاجة حضرتك بتقولها بنفذها عالطول
قال "مصطفى" بعدم إستيعاب من رائحة العطر التي تضعها سكرتيرتة وهو يتراجع مغيرا الأمر : طيب شكراً يا "سارة "
فتراجعت "سارة" و قالت بجرأة : تحب تشرب حاجة تهدي بيها أعصابك
فقال "مصطفى" من داخلة  : هو حد يكون معاكي و يكون أعد على بعضة
فقال "مصطفى " متهرباً و هو يمسك أعصابة بالكاد  : أة يا ريت و شكراً  ليكي يا "سارة" تقدري تت تتفضلي 
فإتجهت "سارة " إلى الباب و قالت ملتفتة لة بثقة و خصلها من شعرها الحريري يأتي على عينيها بفتنة أكثر : على إية دة أقل حاجة ممكن أعملها لحضرتك إنت أطلب بسس ....
فقال "مصطفى" بإعجاب بعد أن أغلقت سكرتيرتة الباب و هو يزفر بقوة  : يخربيت جمالك دة إية الرقة و الحلاوة دي
ثم تذكر "مصطفى" زوجتة و قال بضيق : أنا مش عارف مالها دي اللي كل شوية تتخانق و مبقتش بتقدر الظروف زي الأول
ثم أمسك هاتفة و إتصل بصديق لة قائلاً  : إزيك يا "ياسر" أخبارك اية ؟ عارف و الله إنت كمان وحشني طب  فاضي إنهاردة ؟ لأ طبعاً إزاي أنساكم دا أنتوا أصحابي .... خلاص نتقابل إنهاردة يلا سلام يا باشا 

(اهلاً وسهلاً نورت يا بية)قالت"هيا" هذة العبارة بتهكم عندما دخل "مصطفى" البيت
فزفر"مصطفى" بضيق و هو يضع مفاتيحة على المنضدة قائلاً: أهلا يا "هيا" هانم خير اللهم اجعلة خير
فإتجهت "هيا" ناحيتة بضيق و هي تربع ساعديها أمامها  : و كمان بتتريق دة بدل ما تيجي على وقت الغدا و تتغدا معايا و أنا أعدة لوحدي
فصاح "مصطفى" في وجهها قائلاً :هو فية إية يا "هيا" مالك متعصبة و متنرفزة و عمالة تتريقي و لا كأني جوزك و لا فية أي إحترام ما بينا خالص وكل دة لية خروجة إمبارح اتلغت علشان عندي شغل مهم و لو مشتغلتش مش هيبقى فية أكل و لا لبس و لا أي حاجة دة أنتي عجيبة أوي
ثم تركها و دخل إلى الحمام ليستحم
فإتسعت عين "هيا" مصدومة و قالت بحزن : بتكلمني كدة يا "مصطفى "
ثم إتجهت إلى غرفة نومها باكية فترة  ثم مسحت دموعها عند خروج "مصطفى" من الحمام و كان واضعاً منشفة على رأسة فقالت لة "هيا" بضيق : أنا عاوزة أخرج
فقال لها "مصطفى" بسخرية : و انا كمان عايز أخرج
فقالت لة "هيا" مستنكرة بعصبية : يا سلام دة إية دة إن شاء الله يعني إية
فقال"مصطفى"بسخرية  و هو يرتدي ثيابة : يعني أنا خارج مع أصحابي شوفي إنتي عايزة تروحي فين؟
فقالت لة "هيا" بصدمة و هي تقوم من على السرير  : إية خارج مع أصحابك إزاي يعني؟
فقال "مصطفى" بتعجب : زي الناس إية هو إنتي فاكرة إننا لما نتجوز إني أنسى أصحابي و ما خرجش أرفة عن نفسي بدل الكآبة دي
فأشارت"هيا" إلى نفسها  بغضت: يعني أنا كآبة يا "مصطفى"
فقال لها "مصطفى" بغضب و نفاذ صبر : اة طبعاً هو إنك تتقمصي و تتعصبي و تخلي البيت زعل في زعل دي متبقاش كآبة أنا حاولت أتفاهم معاكي أتناقش مبتدنيش فرصة للنقاش كل اللي عندك خناق و صوت عالي...

انتهى النقاش بين "مصطفى " و " هيا" بخروجة و "هيا" ذهبت إلى صديقتها "ميار"

حب و لقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن