تشعر ديانا بأحد ما يسحب بحقيبة ظهرها فتستدير و تجد الخرقاء
ديانا: ماذا تريدين مني ؟ اخبريني !
ترد الفتاة: فقط جئت لأحذرك ، و أنا اقولها لمساعدتك لا أكثر.ديانا: حسنا، تحدثي!
الفتاة: منذ فترة حدث ذات الشيء لفتاة غيرك و كان الفاعل شخص ما يقرب سارا .(تقولها هامسة)
ديانا: لكن لماذا تفعل سارا ذلك؟ هل تعرفين سبب فعلها المشين؟
ترد الفتاة: كانت تغار من جمالها.ديانا: هل أنت متأكدة إن هذا هو السبب؟
ترد الفتاة: نعم، لقد سمعتها و هي تقولها بنفسها.ديانا: و أين هي الفتاة التي تتحدثين عنها؟
ترد الفتاة: لقد انتقلت للعيش في دولة اخرى و لا احد يعرف عنها شيئا بسبب إنها تعرضت للتنمر أكثر من مرة.
لذلك احذرك ابتعدي عن الجامعة و ابتعدي عن سارا قدر الإمكان لا تعرفين ما قد يحصل لك.فتحاول الفتاة الذهاب بعيدا عن ديانا لكن ديانا توقفها " هيي، ما أسمك؟ "
تدير الفتاة وجهها لديانا و تقول "ماري" بعدها تذهب بدون أي كلمة أخرى.بعد عودة ديانا للمنزل ..
الأم : تعالي إلى هنا يا فتاة، لماذا تأخرت؟
ديانا: لم اتأخر ، تمعني في الساعة أكثر. (تقولها بعصبية)
الأم: لماذا لا تعلميني كيف أتكلم أيضا؟ ديانا: امي أرجوك لا تبدأي !
تستمر الأم بالجدال بينما ديانا صامتة و بعدها تذهب إلى غرفتها حيث تعتبرها نعيمها و أكثر مكان تشعر فيه بالراحة و السكينة و الاطمئنان حيث تبدأ رحلة التفكير التي لا تنتهي حتى تخرج من غرفتها.ديانا جالسة في حوض الاستحمام تفكر في ملامح الشاب الذي قام بتشويه وجهها تفكر في تفاصيل وجهه الذي لم تر منه سوى شعره المجعد الكستنائي و حاجباه الكثيفان و عيناه اللتان تحملان لونين مختلفين فإن احداهما تختلف عن الأخرى واحدة زرقاء و الأخرى بنية.
ديانا في نفسها: اتمنى لو أمسك بسارا و هذا قريبها و امزقهما بأسناني..أمثالهم لا يستحقون العيش.
تكمل ديانا حمامها و بعدها تبدأ بالقراءة لكاتبها المفضل "فريدريك نيتشة"
تفتح الكتاب على الصفحة التي وصلت لها مكملة قراءتها .."إنني ما طلبت العزلة و إتجهت إلى الغاب إلا لإستغراقي في حبهم ، أما الآن فقد حولت حبي إلى الله و ما الإنسان في نظري إلا كائن ناقص ، فإذا ما أحببته قتلني حبه."
تقوم ديانا بسؤال نفسها: هل حقا يوجد لنا رب؟ حتما بعد اوقاتي السيئة أشعر أن هنالك شيء يحميني لا أعلم ما هو فقط ما أعلمه أنه بالطبع توجد قوة خارقة تقوم بحمايتي لكن لا أعلم اذا كان هذا ما يقصده نيتشه بكلامه.
تظل ديانا شاردة في تفكيرها حتى تنام
في الصباح التالي ..
ديانا تستيقظ على صوت منبهها المزعج تقوم بأعداد نفسها و تمشيط شعرها الأسود القصير ..
تلبس بنطالها الأسود الممزق مع قميص أسود مع زخرفة في اكمامه باللون الاحمر و حذائها الرياضي البسيط.تخرج بدون تناول الإفطار بسبب ما يحدث كل يوم على مائدة الإفطار
فتذهب إلى جامعتها مشيا على الأقدام لأنها تشعر بالراحة و الحرية أكثر بهذه الطريقة و في نفس الوقت تسنح لها الفرصة للتفكير براحة أيضا.
تشعر ديانا بأن احدا ما يتبعها بدراجته الهوائية تلتفت له لكن بدون أن تطيل النظر إليه فتلاحظ أنه نفس الفتى الذي قام بتشويه وجهها بدون سبب و هذا سبب كاف لتكرهه طيلة حياتها فتقوم ديانا بالتوقف و التحدث إليه لكن ..