.
.
أنت ..!!
هل تسخر منا ؟
لا تكف عن هذه العادة أبداً ..
تعودت أن أبتسم حين يذكر أسمك ..
وحتى هذه المرّة ، حين مر اسمك ابتسمت ..
رغم أن من ذكره لي كان يخبرني أنك لم تعد هنا !
أذكر ـ وسحقاً لهذه الذاكرة ـ أن عيناي دمعت في آخر مرة قابلتك فيها !
كنت أضحك من سخريتك من كل شيء ..
دمعت عيناي من الضحك حينها ولم تبتسم أنت ولو ابتسامة عابرة ..
كنت تتحدث بسخرية من كل شيء ..
لم يكن لديك مبرر للبسمة حينها ، كانت هذه طبيعة الأشياء كما تراها !
أنا حزين بالفطرة فيما يبدو ..
دمعت عيناي من الضحك حين كنت بيننا ، ولم أر دموعي حين رحلت !
حتى موتك ..
كان ساخراً من كل شيء ..
من الإهمال ، من المجتمع ، من أولئك الذين تهمهم أنفسهم فقط ..
حين أخبرني من نقل لي الخبر أن آخر شيء قلته في المستشفى وأنت تبتسم هو : أريد أن أخرج من هنا ، أريد مكان أفضل لأموت فيه !
لم أستغرب فتلك هي عباراتك ، لم تفارقك حتى فارقتنا ..
أنا حزين لدرجة أني أشعر بتبلد في الحس ..
أعلم أن كتابة مثل هذا الكلام عنك في اي مكان ليس أكثر من سخف يرتكبه من يدعي أنه حزين .. ثم وجد وقتاً ليكتب فيه !
اي حزن ندعية ، وأي عبث نحاول أن نرتكبه !
رحمك الله ..
ورحم الله النقاء الذي أظنه غادر معك ..
يقولون أن الحديث عن مزايا من نحب لا يخطر ببالنا إلا حين يرحلون ..
يكفيني أني تحدثت عنك قبل ليلة واحدة ، ولم أجدني أضيف شيئاً حين تكلمت عنك بعد رحيلك !
أنت أنت ، قبل وبعد !
أخيراً .. وآه من هذه الأخيراً ..
لعلي أقول لعبدالله ..
صديقي الذي تركته لي ، أظنه يشبهك كثيراً ..
كن كما عرفتك ..!
ولعلك يوما ما تقراء ما كتبته هنا ، وتعذرني أني كنت أقل من أن أحزن !
.
.
أنت تقرأ
غسيل دماغ
Randomهَذا ليْسَ كُلّ حُزنِي إنّه مَا استَطَعتُ أنْ أبكِيه فقطْ خَشيتُ إنْ لَمْ أُنفِقه أنْ أُكتبَ مَانِعَ زَكَاة فقد بَلغَ القَهْرُ النِّصَاب