مُنذُ أنْ كُنت صغيراً، لطالماْ جُرحتْ، تحطّمتْ، إنْغدَرتُ من أحبّ النّاس إلى قلبيْ " أمّي"، لذَا قرّرت أنْ أدخُل داخلْ تلْك اللوْحة، وأبنِي عالميْ الخاص ..، متجاهلاً هذاْ العالمْ القاسيْ،....
"مالّذي تفعَله هنا؟"
لكنّ ... لمْ أتوَقّع أن هُنالكَ أحدْ، سيكْسِر عالميْ السرّي، ليفتَح طريقاً ليْ، لأسْتطيع معرفة هذا العالمْ القاسِي مجدداً، لأمنحهْ فرصةْ أُخرىْ، لأرى ذلكَ الجانِب الحنُونَ منهْ...، نَظرتْ لِتلْك الفتاةْ الشّقراء المُشعّة أمامِيْ، منحنيَهْ لي، وَجْهها قريبٌ منّي، تنْظر بتعجّب من حاليْ، أدركت الأمْرَ بعدها، مكانيْ، أفعاليْ، العَالم الّذي أناْ فيه!، ذلِك الصوْت الحَنونْ أيقظنيْ، تِلك الشمس المشِعّه أيقظتنيْ، نعمْ.... مُتوهّجة..، قُلتها بصوتْ مرتفع سَمعتهْ، إنصدَمت منّي والآخرينْ كذلِك، إحمَرّت وجنتايْ لأنّه. لأوّل مره منذ عشرْ سنَوات أتكَلّم مع أحد..، همَستْ صديقَتها للأُخرى "مستحيلْ!، رويْ تكلّم؟؟"، تعالتْ فجأه ضحِكات المُتوهّجة أمامِي، بدأَ قلبي بالنبضْ بقوّة، شعُورٌ مؤلُم، ولكنّ وبنفس الوقْت أحببتُه..
تكَلّمت مره أُخرى المُتوهّجة مع إبتسامة إستطاعت أسرَ قلبيْ " لمْ أتوَقع أن تَكون لطيفْ هكذَا رويْ.."
همَستْ صديقَتها لها " لحظةْ سُوزيْ، مالّذي تقصدِينه بلَطيفْ؟؟ إنّه وبحقٍّ مخيفٌ جداً هذاْ الـ رويْ"
إسْمُ المُتوهّجة سُوزي إذاً؟، إسْمها جميلْ مِثلها...
ضَحكت سُوزي على كلامْ صديقتها " رويْ مُخيف؟ إنّه أقربْ ما يكُون إلىْ تُحفة فنّية، بشعْره الفضّي المطفيّ هذا ، كماْ أنه مُتناسق مع لوْن عينيهْ...، لكنْ وبطريقةٍ ما.. لا أستطيْع تحديد لوْنيهُما.. كالزّجاج، تعْكس عيْناه الذّي أمامها، نعمْ مثل الزّجاج"
فتَحتْ فميْ من الصّدمه، كماْ إزداد إحمِرار وجنتايْ أكثرْ..
فتتَحدث صديقَتها الأُخرى بِمزاح "لا يُمكن أنّ تكونيْ مُعجَبةً به؟؟"
أكمَلت المتوَهجة سوزيْ بمُزاح كذلكْ "أصبْتِها جويْ، نعم لقدْ أسرَ قلبيْ، ربّما أُواعده"
ضربتْ صديقتاهُما بخفّة على رأسيْهُما وهي تعَاتبُهما "توقّفا الآنْ عن هذاْ، سيجنّ الفتى منكُما، كما أنّكِ يا سوزيْ لديكِ دان !، لا تَخونيه يا حمقاءْ"
تسللّ شُعور التّحطم بداخلي، لديْها خليلْ إذاً؟
جويْ وهي تُمسك رأسها بألم "تباً لكِ آنا!!، إنّه مؤلمْ جداً"
سوزِي بمُزاح "هذاْ ما تتوقّعه منْ فتاة تُمارس الجودو"
آنا فتحتْ فمها من الصّدمة "يالكُما من حسّاسات، إنّها خفيفةْ وليستْ مؤلمة !!"
جويْ ضحكتْ "حسناً حسناً"
بدأَ شجارْ جويْ وآنّا المُضحك، فتطوّر الأمر، بدأت آنّا بمُلاحقة جويْ، وجويْ كفأرٍ مذعُور، ضحكتْ سوزيْ على حالِهما، ثم جلسَت بجانبيْ....، إلتفتَت لي، وعندها إلتقتْ أعيُننا مجدداً، بدأتُ بتأملّ عيناها، تلْكَ العينانْ الزّرقاوتانْ، أسرتنِي بسحرهاْ، جَميلةْ!!!، إحمرتْ وجنتايْ كالعادة، إبتسمتْ هيَ بالمقابلْ ثمّ بدأتْ بالكلامْ وهي تنظر للشّيء الذي بجانِبي، سأَلت " هل أنتَ رسّام؟"، إسْتغربتُ من كلَامها فنَظرتُ بجانبي لأرى عدّة لوحاتْ وعلبةْ ألوانْ؟؟ إنصدَمت بقوّة!!، هل كانَ عالمِي عبارَة عن لوْحات أناْ أرْسمها؟، لمْ أشعُر بنفسي وأنا أرسمْ أبداً...
سوْزي نظرتْ للأمام وهي تبتسمْ "إذاْ لم تُرد إخباري، ليسَ عليْك هذا، لن أُجبرك"
عمّ الصمت قليلاً وأناْ أنظُر للمُتوهّجه سوزيْ، جميلةْ، أنيقةْ، مُشعّة، ..!!
قطَع الصّمت، صوتْ ذلك الفتى يُنادي على سوزيْ، التفتتْ سوزيْ وإبتسمت له وهي تصْرخ بإسمِه "دانْ"، إذاً هذا هوَ خليلَها دانْ..، يالَه من محظوظْ..
دانْ " إشْتقت إليكِ يا حمقاءْ، أينَ كُنتي طوالَ هذا الوقت؟" إلتفَت ليلاحِظني، أظُنه سَيغضب لأنّها معي.. فهيَ خليلتهْ بعدَ كلّ شيء!
سوزيْ بمَرح "كُنت أستكشفْ هذا المخلُوق اللطيفْ"
دانْ إقتربْ منّي وإنْحنى لي ليحدّق بعينايْ قليلاً ثمّ تحدثْ "محقّه!!.. لطيفْ!، خاصتاً عيناهْ"
خجلْت وإرتبَكت كثيراً، حاوَلت إشاحَت نظريْ بعيداً لكنّه لا يزالْ يُحدّق بعيناي..
فتكلّمت سوْزي بحماسْ "نعمْ نعمْ لقد إستطاع أسرَ قلبي بهُما!"
دانْ وهو يشِيح النظرْ بعيداً عنّي لأتنهدْ بشكلٍ خفيف وأسمعهْ يتحدثْ مع سوزيْ بمُزاح "واعدِيه إذاً"
إنصدَمت من قوْله هذا!، هو خلِيلها ويقُول هذا الكَلام، هل تغيّر العالم الخارجيّ طوالَ فترة مُكوثس في عالميْ الخاص؟
ردّت "لا أسْتطيع يا غبيّ! أنا أُواعدك الآن! هل نسِيت؟"
ضربَ دانْ رأسَه بخفّة "صحيحْ نسيتُ هذا!"
"غريبانْ..." قُلتها غيرْ مدرك بصوتِي العاْلي،.. إلتفتاْ لي لينْظُرا إلى عينايْ مباشرة أشحْتُ النظرَ بسُرعة خجلاً منْ نفسيْ
" يا إلهِي!، كمْ أخجلُ من نفسيْ لأرى تُحفة فنّية متكاملَه وما أنا إلّا خرْدة باليَة أمامها!!" قالتْها سوزي بغيرِ إدراكْ وهي تنظر لي بدهْشه..
قالَ دانْ مؤيّداً "سوزيْ هل تظنّين أنّي خردة بجانِبك؟"
"لستُ أظنّ بلْ متأكّده"
قلْت نافياً بترددّ "كلّا لستُما خردَة"
فجأه أحاطَتني سُوزي بِذراعها لتُعانقنيْ وتذرفْ دموعاً "أ-أظنّني وقعتُ بحبّك"
أمّا أنا فلمْ أستطِع الأحْتمال، فوَقعت على الأرْض مغشياً عليّ!!، أكره خجليْ هذاْ..
يتّبعْ..
أنت تقرأ
The Incandescent | المتوهجة
Romanceمُنذُ أنْ كُنت صغيراً، لطالماْ جُرحتْ، تحطّمتْ، إنْغدَرتُ من أحبّ النّاس إلى قلبيْ " أمّي"، لذَا قرّرت أنْ أدخُل داخلْ تلْك اللوْحة، وأبنِي عالميْ الخاص ..، متجاهلاً هذاْ العالمْ القاسيْ،.... "مالّذي تفعَله هنا؟" لكنّ ... لمْ أتوَقّع أن هُنالكَ أحدْ...