Chapter 1 ;

11.6K 80 9
                                    

كانت تجري ذاهبةً إلى مركز الشرطة بعد علمها بأنه خاض شجاراً كعادته واعتدى على احد المواطنين ، لم تكد تدخُل إلا وقد رأته يخرج من المركز بكل ثقة وكأنما خرج من المدرسة او معهدٍ تعليمي ، قالت بصوتٍ مرتجف " ما الذي حدث ؟ اخبرني ؟ "
بعدم إهتمام " لا شيء ، انا فقط جائع لنذهب إلى اقرب مطعم! "
" لا حقاً ، يجب عليك إخباري "
دفعها وكأنما لا يريدها ان ترى شخصاً ما بالقرب من هنا ولكن بلطف واردف قائلاً " سنتفاهم فيما بعد ، سأموتُ جوعاً الآن "
" تباً! " قالت بـشفتيها الصغيرتين ..

إيمي : تبلغ من العمر 21 عاماً ، تعمُل في مقهى صغير ، طولها ١٥٧ سم ووزنها ٥٣ سم ، إلى حدٍ ما تمتلك جسداً مثيراً رغم قصر قامتها ، ملامحها لطيفة وطفوليّة جداً ، مصابة باكتئاب حاد إثر رفض المجتمع لها ، لملامحها الطفولية وما إلى ذلك ، هادئة دوماً ..
كايلان : يبلغ من العُمر 24 عاماً ، يعمل في وظائف متعددة ، طوله ١٨٧ سم ، عريض المنكبين ذو جسدٍ رياضي قوُي تكاد عروقه تخرج من مكانها ، كثيف الدقِن حاد الملامح رجولي الطباع ، ذو صوتٍ خشن على عكس صوت ايمي الناعم ، صديقها منذ الطفولة ، لا يؤمن بحياةِ الصخب المملة ، مُدخن شرِه! ومحب للتهور ..

توقفا عند متجرٍ للاطعمة السريعة ، طلب كايلان بعض النودلز وسأل إيمي ان كانت تريد بعضها فردت بـ " لا " ..
بدأ في التناول بشراهه ، متجاهلاً الجراح التي تركت ندوبها على وجهه ..
لم تتمالك نفسها إيمي وبكت وبصوتها الهادئ الناعم المتهدج " لمَ يجب عليك ان تفعل ذلك دائماً ؟ لمَ تعتدي على الناس دائماً وتجعلني اكاد اجن من القلق ياكايلان ؟ "
كان لكلماتها وقعاً كبيراً على نفس كايلان ولكنه تعمد تجاهلها ، فـ صاحت بغضب " فقط كُفّ عن فعل ذلك كف عن افتعال المشاكل! "
رد عليها بنفس الغضَب " سأكفُ عن فعلها إذا ما كفيتي أنتِ عن الوقوع في فخ الرجال السيئين! "
خرج من المحـل وهو يحمل منديلاً وبغضبٍ عارم ، ترك إيمي لتستوعب ماقاله لها للتو ..
لحقت به بسرعه وخرجت من المحل قائله "  هل ، هل خِضت شجاراً مع براين؟ "
رد عليها كايلان قائلاً ببرود " نعم ، لم يهدأ لي بالٌ حتى كسرت انفه ، وكنت سأكسر عنقه لو استلزم الأمر! "
نظرت إلى عينيه بعُمق " لأنه .. لأنه خدعني وأدعى انه يحبني وحملني مسؤولية افعاله الطائشة ؟ لهذا لم تردني ان اراه في مركز الشرطة ؟ ولكن .. لم يجب عليك فعل ذلك ، حقاً ! "
" أسمعيني ايتها القصيرة ، لن تُخبرينني ما يجب علي فعله يوماً ما ، وليس علي استشارتك "
تنهدت إيمي ، هذا هو كايلان ، حاد الطباع فظُ الأسلوب ولذا كل الفتيات تفرُ منه! ، ولكنه رجل حقيقي فيما يتعلق بهذه المسائل ، الحماية والغيرة وما إلى ذلك ، لم تكن تؤاخذه على مايبدر منه من تصرفاتٍ حادة وكلماتٍ لاذعة لأنها تعرف حقيقته ، مابقلبه وما يحاول جاهداً إخفائه ..
مشى كايلان مبتعداً عنها وذاهباً إلى منزله ، في هذه اللحظة تحديداً ، لم تعرف إلى اين وكيف تذهب ، استراحت على احدى الكراسي الموجودة على الطريق ، اخرجت حبوب الاكتئاب والقلق الخاصة بها وتناولتها ، هي الآن وبطريقة ما لا تود العودة إلى بيتها ، لا تود رؤية سريرها ولا غرفتها ، ربما لأنها تذكرها بالمشاكل التي سبق وان مرت بها؟ لا تعلم تحديداً لمَ ولكنها تودُ لو تجوب انحاء البلاد مشياً على ساقيها الصغيرتين بدل ان تعود إلى بيتها ، ولكن .. هل يملكُ النهر تغييراً لمجراه؟ عادت إيمي إلى عالمها المظلم الصغير!

في الصباح التالي |

اوقف سيارته عند بوابة المشفى ، سار كالمجنون بين ازقّة المستشفى وهو يسأل عن إسم ايمي ، إلى ان اهتدى إلى ممرضة ارشدته إلى الدكتور الذي بدوره سأل عن علاقه كايلان بـ إيمي واشاد قائلاً " لا اعلم ماذا اقول لك ، وجدت صديقتك بالأمس بالقرب من موقع جريمة حصلت هُناك ، كادت ان تكون من قائمة المشتبهين بهم لولا أن مارأته جعلها تُصاب بإنهيار عصبي ، ومما زاد في ذلك هو تناولها للعقاقير النفسية ، فقد أسهمت بشكل واضح في مضاعفة الآثار النفسية للإنهيار ، الموضوع مثلُ الإصابة بالصرع بسبب جرعات الادوية النفسية وتزايد الشحنات الكهربائية وما إلى ذلك ، عموماً إنها تنام الآن والشرطة تنتظرها لتستيقظ لكي يحصلون على شهادتها فيما يتعلق القضية " ..
لم يستطع كايلان إستيعاب هذا الأمر بل وكان يفكر " لم يحصل ذلك للناس الذين نحُبهم؟ هذه الامور تبدو ممتعة عندما نشاهدها في التلفاز وفي الدراما ولكنها مرعبة وصادمة هنا انا حتى لا يمكنني الإستيعاب " ..
تعمد كايلان جذب انظار احدى افراد الشرطة المتواجدون حول غرفتها قائلاً " عذراً ، هل ستقومون بإستجوابها للحصول على شهادتها فور استيقاظها؟ "
رد الشرطي قائلاً " نعم ، وسنفعل ذلك في اقرب وقتٍ ممكن " ..
كايلان بحدّة " ولكن ألن يعرضها ذلك لإمتلاك الكثير من الاعداء؟ " ..
الشرطي " هناك برنامج يدعم حماية الشهود وأيضاً ، هل سترضى إلتزام الصمت وقت إهدار دم القتيل ظلماً؟ "
رمقه كايلان بنظراتٍ حادة تعبر عن عدم رضاه بما قـالهُ الشرطي ، غرز اصابعه في شعره واعادهُ إلى الوراء بعدم إستيعابٍ تـام ..
كان يودُ لو ان يستطيع القاء نظرة خاطفةٍ عليها ولكن افراد الشرطة يحيطون بها ولا فائدة من ذلك ، اكتفـى بمحاولة استيعاب ماحدث " لم يكن علي تركها بالأمس ، لم يكن علي الذهاب إلى منزلي وتركُها تتجول لوحدها في منتصف الليل ، مالذي فعلته؟ انني المُلام هنا! وانا اول من يلوم نفسه في هذا الموقف "..
تعالت اصوات بعض افراد الشرطة قائلين " استيقظت! استيقظت! " ..
ولكن كان هناك شيء غريب في الاجواء ، خرج المفتش وهو يتمتم بكلمات غاضبة غير مفهومة تنمُّ عن تعبه بلا فائدة ..
دفع كايلان بعض افراد الشرطة وفرد هيبتهُ وجسده العريض على المكان ، اقتحم غرفتها فرمقته بتلك النظرة البريئة اللطيفة كعادتها ، كاد قلبُ كايلان يرفرف وقتها وقال في منتهى الإمتنان " إيمي؟ انتِ بخير! حمداً لك يا رب "
قطبت حاجبيها الصغيران وقالت " من أنت؟ " ..

عذراء الجانب الأيسر ♘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن