Chapter 3 ;

7.1K 71 46
                                    

" حبّي هو مرضك ، ولن ادعه يحررك ، ولا سبيل للدواء إن كان قلبي هو الطبيب المداويَ "

تنهد قليلاً ، ابتعدت عنهُ برقه ، جلس امامها مجدداً ، قال بنبرة حزينة " هل حبك متعلق بمعرفتي؟ هل بينهما علاقة عكسية؟ كلّما عرفتني اكثر ، هل ستكرهينني ؟ "
منذُ فقدت ذاكرتها وهي تشعُّ براءة وحيوية ، وكأنما كانت هذه شخصيتها الحقيقية وكان الاكتئاب من يمنع ظهورها " اجاشي ، لمَ تقول ذلك؟ كلا ، اعني ، انك كنت لطيفاً معي ، لا تبدو كشخصٍ سيء ، انت حتى سمحت لي بالمبيت هُنا و.... "
سكتت لبرهة وكأنما تذكرت شيء ما ، احتضنت الوسادة بشدة واستخدمتها كدرعٍ واقعٍ وبنبرة مرعوبة " هل .. هل انت متأكد انه ليست لديك اي نوايا سيئة بهذا الخصوص؟ "
نهض على قدميه مجدداً وقال بسخرية وبنبرة لئيمة " ماذا؟ رؤيتي لكِ لا تتعدى كونك طفلة صغيرة وصديقتي القديمة .. "
نظرت إلى المرآة بتمعن ، هي حقاً تبدو أصغر بـ 5 سنين من عمرها الحقيقي ، تمتلك ملامح طفولية بحته ، ولكن هذا لا يمنعها من امتلاك جسدٍ مثير جداً يجعلها فريسة مناسبة للرجال ..

✦ بعد ساعاتٍ قليلة ✦

كانت ليزي صديقه إيمي المقربة من ايام الثانوية تجلس مع كايلان في المقهى وتحرك قشة العصير بتوتر " فقدت ذاكرتها ؟ "
كايلان ببرود " اخفضي صوتكِ ، نعم لقد فقدتها بالكامل "
ليزي بصدمة " هل تعني انها لم تعد تعرفني الآن ؟ ولم تعد تتذكر ايامنا السابقة ؟ وذلك كله ؟ "
كايلان " على الإطلاق "
" حسناً يفترض وجود علاج لذاكرتها ، أليس كذلك؟ "
" إن علاجها هو محاولة تذكيرها بالماضي "
" ولهذا اتصلت بي ، وااه ، إن الامر يبدو حماسياً عندما يظهر في الدرامات والافلام ولكن هو صادمٌ جداً في الواقع " ..
وافقها كايلان بإيماءة رأس خفيفة ..
عاد كايلان إلى البيت برفقة ليزي لمحاولة تذكير إيمي ولو بالقليل ..
" اونّي ! " صرخت ليزي وركضت لـ تحتضن إيمي ..
اتسع بؤبؤ عينيّ إيمي بغرابة واشارت لكايلان التي كان ظهر ليزي مقابلاً له قاصدة " من هي ؟ " ..
ابتسم كايلان لا شعورياً على تعبيرها المندهش البريء ..
تنهدت ليزي براحه " حمداً للرب أنكِ بخير ، لا تستطيعين تذكري أليس كذلك؟ ولكن لا بأس بما انني استطيع تذكرك "
انحنت إيمي وقالت بلطف " عذراً لأنني لم استطع تذكرك "
" هوول ، انتِ تبدين شخصاً آخر الآن ، ألا تستطيعين التذكُّر عندما .... "
نظرت إلى كايلان الذي كان يراقبهما بتردد وكأنما لا تريده ان يسمع ماتتحدثان عنه ..
اقتربت وهمست في اذن إيمي " عندما فاجئتني الدورة الشهرية بصفِّ السباحة ؟ "
شهقت إيمي بدهشة " هوول ، هل حدث ذلك حقاً ؟ "
" نعم لقد كان يوماً مأساوياً ، اكاد اصاب بالجنون او اقتل نفسي عندما اتذكر ذلك "
كايلان " آنستي .. حاولي تذكيرها بالذكريات الجيدة قبل ان اُفقدكِ ذاكرتكِ انتِ الأُخرى "
إيمي بمحاولة غضبٍ لطيفة " وما شأنك ؟ دعها فهي صديقتي " ..
احتضنتا بعضهُما البعض بطريقةٍ مستفزة أمامه ..
ليزي بلطف متصنّع " آيقو طفلتي المُخلصة! "
كاد كايلان ان يقتلهُمَا بنظراته ، وخرج للتدخين ..
جلستا مع بعضهما البعض لتبادل الأحاديث المضحكة فيما بعد ..
قالت إيمي بنبرة غريبة " اودُ لو تخبريني بشأن علاقتي مع كايلان ؟ "
رمقتها ليزي بنظرة لم تستطع فهمها ، اردفت إيمي بقلق " اعني اننا لسنا اصدقاء دراسةٍ حتى ولا اعرف إن كنت استطيع ان اثق به بالكامل او لا "
ليزي " حسناً ، إن علاقتكما حولها هالة اخوية تماماً ، كان يحميكِ من الشبّان السيئين ، ويحاول إصلاح اخطائك ويوبخكِ عليها بشدة ، هو يمتلك اسلوباً سيئاً وفظّاً في المعاملة لكنني اعتقد انه يهتم لأمركِ ويتصرف كـ اباكِ على أي حال "
إيمي ببراءة " هل كنتُ مجرد عالة في طريقه ؟ "
ليزي " لا اعتقد ذلك فقد كان يفعل ذلك بكامل إرادته ، واعتقد انه من النوع الذي سيلوم نفسه ان لم يفعل ذلك "
سادت لحظة من الصمت بينهما واردفت ليزي في بهجة وحماس " لا تهتمي لذلك ، في يومٍ ما سنذهب للتسوق معاً وسأريكِ محلاتكِ المفضلة ، وايضاً .. سنذهب إلى .. إلى حديقة الملاهي وسنلهو معاً هناك! سنشتري المثلجات ايضاً " ..
ضحكتا بمرح وقامتا بهاي فايف ، شخصية إيمي تغيرت تماماً بعد فقدانها لذاكرتها ، الجميع افتقد تلك الطفلة الكئيبة الهادئة ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 29, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عذراء الجانب الأيسر ♘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن