Chapter 2 ;

6.8K 50 1
                                    

" وحوش البرية تركض بداخلي "

قطبت حاجبيها الصغيران وقالت " من أنت؟ " ..
كلّف الامر بعض ثوانٍ ليستوعب ماقالته ، ضرب الباب بقبضة يده وذهب باحثاً عن الطبيب الذي كان بدوره سيأتي إلى الغرفة فقابله في طريقه ، اجتذبه مع ملابسه وشدّها بكل قوته والعروق التي ارتسمت على يديه تبدو وكأنها ستنفجر " فسّر لي مايحصل ، أندفع النقود لكم عبثاً؟ " ..
بنظرة فيها نوعٌ من الاستصغار ابعد الطبيب يد كايلان عنه ، وقال بـبرود " ها أنا ذاهبٌ لمشاهدة الاشعة مرة اخرى ، فعلك لمثل هذه الأمور سيجعلني اضطر إلى ان استدعي الأمن " ..
وذهب سريعاً لمتابعة حالة إيمي ، صرخ كايلان بغضب " استدعِ من شئت! " ..
تنهد الطبيب فقد كان معتاداً على هذا النوع من مرافقين المرضى المندفعين ..

جلس الطبيب بجانب إيمي وخلفهُ كايلان ، كان يسألها عن بعض العمليات الحسابية البسيطة ..
" 5 • 9 كم تساوي ياعزيزتي ؟ "
إيمي ببرود " 45 "
سألها عن بعض الممارسات العادية في الحياة اليومية مثل كيفية فتح قلم او كلمات انجليزية بسيطة وجاوبت بمهارة ..
انتظر كايلان تفسيراً من الطبيب لجميع مايحدث هنا ، فنظر إليه مطولاً ..
قال الطبيب " كما ترى فإن فقدان الذاكرة جراء الصدمات ينقسم إلى قسمين ، قسم جسدي وقسم نفسي ، الصدمة الجسدية هي التي يتعرض لها الشخص جراء حادثٍ يصيب رأسه فيسبب فقدان ذاكرته ويعد هذا القسم اكثر شيوعاً بعد الحوادث ، اما القسم النفسي فقد يتعرض له الشخص بعد صدمة نفسية وعلى الأرجح ذلك ماحصل لها عندما شهدت جريمة القتل ، لا اعلم ماذا اقول لك ولكن .. اغلب الحالات التي تفقد الذاكرة جراء صدمة نفسية تفقدها على المدى الطويل ، بإمكاننا اعتبار ذلك اضطراب مابعد الصدمة " ..
قال كايلان بقلق " إذن اليست هناك فرصة لجعلها تستعيد ذاكرتها؟ ولو حتى قليلة ؟ "
رد الطبيب بثقة " بما انها تتذكر بعض الممارسات اليومية والمهارات الحياتية فبإمكاني ان اقول ان استرجاعها لذاكرتها امرٌ وارد في حال حاولتم تعزيز ذلك ، واعني بذلك لم شملها بعائلتها والخروج لاماكن كانت تزورها قبلاً بكثرة ، ومقابلة اشخاص اعتادت على مقابلتهم في الماضي " ..
انزل الطبيب رأسه وبدأ يكتب بالورق الذي كان امامه " حالياً سأبدأ بتخفيف جرعة ادوية الاكتئاب والقلق الخاصة بها إلى ان نقطعها تماماً ونأمل ان ياخذ ذلك غضون شهرٍ او اكثر " ..
قالت إيمي ببلاهة " هل انا .. اقصد هل كنتُ مصابة باكتئاب ؟ " ..
رد الطبيب " نعم ياعزيزتي ، ولعل بقايا الاكتئاب لا تزال فيك بسبب الخلل الكيميائي المسبب له ، على اي حال بما إن الذكريات قد مُحيت فأعتقد ان ذلك سيكون له دور كبير في تخفيف الاكتئاب " ..
صمتت إيمي قليلاً وقالت " ولكن .. لِمَ .. مالذي حدث ؟ "
نظر الطبيبُ إلى كايلان الذي بدوره بادله النظرات والتزموا الصمت ..
طأطأت راسها في حُزن عميق لا تعرف ماهو مصدره ..

بعد ساعاتٍ قليلة ;

كانا يستعدان للخروج من المشفى بعد ان اكد الطبيب لكايلان ان يحضرها إذا ما استلزم الامر ، قابلا في طريقهما للخروج رجلاً في منتصفِ عمره بعينين ساذجتين ولكن بنظراتٍ حادة ، عرّف بنفسه على انه محقق خاص يدعى ستيورات وقد جاء للتحقيق معها في بعض الأمور ..
استقرّا معاً في مقهى مجاور للمشفى ..
سعل ستيوارت بإحترام وقال " إذاً ، الا تستطيعين تذكر اي شيء يا آنستي؟ ولو كان بسيطاً ؟ "
اومأت برأسها بالنفـي ..
" كما تعلمين طرف خيطٍ قد يساعدنا "
امسكت بيد كايلان بكل قوتها ، وضغطت عليها بقوة قائلة " لا اتذكر ، لا اتذكر حتى أسمي ، عمري ، واين كنت اعمل ، كيف تبدو غرفتي ، متى آخر مرة ضحكتُ فيها ، ان الأمر صعبٌ علي فعلاً ، فهلا كفيت عن جعله اصعب؟ "
" بالطبع ، بالطبع يا آنستي الجميلة وهذه هي بطاقتي في حال تذكرتِ شيئاً ما ، او .. ندمتِ على شيءٍ ما "
رمقهُ كايلان بنظراتٍ حادة " ماذا تقصد ؟ "
ابتسم ستيوارت بخفّة " لا اقصد شيئاً ، فكما تعلم انا محقق بسيط ، وهذا هو قوت يومي ، عمتم مساءاً "
انصرف ستيوارت ليقول كايلان بنبرة غريبة " لم يعجبني هذا المحقق " ..
تنهدت إيمي " ولم يعجبوني رجال الشرطة ايضاً " ..

عادا معاً إلى بيت كايلان بعد إحضار حاجيات إيمي من شقتها الصغيرة ، وقد برر كايلان ذلك بقوله " لقد كنتِ الشاهدة الوحيدة على جريمة القتل هذه ولربما كنتِ مستهدفةً ايضاً ، وبطبيعة الحال كونكِ معي سيقلل من دخولك في مشاكل اكبر " ..
قالها بكلِّ ثقة ..

جلست على السرير الصغير الذي اعدهُ لها ، لم تكن تلك الغرفة فاخرة ولكنها على الأقل مُعدّة بمشاعر دافئة ..
احتضنت الوسادة وقالت " اين هم .. عائلتي ؟ " ..
كان يرتدي قميصاً بلا اكمام يظهر عضلاته المفتولة وينقل اغراضها إلى الغرفة المنشودة ، توقف قليلاً ثم قال " ليسو هنا " ..
بنبرة طفولية قالت " لِمَ؟ اين هُم؟ " ..
" والديكِ قد توفيا ، اما اختكِ الكبرى فلم تكوني على وفاقٍ معها ، ابداً " ..
" هكذا تبدو حياتي؟ لابد أنها مملة ، ثمّ هل انت صديقي في المدرسة ؟ " ..
" لا ، فأنا اكبر منكِ سناً ، ولكن كانت عائلاتنا متجاورة بالسكن فـ كنّا اصدقاء طفولة " ..
" أليس لدي صديقات؟ اعني .. لقد اشتريت لي هاتفاً ذكياً جديداً وليس فيه اي ارقام " ..
اخذ كايلان صندوقاً وجلس فوقه مقابلاً لها ، وقطراتُ العرق تنزلق من على عضلاته المفتولة " بلى ، لديكِ صديقة مقرّبة وسأحادثها في وقتٍ لاحق لتتواصل معك ، المهم الآن ، أرجو ألا تسأليني بشأن ماحدث سابقاً " ..
بنبرتها الطفولية المعتادة " لِمَ؟ "
يكادُ يجن امام طفولتها ، هذا هو كايلان " لقد عايشتِ الكثير من الذكريات السيئة سببت لكِ اكتئاباً ، نوبات انهيار وقلق وتوتر وما إلى ذلك ، لذا ، اودُ ان ابدأ بناء ذاكرةٍ جديدةٍ لك ، ما رأيك؟ " ..
ابتسمت بمرح " يبدو ذلك ممتعاً ! " ..
قبّل خديها المتوردان وقال " دعي تلك الذكريات السيئة لهذا الاجاشي " ..
" لا تبالغ انت لست حتى بهذا السنِّ الكبير ، بالمناسبة هل كنت معتادة على لبس مثل هذه الملابس الفاضحة امامك؟ " ..
واشرت بأصبعها إلى كنزتها التي لا تتجاوز فخذيها ، بدون ارتداء اي شيءٍ بالأسفل ..
اشاح بصرهُ بعيداً عنها وقال " احياناً " ..
قفزت من مكانها ، احتضنتهُ من الخلف وهو يرتب حاجياتها حتى شعر بنهديها على ظهره وقالت بلُطف " اجاشي ، انا لا اعرفك ، ولكنني اشعر بأنني احبك، شيءٌ كهذا! " ..
كان المنظرُ مرفرفٌ للقلب ، جسدها الصغير مقارنه بصدره العريض ومنكبيه الضخمين! ..

عذراء الجانب الأيسر ♘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن