الفصلُ الاولٰ

8.3K 386 204
                                    


~السبت ، الخامس من اغسطس~

غزت رائحة المعقمات غددي الآنفيه فور همومي بالدخول ، لتهم اذناي بإستقبال الأصوات هي الاخرى، نحيب ، صراخً ، اجهزة الحراس اللاسلكية ، همت قدمي الاخرى بالسير خلف حارسي الشخصي ، ردهات ، غرف عمليات ، غرف الأطباء ، مقهى المشفى ، وأخيرا ، "قسم مرضى السرطان"

كشخص إنساني قبل مشهور ، احب فعل هذا ، احب زيارة المرضى ، احب رؤية الابتسامة ترتسم على ثغرهم ، احب أملهم وعدم يأسهم من الحياة ، واحب إنسانيتي التي افتقر الكثير منها هذه الأيام

يخال الكثير اٰنني افعل هذا فقط لزيادةِ نفوذي ، معجبيٰ و شهرتي ، هذا لا يمِد للواقِع بشيء ، قلوبهم افتقرت للإنسانية لذا نسوها

أقف امام اول باب لِاطرقة ، يأذن لي الملاك لأفتح الباب ، هم ليسوا مرضى ، هم ملائكه ، ملاك ببشرهً بيضاء ناصعة ، مُمد بلا قوةً على سريرهِ ، ونظره يتمحور حول السقف ، أقف أمامهُ لينزل عيناه الزاهية لي ، اتسعت حلقةُ عيناه لتتبعها شفتها ، ابتسمت له ليصرخ بفرحً لي ، تقدمت لمعانقة والسؤال عن احواله ، كان فتى بعمر الزهور ، لكنه زهره ذبل ، ليقول لي انه تبقى له ايّام ، آدم ، هذا كان اسمه اول ملاكً التقيه ، هو كما يقول معجب كبير بي ، وبِأغانيٰ ، وهذا اسعدني ، بل صنع يومي

محادثته كانت مسلية ، كانت روحه مشعة ، زاهية ، لاكنها ذابله ، يائسه من الحياة ، لم أحبذ هذا ، بقيت ازرع الأمل به ، وعدته بتذاكر لحفلي القادم ، وهذا ما جعل روحه تشع مره اخرى ، أحببت حقاً محادثته ، ولكن وجب علي الرحيل ، هناك الكثير من الملائكه هنا ، وأريد رؤيتهم ، كلهم

ودعت آدم بعناق ودي بين معجب و فنانه ، وخرجت لأسير للغرفة الاخرى

طرقت الباب ، ليُاذن لي بالدخول ، كانت فتاه ، ببشرهً ناصعة البياض.

~
زرت 27 ملاكً حتى الان ، كانوا بآرواح مشعه ، يصارعون الحياة ، يقفون على الحافه منتظرين الدعم ، و الأمل ، زرعت بعض آلامل بقلوبهم ، بآرواحهم ، وما أحزنني هو يأس الكثير منهم ، وانتظارهم للنهاية دون محاربه

"سيدي ، تبقى مريضً واحد ، أتود تأجيل الامر ؟ تبدوا مرهقً"
قاطع صفو افكاري حارسي الشخصي

انظر للباب رقم 28 ، هو اخر ملاكً سآراه اليوم
نفيت الامر للحارس وتقدمت لأطرق الباب

يأذن لي بالدخول لأدير مقبض الباب وافتحه
الزهور ، بكل أنواعها ، غزت انفي واحتلت غددي لأغمض عيناي لوهله واعود لفتحها

الجوري ، الياسمين ، النرجس ، الفريسيا
كانت تغزوا تلك الغرفة ، الكثير والكثير من باقات الزهور المنتشرة حولها
كانت الغرفه الاولى التي ارى بها هذا الكم من الزهرِ

ملاك الزهر L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن