الموتى لا يعودون

105 1 0
                                    

الموتى لا يعودون.. يرحلون و ترحل معهم أرواحنا .. قلوبنا.. أحلامنا... امنياتنا... لكن انت مستثنى من هذه القاعدة. الكونية!!!

عدت كيف ذلك؟؟؟ ... حضرت جنازتك بكامل وعيًّ ،رأيتهم بأم عيني ينثرون على وجهك الملائكي التراب

، و سألت الله ان يغمدك برحمتهِ.كان الألم بالنسبة لي مضاعف حد الموت ،

مات من هو سندي و مرشدي مات من كان يفهمني من بين كل الناس من كان لي الام و الأب و الصديق والأخ ،،، من كان انا و كنت هو!

عندما رحلت لم اكمل عزائي عليك لأن قلبي و روحي بل و ذاتي جميعا تلاشت مع رحيلك.

أصبحت عائمة في دنياهم لا افقه شيئا مما ينسجون لي من أكاذيب و خدع و نفاق،

حتى أحاسيسهم الصادقة رفضتها و حطمتها بيدي و سرعان ما صرتٌ منبوذة منهم، كنت أودّ ذلك أردت فقط ان يمتلئ الفراغ الذي بداخلي بأي شيء حتى لو كان حقدا ًاو كرها و ضغينة أردت ان أحافظ على بقية الانسان المهيمن في فراغي المعدم. تكيفت مع وضعي رأيت العالم و الحياة بحلتهم الأصلية

استحقرت نفسي و مقتها كيف لي ان أفكر بطريقة سطحية تامة؟!

انهم مخيرون ان أرادوا فليبقوا و الا فاللعنة عليهم و على نفاقهم،حقاً كيف كنت ارى من منظوري السطحي المادي؟؟!

رحيلك علمني اشياءاً كنت تخفيها عني.. ما أعظمك!!!

بوجودك جعلتني شفافة نقية ارى ما حولي برّاقا صادقا و غيابك الأبدي أراني نقيض ذلك تماماً.

أعجبني رحيلك كثيرا،بٌت أراك اكثر من قبل و بهيئة أنقى و أصفى في احد تنقلاتي بينهم.

اخبرني لم عدت؟ هكذا تتجاوز العرف و الإدراك الحسي! اخبرني هل هذه احد دروسك الشيقة؟ لترى كيف أصبحت تلميذتك النجيبة؟ ام انني قد أٌصبت بالهوس لدرجة الإيمان بوجودك مرة اخرى!!

لا أظن ان الأخير صحيح، هم قد رأوك و سمعوا صوتك مثلي، اذا انت حقاً عدت!

لقد اخترت الحياة المثلى الاطهر و الابقى، الخالدة نوعا ما، حملت على عاتقك تحرير بلدك من الطغيان تركت وراءك المال و الجاه و الحياة المترفةٌ و الهانئة بنظر السخفاء الماديين.

استمر.. واصل.. لعلك تصل لمرادك.، و لكن لماذا لم تخبرني انك ذاهب لوطأة الظلم و بطشه؟؟ لماذا؟، احس بقلبي .. ها قد عادت له الحياة نبض من جديد ، عدت و عادت لي إنسانيته و حبه للحياة، لو انك أخبرتني كنت سأسبقك لمشارف السماء .

ظنوا بأنني قد نسيتك ، كيف أنساك و انت بجانبي او بالأحرى انا فيك و بك،

اعتدت دوما على مناداتي بإسم لطالما أحببته و اليوم و انا ماكثة أراقب اللاشيء يأتيني اتصالك من العدم ليدوي صوتك آفاق روحي و بلغ منتهاها

الموتى لا يعودون ما عداك انت! هذا ما طرأ ببالي تلك اللحظة !!

لتعلم انني لم أعد طفلتك ، كبرت صغيرتك ولم تشهد ذلك.. أصبحت و غدوت في سن الزهور هذا ما يقولونه و الواقع انني بسن الزهور الذابلة فقد ذبلت من بعدك و شارفت على النهاية ..بعض الأرواح النقية الطاهرة التي التقيت بها صدفة وعلى العالم الافتراضي كانت تعطيني من النصائح التي كنت احاول تطبيقها حتى لا اتساقط تماماً أ تعلم مؤلم ان تحس بالراحة و تشعر بالأمان للغرباء اكثر من معارفك و اهلك!!!!

افتقد تهويداتك لي عندما يصيبني ذاك الأرق اللعين تغني لي

يا ملاكي الصغير نم بسلام. يبعد عنك الآلام

نم و بعينيك الاحلام نم و انس الانام

صوتك الملائكي كفيل بأن يجعلني اغط بسبات عميق، هل اعترف لك بشيء؟؟

كان الأرق بسبب تفكيري الدائم بك و خوفي من فقدانك... و عندما تحققت مخاوفي لم يتركني بل عاد و استمر

و كأنه فرح بغيابك لعدم حمايتك لي منه،

اتصال واحد فقط وعادت لي انا القديمة فما بالك اذا اجتمعنا مرة اخرى؟!؟!

أخال انك تقرأ الان اذا عد لي و قبل ذلك أتم ما بعت لأجله الغالي و الرخيص

فلتعد لي بنصر يفرح الأمة او لتمت و اسأل الله ان يلحقني بك، يكفيني اتصالك المشوش بتكبيرات جنودك الفرحين اما بشهادة احدهم او نصر مبين،، يكفيني حقاً

الموتى لا يعودونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن