- أيوة، أيوة يا أحمد.. عامل ايه!؟
• !! تمام الحمد لله .. بقولك يا حسام أنا خلصـ ..
- لا لا مش هينفع نتقابل النهاردة.. يوم تاني يا معلم عشان لسه ما نمتش..
• خلاص ماشي.. لما تفضى ابقى كلمني يا باشا..!
- هكلمك.. سلام يا بينجو..
كنت مستغرب جدا من المكالمة!!
من صوته، ورده..
Bingo كان اسم شبكة الواي فاي بتاعتي!
حسام كان عارف إني مخترق حسابه!!
يعني مجاليش بالصدفة!! ..
حسام كان في خطر!! ومش حسام لوحده!
أنا كمان هروح في داهية..
مكنتش عارف أفكر.. مكنتش قادر أعمل حاجة!!
أكيد شهاب هيعملي زيارة محترمة! ده إن مقتلنيش!! .. أهرب أروح فين!!
بقيت بدعي إن حسام ما يجرالوش حاجة!
وما يواجهش نفس مصير أبوه..
كنت بدعي إن أنا كمان ميجراليش حاجة!!
وكنت عاجز!
لو بلغت أنا اللي هروح في الرجلين..
لو هربت هيجيبوني.. وهيتأكدوا اني عارف كل حاجة..
مكنش قدامي غير اني أواجه مصيري..
..
فكرت أرجع كل اللي عملته تاني..
بدأت أحط كلمات سر وحماية، شفرت كل الملفات اللي مكانتش بتفتح..
قفلت النت واللوكيشن..
عملت reverse لكل اللي كنت قاعد اعمله من الصبح..
حطيت كراتين مليانة كراكيب فوق الدولاب ووسطهم خبيت الشكمجية..
وأوضة أمي من ساعة ما ماتت وهي مقفولة.. يعني محدش هيفكر يدخلها أصلا..
الجهاز كان مقفول ومتسمكر أكتر من الأول! كإني ملمستوش
كان لازم أبقى هادي.. وما أبينش إني قدرت أعمل أي حاجة فيه!!
..
فضلت مرعوب وخايف وبفكر في كل إحتمال!
لو خفيت الجهاز وقلت اني مشفتوش يبقى حكمت على نفسي بالإعدام!
شهاب مش عبيط ولا أهبل..
ومكالمتي أكيد زوّدت الطين بله..
كنت بتمنى إن كل استنتجاتي تطلع غلط!
وان حسام يكون كويس، وسكران ولا متنيل مش فايق عشان كده كانت المكالمة غريبة!
بس كان لازم أحضر نفسي للأسوأ..
..
وسط المصايب دي كلها، مقدرتش مفكرش فيها
أنا قاعد مستني القضا..
ومعرفش لو هشوفها تاني ولا لا!!
الساعة بقت 9
سمعت حد نازل على السلم.. خرجت!
كانت هي..!
- صباح الخير يا أحمد.. عامل إيه؟
* مريم أنا بحبك..
- بتحبـ ..!! ايه!!؟ إنت قلت ايه!!
• قلت إني بحبك!! أنا حبيت إنك تكوني عارفة، حتى لو مش بتطيقيني أصلا..
مش ضامن اللي يحصلي كمان ساعة، ونفسي تعرفي وخلاص..
ومش لازم تردي..
- أنا مش عارفة أقولك ايه!! .. بس إنت..
• متقوليش حاجة، ولو هترفضي متقوليش أي حاجة.. أنا مش هعطلك أكتر من كده.. بس لو حصلي حاجة، اعرفي اني والله حبيتك جدا.. حبيتك من أول لما عرفتك..
- بابا نازل! .. أنا لازم امشي..
..
دخلت وقفلت الباب..
حسيت إني عكيت الدنيا..
بس مش مهم.. لو لـ اللي مكتوبله الموت أمنية واحدة يحققها،
فأنا كنت هتمنى إنها تقعد معايا، ونتكلم، وأحكيلها عن كل حاجة..
كنت أتمنى إنها متكرهنيش لما تعرف حقيقتي.. وإنها تلاقي فيا حاجة تحبني عشانها..
..
استنيت بقلب مرعوب، زي اللي مستني ملاك الموت وعارف انه جايله.. طول اليوم قاعد مفيش حاجة حصلت..
خايف أقرب من التليفون، خايف أقرب من اللاب توب وأفتح أي حاجة!
مكنتش كلت من امبارح، وكنت خايف أنزل..
بس لو منزلتش برده هموت من الجوع! ..
نزلت الشارع، أشتري حاجات من البقالة، فضلت أبص ورايا وحوالين البيت، مفيش حاجة غريبة..
البقال كان بطئ، ولسه بيعبي الحاجات اللي أخدتها..
سمعت آذان المغرب..
كإني أول مرة أسمعه!! .. لو تُبت دلوقتي هيقبلني!؟
ولا أنا هتوب عشان حاسس إن خلاص جالك الموت يا تارك الصلاة!!
اشمعنى دلوقتي يعني هعمل حاجة صح! عشان اتزنقت وبروح في داهية!!
ما أنا بعك طول حياتي!!
كان جوايا 100 صوت بيتكلموا.. بيجلدوني،
قلت للبقال يخلي الاكياس عنده وأنا راجع هاخدهم معايا..
رحت الجامع واتوضيت،
ووقفت أصلي!
بكيت.. بس مش عشان خاشع في الصلاة..