عودة ذكرى

36 6 8
                                    

أزهار وردية تعانق غرفتها الزاهية
صوت زقزقة العصافير يتسلل الى مسامعها مضيفا ترنيمات حُب سعيدة ، هاهي الشمس ظهرت لتعكس نورها على تلك النائمة ، لونٌ يعانقه الشفق هو لون شعرها ، فتحت عينيها ، تلك العيون بلون زرقة السماء كما لو أنهم يحتضنانها

,أتى صوت ليجبرها على مغادرة ذاك الفراش...

-"آنسة 'جوان' ، استيقظي الساعة السابعة"

فتحت 'جوان' عيناها وأردفت بصوت خافت

-"يبدو أني تأخرت "
-"أجل لقد وضع الطعام ومازلتِ نائمة "

وقفت 'جوان' وذهبت للمرآة ، ككل يوم تذهب للمرآة وتحدث نفسها ،
-"الى متى ستتجاهلين الأمر تاركة غيركِ بين أحضان العذاب"

تفوهت بهذه الكلمات مع نفسها ثم ذهبت لتبدل ملابسها وتغسل وجهها ، ارتدت فستان راقي قُرمزي اللون سرحت شعرها الذهبي وخطت للباب ، فتحته بهدف النزول الى غرفة الطعام ، وصلت لتقرع الباب وتدخل قائلة

-"صباح الخير ..أمي ، أبي"

-"صباح النور"

إقتربت وجلست على الكُرسي ، وضع أمامها الطعام
أمسكت الملعقة ، كانت ستبدأ بالأكل لولا سؤال والدها

-"لمَ تأخرتِ في النوم ، هل انتِ بخير؟"
-"اجل انا كذلك فقط البارحة كنت أكتب بعض الأشياء للمدرسة ؛ لذا تأخرت"

قاطع حديثهما صوت أمها قائلة
-"كالعادة مُجدة في دراستكِ ، أحسنتِ عزيزتي فخورة بكونكِ ابنتي"

" هه فخورة!"
هذا ما قالته بداخلها

-"وأنا فخورة بكونك أمي"
قالت هذا وهي بالكاد تبتسم ثم أكملت طعامها
مرَّ الوقت إلى حين إنهائها للطعام ، وضعت الملعقة
-"سأخرج قليلاً "

قالت هذا ثم ذهبت لباب المنزل وخرجت لحديقة قريبة من المنزل مملوءة بزهور خلابة ، اقتربت لتجلس بجانبهم هم بالنسبة لها إيقاع نبضها الهادئ و تلك الوردة الصفراء هي كالعشق بالنسبة لها لأنها ترى نفسها بتلك الوردة فهي ترسم لها حياة دافئة مزخرفة بنسيم عليل يبعث الطمأنينة و السكون
بينما كانت سارحة بجمال تلك الورود قُطع سرحانها
بمعانقة فتاة لها من الخلف

-"كيف حالك جوان؟"

-"تارا!" ....قالتها جوان بفزع

-"هههه اعتذر فقط ايقظتك من سرحانك "
-" اللعنة عليك أيتها الفتاة"

وبدأ صوت ضحكهما يعلو لتأتي 'ميشيل' قاطعة هذا الضحك و ملامح الغضب و القلق تغزوا وجهها....

-"هلا أخفضتما صوتكما و إلا سنطرد من هذا المكان كآخر مرة بسبب صراخكما تتذكران؟!"
-" ههه يضحكان كالعادة"

قالها مايكل وهو يضحك على تصرفاتهما الطفولية ككل مرة تحدث هذه المشابكات الدافئة بين
الفتاتين و لطاما يبقى يتأملهما بنظرات غريبة، تحمل الدفئ و الحزن و هما موجهان ل'جوان' تلك الفتاة التي تبدو على أحسن ما يرام و لكنه يشعر أنها تصنع ستار من ضحكاتها لإخفاء ما في داخلها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 06, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غابرٌ أليمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن