الفصل الثامـــــن :
جفلت آنيا بشدة من هيبة ذلك الأمير المخيف ، وإزدردت ريقها محاولة السيطرة على مخاوفها أمامه ..
ولكن عينيها تكشف خوفها بوضـــوح ..
أرخــى أصابعه عن فكها ، وهمس لها بشراسة :
-اعتادي على رائحة الموت ، فهي ستلازمك للأبد !
زاغت أبصارها ، ورجف قلبها بهلع كبير .. وشعرت بمدى دنو الموت منها ..
وقعت عينيها مصــادفة على مخرج جانبي ، هي لم تره من قبل .. ولكن عقلها أوهمها أنه ربما يكون السبيل للفرار من هنا .. وما عليها إلا الوصــول إليه ، والركض بأقصى سرعة لتنجو ببدنها منه ..
لذا استجمعت شجاعتها ، وتغلبت على خوفها ، واستخدمت كفي يدها لتدفع عقـــاب بكل ما أوتيت من قـــوة في صدره لتبعده عنها .. فإرتد على إثر دفعتها المباغتة للخلف ..
استغلت آنيا الفرصة لتنهض سريعاً عن الأرضية الرطبة ، وركضت في إتجاه المخرج بخطوات شبه متعثرة ..
قهقه عقــــاب عالياً ، فإمتلأ المكان بصدى ضحكاته الشيطانية ..
ثم أردف قائلاً بصوت مرتفع وواثق :
-لن تهربي من هنا ! لا مفـــر مني أيتها الحمقاء !
إستند بمرفقيه على الأرضية ليتمكن من النهوض ، ثم نفض يديه ، وبحث بعينيه عن مشعل قريب ليشعله ، ويبدأ لعبة الغميضة معها .. تلك اللعبة التي تصيب أعدائه بالجنون قبل أن يذبحهم ..
توقفت آنيا للحظة في مكانها محاولة إنتقاء أي طريق ستسلكه ، فقد كان أمامها عدة ممرات متشعبة ..
لم تفكر كثيراً ، ركضت نحو الممر الأول ، وهي تلهث بصعوبة ..
رأهـــا عقاب وهي تهرول مبتعدة ، فإعتلى ثغره إبتسامة ماكرة ، وإنعطف لليســـار ، وهو يدندن بلحن مفزع ...
كانت الرؤية خافتة ، فسقطت آنيا على وجهها وهي تركض عبر الممر المظلم المؤدي للأعلى بسبب تعثرها في أذيال فستانها .. فرفعته بيديها للأعلى لتتحرك بحرية ...
كانت هائمة على وجهها ، تائهة ، ضائعة ، لا تعرف إلى أين تتجه ، ولكنها أقنعت نفسها بأنه في نهاية هذا الممر الخلاص من سجنها ..
شهقت مذعـــورة ، واتسعت حدقتيها برعب جلي حينما رأته أمامها بوجه القاتم ، ونظراته المخيفة ، ممسكاً بمشعل مضيء في يده ..
أشـــار لها بيده الأخــرى قائلاً بجموح :
-أتظنين الأمر بتلك السهولة ؟ أنتِ لم تعرفيني بعد !
أنت تقرأ
شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحب
Romanceنشرت هذه الرواية قبل عدة أشهر عبر منتدى قلوب أحلام .. وهي الجزء الثالث من سلسلة ( سنابل الحب ) وفي تلك السلسلة ستجدون قصص منوعة عن الحب المفقود الذي يسعى الجميع إليه ، حب ما بين الواقع والخيال ، حب ما بين الحلم والحقيقة .. فأنا تعمدت المزج بين الأ...