1

525 20 12
                                    

دعني أخبرك حضرة القارئ..دعني أفتح قلبك وعقلك معي..
دعني أنير فكرك قليلاً، وأطلعك علىٰ إنني فتاة عربية..
ولك مني خالص التحية لإستيعابك ما سيحصل في هذهِ القصة..

و..دعني وشأني!!

هنالك قصص كثيرة بدأت في بيوت كبيرة..جميلة..وغنية..
وهنالك أخرى قد بدأت بمنازل فقيرة..هاوية..محطمة..
ويوجد أيضاً من بدأت في الدراسة، وأخرى في النوادي..

وغيرهن الكثير..لا تظن بإني سأملأ أول جزء من قصتي فكيف بدأت بقية القصص!!؟
هذهِ قصتي أنا..وأنا الوحيدة من يجب أن تترأس كل شيء..
فلقد قضيت كل عمري وأنا لاشيء..ليس لي في أي شيءٍ شيء..

نعم..في أي شيءٍ شيء..ليس خطأ مطبعي فأنا أكتب بأصابيعي..
وليس خطأ فكري فأنا لم أكن مستيقظة قبلاً أكثر مما أنا عليه الآن..

ألم أخبرك بعد بما ستبدأ قصتي؟
اوه..أرجو المعذرة إذاً، دعني أخبرك الآن..

سرداب!!

نعم..سرداب.

ليست كلمة غريبة لا معجم لها..بل هي مكاناً يضع البشر فيه ما طاب له من الأشياء المنفية..
مظلم..بارد..لكنه حنون..
قام بفهمي وحن علىّ أكثر من عائلتي..بدا لي رفيق لدربي بدلاً عن كل أولئك الرفاق اللذين لم يهتمو لي يوماً..

ألم أخبركم ماذا يعني القبو بلهجتكم بعد؟
أعذروني أعذروني فقد بدأت أتحدث كثيراً وكأنني هرمت وأنا لا أزال بعمر الورد..كما قالن لي معلماتي سابقاً.

دعوني أطلعكم علىٰ عمري ومن أين بدأ الأمر..

في أحد أشهر سنة ألفين للميلادي..ولدت.
صغيرة؟ كلا، لستُ صغيرة البتة..
لا أريد إطلاعكم علىٰ اليوم والشهر اللذين ولدت فيهما فلا أريد عيد ميلاد يحطم ما تبقى من كياني..

في ذلك الشهر من السنة..والسنة كاملةً بحد ذاتها، ولد الكثير والكثير من الأطفال بما بينهم أنا..
كل واحد يختلف باليوم والشهر لكن لا يهم..المهم السنة.

ولدت في مجتمع لا يرحم المرأة ولا ينصفها..وهم اللذين كانوا يدعون الأسلام!!
تخيلو بإن رجل دين لا يسمح لأبنته بإن تكمل مسيرتها الدراسية؟
هل يمكنكم تخيل إنه حتّى عتبة المنزل لا يسمح لها بتخطيها؟
نعم..هكذا هم رجال الدين في بلدي..ويا ليتهم لم يكونوا كذلك.

ليس لأنهم يقسون علىٰ بناتهم، لالا..بل لإنهم يدعون الدين ويشوهون الإسلام..
أعلم جيداً إن هذا الكلام ليس مهماً، وللان لم أتكلم عن نفسي بما إنها قصتي في نهاية المطاف.
لكن..ماذا علىّ إخباركم؟ أأخبركم بإنهم جزء بسيط من مأساتي؟ ، حسناً، في هذهِ الجملة إنصاف تام لهم..

أنا أعيش في منزل مهترأ..نعم فأنا من النوع الثاني..
طوال حياتي لم تلقى علىٰ مسامعي كلمةٍ جميلة..
مديح يليق بي..مشاعر تكن لي..حتّى لو كانت مشاعر حب من صديقاتي، فأنا لا أريد حب الشباب..فلقد سمعت عنهم مايكفي وأكتفيت..

في بدايات عمري وعندما أصبحتُ في المدرسة الأبتدائية، كنتُ طالبة صامتة هادئة، لا تحب التكلم مع أحد إلا عندما تأتي فتاة للتحدث معي..
كنتُ كما يقول البعض..منبوذة، كنتُ أجلس في آخر رحلة أطالع فيها جميع الفتيات وهن يلعبن..يضحكن ويمرحن..

بينما أنا كنتُ أضع يداي علىٰ رحلتي ورأسي فوقهما وأحدق فيهن..
كنتُ فقط أطالع ولا أتكلم..

سارت السنين كلها هكذا، وكنت حتّى لا أشارك في الصف حتّى ظن الجميع إنني كسولة، لا أقرأ،لا أكتب..كنتُ فقط..أسمع.
وياليتني تكلمت.

في نهاية الأبتدائية حصلت علىٰ صديقة واحدة فقط..
لم نكن ككل الصديقات فقد كان كلانا هادئاً، لا يوجد نقيض بيننا لتحلو الحياةِ.

السرداب🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن