4

112 11 3
                                    

مرحباً..

ألا زلتم تقرأون؟

ما بالكم تقرأون قصة حزينة؟ أتأثرتم بها!
أم إنها جزءاً مصغر عن حياتكم؟

هل تريدون التكملة؟
حسناً، فكما قلتُ أنا كريمة..وسأكمل لكم ما حدث..

بعدما يأست تماماً من أن أطيب وأعود لحياتي السابقة..
قررت النزول لصديقي..الذي لم يتركني أبداً.
رغم إن جسدي تعب منذُ آخر مرة كنتُ فيه لكنني أريد العودة إليه..

تقدمت بخفة وجلست علىٰ الأرجوحة..
بدأت أدندن بكلمات أغنية قد غناها ذلك الشاب الجميل..
كانت بغير لغتي، لكنها كانت قريبة من قلبي وأفهمها تماماً رغم إنني لا أعرف سوى كلمات من تلك اللغة..

هل رأيتم يوماً في فيلم ما كيف يسترجع البطل ذكرياته؟
كيف تتمثل أمامه بشكلٍ سينمائي!
نعم..فكذلك حصل معي..

منذُ الطفولة ثمّ الشباب..ثمّ...!
ثمّ ماذا؟
ها أنا ألفظ أنفاسي الأخيرة فأي ثمّ تأتي بعد الشباب القاسي؟

لم أحب يوماً من قبل حيوان حتى..
بقيت وحيدة إلىٰ أن أحبني الجماد..
كان لدي خيال واسع أستطيع به أن احقق النجاح الكبير.
لكن لم يشأ أحد الوقوف معي..

أنتي فاشلة لن تحققي شيءٍ.
أنتي غبية وكسولة أبقي في المنزل وحسب.
لا تخرجي لا نريد رؤية أشكالاً مقززة كشكلك..
أنتي حمقاء، لا أعلم كيف أهلك يتحملونك..

في تلك الليلة بكيت..
بكيت إلىٰ جف عرقي..
إلىٰ أن جف لساني وجف جسدي أيضاً.

تحولت لجسد بارد لا روح فيه ولا رائحة..
عقل تجمد..قلب توقف..وجسد تحجر..

لم أحظى يوماً بحياة هنيئة أعيشها..
لم يتبقى لي شخصاً أعيش لأجله ولا حتى لنفسي..
أصبحتُ نسياً منسيا كما رحلت الجميع سابقاً وقد أنمحو من ذاكرتنا..

رأيتُ جسدي مرمي ذات صباح علىٰ  أرجوحتي..
ذبلان..لا حياة فيه..
بعدها سمعت صراخ نساء ورجال بأسمي..
هذهِ عائلتي..

رأيتُهم وهم ينزلون الدرج سريعاً ويركضون ناحية جسدي البارد الذابل..
أمي بكت وصرخت بأسمي حتى بح صوتها..
أبي يخفي دموعه قدر ما أمكن..وأختاي وأخي قد فاض الدمع من عينهم حتى جف الدمع والماء منهم..

هل مت؟
لكنني هنا أمامهم أرى وأسمع كل شيء..
أنحنيت برأسي لجهة اليسار قليلاً وأنا أحدق فيهم..
ما بالهم يبكون وينحبون..أنا هنا لا أزال علىٰ قيد الحياة.

تقدمت لهم وجلست أمام أمي التي تمسك جسدي وتبكي..
همست :" لا تبكي أمي..لا تبكي، ها أنا أمامك أنظري لي.."
لكنها لم تسمع..لم تنظر لي حتّى!
ذهبت لأبي وهمست كذلك بقلب محطم :"أبي..لم أراك يوماً تبكي ماذا حل لك؟..أهدأ يا عزيزي أهدأ.."
لكنه لم يهدأ..وقع أرضاً يبكي وينوح علىّ.. أختاي وأخي أسرعو لوالدي لحمله وجعله يتماسك لكنه إنهار..

حينها وقفت أمامهم جميعاً وصرخت باكية :"لا تبكو!! لم تبكو علىّ يوماً وأنا علىٰ قيد الحياة! لم تهتمو لي يوماً وأنا دائماً مااخبركم بإنني أتوجع أتألم قلبي قد تحطم لكنكم لم تستمعو!! لا تبكو!! فما فائدة البكاء والنحيب علىٰ الذي رحل؟ هل تظنون بإنه سيرجع ببكائكم هذا!  هل تظنون بإنني سأعود إليكم ببكائكم هذا؟! حتّى وإن عدت إليكم فأنتم لن تتغيرو ستبقون تعاملوني بجفاء وقسوة!! ستبقون تائهين عني وأنا أحاول جمعكم!! لا تبكو يا قاسين القلب لا تبكو! "

أنهرت أنا أرضاً أيضاً وبكيت بكاء حتّى الصخر سيرق قلبه لحالي..
بكيت وأنا لا أعلم لما؟ هل أبكي لفقدان نفسي؟
هل أبكي لبكاء أهلي؟ هل أبكي لأنني مت ولم يهتم أحداً لي؟

لا أعلم ولا أريد أن أعلم..فقط دعوني وشأني

السرداب🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن