1

10.3K 156 1
                                    

السابع من اكتوبر / تشرين الاول
اذكر
اذكر هذا التاريخ المشوؤم الذي اكرهه والعنه طوال الوقت
كنت اجلس مع صديقتي ميليسا نشرب القهوة , كنا نتحدث كعادتنا , كنت مشغولة بالحديث مع ميليسا الى ان وقعت عيني عليك عند دخولك الى المقهى , تشتت افكاري وانا انظر اليك متأملة ملابسك السوداء و ساعتك الذهبية , كنت انيقاً و وسيماً لدرجة جميع الفتيات قامن بالنظر اليك , شيئاً ما جذبني نحوك , ربما اضفت لتلك الاناقة طلة رجولية لا اعرف ما هيه

كان دخولك مميزاً جداً كأنك امير دخل الى قصره الملكي , اشرقتني
كالشمس وربما اكثر , سرقت قلبي بخفة سارق محترف , اتيت بقهوة سوداء وجلست بجانب مات وجاك , ظللت اراقبك بخلسة من حين الى آخر وكنت خائفة اهز قدمي بتوتر وصوت خلخالي الفضي يعلو مع كل نظرة اليك , لم ارد ان تعرف بمراقبتي لك وعلى الرغم من حرصي الشديد على هذا فقد انتبهت إليّ ميليسا التي كانت تسترق النظر اليك ايضاً

ميليسا صديقتي وزميلتي في الجامعة وهي ايضاً شريكتي بالسكن , تسكن في نيويورك منذ سنتين لذا فهي تعرفك وتعرف الجميع , اعتقد انها فهمت من
نظراتي اليك فحدثتني عنك ،،
- قالت بتحذير : آريا لا تفكري بهذا الامر ,انسيه .
- قلت لها متعجبة : لماذا ؟
- قالت : هناك الكثير من الاشياء .
- مثل ماذا ؟
- هيا , انتي تعرفين انه لا يناسبكِ , انتما لا تتشبهان ومختلفان جدا .
- قلت لها : لا يهم , انا معجبة به .
- الكثير من الفتيات معجبات به ايضاً , وسيم وحالته جيدة كما انه مجتهد - وذكي للغاية , على كل حال اني احذركِ فقط .
- اوكي , شكرا لكِ .
- هيي انتي , هل تعرفين بأنه مغني ؟
- حقا ؟
- أجل !!
- واو , هذا رائع

انا من بدات معك وياليتني لم افعل , تندمت كثيراً , وياليتني سمعت كلام ميليسا , ظننتها مجرد تريد ان لا افكر بك ولكنها كانت تريد لي الخير فقط ,, الخير فقط ..

فكرت بكل كلمة قالتها لي ميليسا ولكن كل شي تبخر عندما رأيتك تبتسم .. لم اعلم لما ابتسمت لك ايضاً ..ابتسمت وكأنني اعلم انك ابتسمت لي ولكني لا اعلم فقط ابتسمت لأني احتاج الى هذه الابتسامة واخرج كلام ميليسا من
رأسي كأنه مطر نزل من الغيوم ..

توترت كثيراً لانني لا اشبه هؤلاء الفتيات الاجتماعيات ..لن اقول بأن حياتي كانت جميلة وسعيدة بها ولكني سوف اقول الحقيقة وان حياتي كانت بلا شي ،، بلا هدف وكنت حزينة مكتئبة اغلب الوقت مع انه ليس هناك مرض جسدي اشكو منه بل توجد صلة نفسية ارهقتني كثيراً طوال حياتي بسبب الاوضاع الاجتماعية ( العائلية ) التي مررت بها في مرحلتي طفولتي ومراهقتي وقد كانت شديدة جداً في مراهقتي ..لم اقل هذا ابداً لأحد فقط لك وكم آسفت على ذلك تندمت كثيراً لم اظن انك سوف تذكرني بها يوماً ما ،، كنت اتجاوز هذه النفسية بالكتابة مع سماع الموسيقى الاجنبية كم احبها .. مثلي مثل الاخرين ..

تهربت من هذا الموقف فقلت لميليسا دعينا نذهب
ذهبت بدون تفكير ولم اعرف ان كانت ميليسا أتت معي ام لا ،، اكتفيت فقط بالمشي هروباً منك ،، عرفت من اول دخولً لك انك سوف تسبب لي الكثير من المشاكل والحزن وايضاً السعادة ولكني لم اعتقد ان الحزن سيكون اكثر من السعادة المؤقتة التي شعرنا بها طوال فترة علاقتنا فكل شي كان بسيطاً ولم اعلم بأن القدر كان مقدراً لي هكذا وان الامر سوف يتعمق أكثر فأكثر ..

دخلت الى قاعة المحاضرة التي من المقرر ان تبدأ بعد ربع ساعة وفجأة رأيت ميليسا تدخل خلفي ، لم اظن انها اتت ولكنها فعلت .

- قالت لي : لماذا ذهبتي مسرعة وكأنكِ هاربة ؟؟
- لا ، لم اكن مسرعة هكذا انا امشي .
- ولماذا أتيتِ هنا مبكراً ؟
-تعرفين انا لا احب التأخير .
- هل تظنين بأني سوف اصدقكِ ، المحاضرة بعد ربع ساعة فماذا نفعل هنا ، هيا قولي لي ما الامر ؟
- لا شيء ، قلت لكِ .
-حسنا ، سوف اصدقكِ ، ولكن سوف تشرحين لي هذا الموضوع ، اتفقنا ؟!!
- اتفقنا .

آنذاك وليس الآن لحسن حظي لم تنتبه ميليسا وتلح عليه اكثر وتركت الموضوع جانباً لأنها ان عرفت بشيء فسوف تجري لي مقابلة تحقيق وكأنني مذنبة في شيئاً ما او انني في تحقيق فدرالي ، شيئاً من هذا القبيل ...

انتهى اليوم وكل شيء بداخلي يفكر بك وبابتسامتك الجذابة المضيئة كالنجوم في سماء ليلة مظلمة ..

قدري الآخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن