( و بشر الصابرين )

63 4 0
                                    

كانت جمانه فتاة عاقلة اهتمت  بتطوير عقلها قبل وجهها فضلت شراء الكتب على مساحيق التجميل التي تخفي جمالها الحقيقي.. كانت انسانة بحق تدافع وتناظل من اجل حقوقها كامرأه ..كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما.. تملك روح المحبة و التفاؤل و لم تزل الابتسامة من على وجهها الا بعد ما...؟
( جمانة)
كنت ذاهبة الى المستشفى لاطمئن على خالتي التي اصيبت في وعكة صحية ..استقليت سيارة اجرة كانت هنالك شاحنة كبيرة امامنا و فقد السائق السيطرة و اصطدمت بنا..!!بعدها لم اشعر بشيء ..وعندما استيقضت وجدت اهلي مجتمعين حولي لينبؤوني بالصاعقه..! انني اصبحت مشلولة..اصاب الحادث عمودي الفقري مما جعلني مقعدة على ذاك الكرسي..بعدها لم اشعر الا بتلك الدموع وهي تغرق وجنتاي من دون شفقة ..احلامي تبعثرت وتدمرت لم يعد لي عون الجميع سوف يسأم مني ..لم افكر قط ان هنالك امل في مكان ما قد ينجدني كنت عمياء بكم كبير من العمى الروحي ذاك الشيء الذي يدفعك الى التبلد  ..كنت امتلك احلام كثيرة لكن احب تسميتها بالاهداف ..لان الحلم الحقيقي هو هدف يتلو صلواته الاخيرة ..امضيت عدة ايام و انا في تلك المستشفى و في يوم  الخروج من المستشفى باتجاهي الى المنزل الى الحياة التعيسة التي سوف اعيشها ..لم تتوقف الدموع عن اغراق وجنتاي وتعذيبهما ..عدت الى المنزل و انا مطأطأة الرأس من نظرات الشفقة التي تحيط بي من كل جانب ..و ها قد حل المساء و انا جالسة في تلك الغرفة عدت استرجع ذكرياتي ..قبل عدة اسابيع كانت صديقتي تبكي  وتندب حظها لان لوحتها لم تقبل في معرض الرسم اذكر عندما قلت لها ..ان الفشل هو اول انطلاق الى النجاح هو الذي يدفعنا للمضي اكثر لو استسلمتي لفشلك اول مرة اذن انتِ انسانة لا تستطيع تحمل مسؤولية الاهداف و لا تستطيع تغيير العالم هيا قفي و اخبري العالم اجمع انك تستطيعين النجاح بقوة !...رحت اردد الكلام اكثر من مره و كأنني اخاطب نفسي كنت اريد ان اصفع نفسي على الفشل الذي كنت به و على هذا الكم من الاحباط الذي اقحمت نفسي به ..ثم رحتُ اضحك و اردد في داخلي حتى لو اصبحتُ معاقة حتى لو نظراتهم اصبحت تلتهمني ..سوف اكمل حتى لو لم استطع النهوض في الحقيقه و السير بعد الان لكن سوف انهض من داخلي فالاعاقة هي اعاقة العقل و ليس الجسد  و انا لست معاقة ذهنيا انا استطيع ذلك لأنني اريد ذلك ..ثم حركت ذاك الكرسي و ذهبت الى والداي و قلت لهم باسمة
_متى ابدأ بالعلاج الطبيعي ؟
رأيت علامات الدهشة على وجوههم و الفرح لأنني كنت رافضة للعلاج شعرت بالأمل يتجدد داخلي و اخبروني ان العلاج الطبيعي سوف يبدأ الاسبوع القادم ..عدت الى غرفتي و اخذت قلما و ورقه ثم بدأت بالكتابة.. كعاصفة ثلجية تتجمد روحي
تتبعثر مقلتا عيني هنا و هناك ...ابحث وابحث لكن لا جدوى ثم خطرت فكرة ذهبية في ذهني اغمضت عيناي ..ثم تذكرت من ينجدني دائما
من يحتويني كطفلة صغيره و يظفر لي ضفائري الذهبية رغم بعدي القديم عنه لكن الان اشعر بارتباط روحي مع خالقي ..انتهيت من الكتابة و فتحت القران على اي صفحة كانت اول اية قرأتها (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) كان شعور لا يوصف كانت احدى رسائل الله لي ..في هذه الفترة كنت في المرحلة الاخيرة من الثانوية و الجميع يعلم صعوبتها الكبرى كنت امارس العلاج الطبيعي و ادرس بشدة كنت استطيع تأجيل السنة و الاكمال في السنة القادمه لكن لم ارد ان يعيقني المرض عن فعل شيء و عن تحقيق حلمي في كلية طب الاسنان ..بعد مرور شهر و في عطلة المراجعه اصبحت قادرة على المشي بشكل بطيء أي الوقوف على قدماي كانت الفرحة تغمرني و الحماس يندفع بكامل جسدي للمثابرة اكثر كانت قوتي كبيرة لتحقيق ما احلم به ..انتهت عطلة المراجعه و انا بكامل تعبي و بدأت الامتحانات انقطعت عن الذهاب للمستشفى في هذه الفترة بسبب عدم توفر الوقت الكافي كنت احاول المشي عشرة دقائق في اليوم حتى استطعت الذهاب للامتحانات من دون الكرسي و كان اخر امتحان ..في العطلة التي بعد الامتحانات تم نشر مقالاتي في الصحيفة كنت اشعر بالسعادة لتحقيقي احلامي واحد تلو الاخر بهذه السرعة ..و جاء يوم النتائج و فعلا ..!!قد نجحت بمعدل يؤهلني لدخول كلية طب الاسنان ..قصتي بسيطه لكن معاناتي كانت اصعب لم استنزف دمعه واحده بعد ذلك اليوم كانت احدى رسائل ربي لي التي دفعتني للعيش ..كونوا على ثقة بأن الاحلام هو الشيء الذي يدفعنا للعيش هو السبب الوحيد لأستمرارنا مهما كان حلمك فقط اعمل على تحقيقه بنفسك انت وليس بمساعدة احد لأن "ما نصنعه بأنفسنا هو ما يصنعنا .."
للكاتبة:سما علي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 15, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

( و بشر الصابرين ) 🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن