الفصل السابع

98 4 0
                                    

الفصل السابع

"حمام الثلاثاء"

طرقت بعض من نساء الحارة وبصحبتهن أم أحمد الدلالة بيت وجدان فتحت لهن الباب فأطلقن زغريط عالية ودخلن دون استئذان وقفت على باب الشقة تطالعهن وقد دخلن ويغنين ويزغرطن لتقترب منها أم أحمد هيا يا عروس أرتدى عبائتك لنذهب

طالعتها وجدان بتعجب : نذهب ؟إلى أين نذهب؟

فتعالت ضحكات النساء :ههههههههههه إلى الحمام يا عروس فالليلة حنتك وغداً العرس .

لم تفهم من كلمة تجهيزك شيئاً فهى بالفعل لاتدرى معنى كلمة تجهيز العروس. ارتدت عبائتها السوداء وخرجت معهن

طيلة الطريق للحمام الشعبى باخر الحارة كانت النساء تطلقن الزغاريط والأغانى الشعبية احتفائاً بالعروس أو بالأحرى خوفاً من الفتوة فبالنسبة لهن زوجة الفتوة لها احترامها كالفتوة تماماً

لأول مرة تخطو قدمها داخل ذلك المكان المسمى "حمام النساء الشعبى"

جالت المكان بعينها نساء تتلحفن بالمناشفن وبأقدامهن القباقيب منهن المغمورة داخل المغطس وسحب الخار تكسوها ومنهن المستلقة وأخرى تقوم بتكييس جسدها ...وأخرى تفرك قدميها بحجرٍ أسود يابس ....... تقدمت أم أحمد الدلالة تعرفنى على صاحبة الحمام قائلة: تلك عروستنا عروس المعلم حسونة "اهتمى بيها جيداً وإلا نالك غضب حسونة وأطلقت قهقاتها وسط تعجبى من كلماتها وتبعتها النساء تقهقهن .

اقتربت السيدة الضخمة منها قائلة هيا عروستنا ادلفى تلك الغرفة وأبدلى ملابسى وعودى لهنا سننتظرك لتجهيزك فطالعتها باستفهام: كيف ستجهزينى لا أفهم ؟

فاقتربت من وجدان وهمست لها بكيفية تجهيز العروس لعريسها ولحياتها الجديدة فسيطر القلق عليهاولم تعلق

فاشارت لها على غرفة صغيرة دلفتها وبيدها منشفة كبيرة أعطتها السيدة لها

توقفت بوسط الغرفة لا تدرى كيف لها أن تلف تلك المنشفة حول جسدها وتخرج عليهن فخلجها كان مسيطراً وبقوة

بعد تردد كبير أبدلت ثيابها ولففت المنشفة حول جسدها وخرجت عليهن

لتطلقن النساء زغاريطهن ثانية وأغانيهن الشعبية يرددنها بفرحة

اقتربت السيدة قائلة من وجدان وهى تلوك بقطعة شمع تفرد وتقعص بها : ابسطى ذراعك يا جميلة

بعد ألام تجربتى الأولى مع ذلك الشمع الساخن اقتربت سيدة أخرى تكيس جسدى وأخرى تفرك قدمى وهكذا

قضينا أغلب اليوم في ذلك الحمام الشعبى

خرجنا مساءً وكأنى امرأة أخرى غير تلك التى دخلت الحمام صباحاً

............................................

كانت نساء الحارة قد جهزن حفلة حناء شعبية بشقة حسونة لوجدان بناء على أوامر حسونة وتطوع من النساء

بعد أن فرشنها باثاث جديد اشتراه حسونة

ارتدت وجدان فستان باللون النبيذى يكشف عن ذراعيها ويضيق حتى خصرها

طوقتها فتيات الحارة تتمايلن برقصاتهن والأغانى الصادرة من النساء تصدح في جنبات المكان

نساء بسيطات ولكن للفرح مستعدات

كانت وجدان كفراشة تحلق لم تعى يوماً أن تبتسم لها الحياة بهذا الشكل ويكن جزاة معاناتها السابقة زوج وبيت يأويها أسرة على وشك التكوين

بنت أحلامها بأبناء تنجبهن تعلمهن تعوضهن ما حُرمت هى منه واولها التعليم وحق الحياة

اقتربت منها احدى النساء وبسطت كف وجدان واضعة به خليط الحناء قائلة : جعل الله ايامك كلها فرح أغمضى كفك فوق الحناء حتى تحمر وتلون أيامك القادمة

ابتسمت بسعادة وهى تغلق كفها المرسوم بالحناء الحمراء متمنية من الله أن يلون الله أيامها ويغدو حزنها فرحاً قريباً.

......................................................

amilʘ

وجدانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن