الفصل الأول

304 0 0
                                    

(يارب يارب ساعدني انا تعبت ومبقتش قادرة والحِمل عمالو بيزيد عليا،بابا تعبان ، وأدويته غالية اوى ،ولازم يعمل العملية،وماما اللى مش طايقانى من بعدما مات أحمد كأنها بتحملني مسؤولية موته ،ولا مريم اللى محتاجة فلوس لمدرستها عشان تكمل تعليمها..
آه آه يا أحمد سبتني ورحت ليه.. ليه.. من بعدك بيتنا اتدمر وبابا مرض والبيت بقي بدونك خرابة وانا سبتني وخدت روحى معاك.. الله يرحمك يا حبيبي..بس أنا إشتقت لك اوى) ،ونزلت دمعة على وجنتها لتحرقها ،وكأنها تجسد آلام قلبها المتألم..
ساعدنى يارب ساعدني الاقي شغل..

-(حنين...يا حنين)!!
حنين من الداخل: أيوه يا ماما جاية!!

انتهت حنين من دعائها اليومى وخرجت لترى والدتها فوجدتها جالسة على سريرها محتضنة صورة لشاب يبدو فى مقتبل عمره جميل الملامح ويشبه حنين بدرجة كبيرة .
حنين: أيوه يا ماما!
أخفت الأم الصورة بجانب وسادتها وقالت

هدى(الام): انتى لسا هنا فى البيت انزلى دورى علي شغل اعملى اية حاجة.. أبوكى علاجه خلص ومحتاج علاج جديد ضرورى وانتى ولا الهوى واختك مدرستها بعد أسبوعين حندفعلها إزاى؟!

حنين بتعب: يعنى يا ماما اعمل ايه اكتر من كدا مانتى بتشوفينى بنزل كل يوم ومبلاقيش شغل وانتى حتى مش بتشجعينى بالعكس بتحبطينى بكلامك انى مش هلاقى امال بتخلينى أنزل ادور على شغل ليه؟!

هدى بحده: هو انتى هتعلمينى إزاى أتكلم.. مش كفاية المصاريف اللى اتدفعت على تعليم حضرتك ..دا حتى أبوكى تعب بسببك ..ضحى بصحته عشان يعلمك بس ياخسارة طلعتى متستحقيش التضحية دى!!

حنين بدموع : ليه ليه انا عملت ايه لكل ده..صحيح انتوا علمتونى واتخرجت بس مش لاقيه شغل هوا انا كنت لقيت وقلت لا..حتى انتى من ساعة ما مات أحمد وانتى بتعاملينى كانى مش بنتك ليه ليه يا ماما؟!

تقطع قلب هدى لرؤية ابنتها بهذا الشكل لكنها أخفت حزنها بمهارة وقالت بحدة أكبر جعلت حنين ترتجف: متجبيش سيرة أحمد على لسانك وما تساليش ليه لأنك عارفة ليه ..بسببك ابنى مات ومعدش هيرجع من تانى وليه؟؟ عشان يحميكى انتى...ايوة انتى السبب ؟!

حنين بصراخ هستيري: مهو انا كمان أخته ليه مش حاسة فيا ده مات قدام عنيا واتكسرت بعد ما مات ..بس اعمل ايه اذا كان نصيبوا كده هو يموت وانا أبقى عايشة ياريتنى كنت بداله كنت ريحتكوا منى..

قالت كلماتهاوذهبت مسرعة الى غرفتها لتغلق على نفسها الباب وتستند بظهرها عليه ثم تحولت دموعها الى شهقات متألمة لتحاول ضبط تنفسها كى لا تختنق كعادتها حتى سقطت على أرضية الغرفة ثم ضمت أرجلها إلى صدرها حتى غفت بمكانها..
*****************************

على جانب اخر"
فى فيلا فخمة حديثة الطراز يجلس شاب فى أواخر العشرينات من عمره خلف مكتبه بحلته الفخمة وهيئته الرجولية ذو عينان واسعتان سوداويتان ورموشه الكثيفه ببشرته السمراء وشفتاه القاسية وشعره الأسود الناعم..يوقع بعض الأوراق الخاصة بالعمل ليسمع طرقات متتالية شكلت الإزعاج الواضح على وجهه ليقول بصوت جدى: اتفضل يا خليل..من غير إزعاج!!

ليدخل شاب بملامح أجنبية بعينين زرقاء وشعر أشقر ،وبشرة برونزية من أشعة الشمس.. ليصافح صديقه ويقول
هو: انتا لسا هنا يا وليد ايه مش جاى؟!

ليقف وليد بجانبه ويبادله السلام حتى بان فرق الطول بينهما ف وليد أطول وأعرض جسمانا.. ويمتلك بنية قويه فقد فاز فى عدة بطولات للملاكمة..كما أنه دائما يحافظ على جسده..
خليل: بجد مش هتيجى معايا دانا محضرلك مفاجأة هتعجبك اوى.. وغمز لوليد بعث..

ليقهقه وليد ويبادل صديقه العبث بقوله: مانتا كل مرة بتقول غير غير ،وكانوا كلهم زى بعض!!

خليل بجدية: صدقني المرادى صحيح هتعجبك اوى ها قلت ايه؟؟ وأكمل :بص لو معجبتكاش اعمل اللى انتا عاوزه فيا حتى لو هترفدنى!!

وليد ضاحكا: ماشي وانا قبلت بس انتا قلت كلمتك هاعمل اللى انا عاوزه!!

خليل ضاحكا بعبث: ماشي وانا موافق يالا بينا!!

وليد: يلا يا روح امك!!
لينطلقا إلى وجهتهما...حيث النادى الليلى.

**************************

استيقظت حنين بعد العصر وقامت لتتوضأ وتؤدي فريضتها حتى إذا انتهت أخذت تدعى لأخيها بالرحمة وبأن يُدلها الله على طريق الصواب ..قاطعها رنين هاتفها فاتجهت إليه وأخذت تنظر لإسم المتصل بابتسامة .. فتحت الخط وقالت
حنين: سهير؟!

سهير: حنين حبيبتى وحشتينى اوى اخبارك ايه؟!

حنين: كويسة الحمدالله انتى اخبارك ايه؟

سهير: أنا تمام بس عن قريب هتسمعى مقتل مدير الاعمال خليل عاصم بركات!!

حنين بضحك: ليه يابنتى هو عملك حاجة؟!

سهير بحده: ليه هو يستجرى يعمل حاجة ..بس انا زهقت منه أصله بتاع نسوان وكدا ،وبعدين مش بتاع شغل!!

صمتت حنين قليلاً حتى قالت: سهير انا محتاجة اتكلم معاكى ضرورى انتى فاضية دلوقتى؟!

سهير بحب: طبعا.. ولو لأ ..دانا افضيلك نفسي ..ايه رأيك نتقابل عند.......؟!

حنين: حبيبتى يا سهير خلاص كدا كويس بس انا هاعمل زيارة لبابا فى المستشفى واطمن عليه أوكى؟!.
سهير: أوكى احنون مستنياكى!!

إرتدت حنين فستان أزرق فاتح بأكمام طويلة ،ومحجاب مناسب ،وأخذت حقيبتها ،وذهبت للمشفى بعد إذن والدتها وسماعها كلمات تصيبها فى مقتل كالعادة .. اطمئنت علي والدها واخبرها طبيبه بضرورة شراء العلاج حتى لا يتضاعف مرضه!!
خرجت من المشفى مخنوقة لا تعرف بما يجب عليها فعله ،ولكنها أخذت قرارا فى نفسها وعزمت على تنفيذه متوجهة لمقابلة صديقتها سهير..
...........................................يتبع

رأيكم يهمني 😉😉

تضحية لا تستحقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن