•15 فبراير 1800 م•في ليلةٍ سطعَ فيها القمرُ بدراً و توسطَ كبد السماء، المزدانة بالنجوم المتلألأة التي احتضنتها الغيوم.
كانَ يجلسُ على الارض الباردة مستنداً بظهره على احدى الاشجار. تتراقَص بجانبهِ شُعلةٌ من النار، اشعلها كي تُدفء صدرهُ الذي تجمد من نسماتِ الهواء الباردة التي غلَّفت الطقس حوله.
يحملُ بين كفيهِ كتاباً كبيراً كان قد انغمسَّ في قراءته، و بين تارةٍ و اخرى كان يرتشِف من كوب الشاي الساخن ليُدفء حلقهُ.| قبل مائةِ عام و في بلادِ (توسمان القديمة) بلدُ السلامِ كما عُرف عنها، شُنَّت حربٌ اهلية من ابشع حروب العالَمِ آن ذاك. حربٌ خلَّفت الدمار و اشعلَّت النيران. نتَج عن هذهِ الحربُ انقسام البلاد لشقين، قطبان لا يلتقيانِ ابداً. بلدٌ في الشرقِ اسمهُ (تيجلت) و تعني المُبارزة، نظراً لبسالةِ ابناء شعبهِ الذين اتقنوا فنَّ المُبارزةِ بالسيوف. و بلدٌ في الغربِ اسمه (تاكالت) و تعني القوة العسكرية، نسبةً لحُكم البلاد العسكري و القوي عسكرياً. كانَت ( تاكالت) بلداً من ابشع البلاد، بلداً لا يعرفُ للرحمةِ معنى. الظلمُ و الفساد كانا عنوانهُ، افرادُ شعبِ (تاكالت) هُم السبب الرئيسي في قيام الحرب. كانوا يرون انفسهم اصحاب عرقٍ رفيع و السكان الاصليين لـ(توسمان القديمة) و انهم احق الناسِ بأرضهم، على عكسِ اهل الشرق سُكان (تيجلت) حالياً، التي كانَت تتنوع اعراقهم و اصولهم. اقاموا الحرب و انتصرت (تاكالت) لبسالةِ جنودها و قوة جيشها و اسلحتها المنيعة الحديثة، اما عن (تيجلت) فقد صمدوا امام العدو بكل نُبلٍ و شهامة، منهم من مات بشرفٍ و هو يحمي شرف نساء بلده، و منهم من لم ترحمهُ ( تاكالت) و اعتقلتهُ، هتكوا اعراضهُم و قتلوا اطفالهم تحت رايةِ تحقيق السلام الزائفة. اقاموا الاسوار بينهُم و بين (تيجلت) التي انتشرَ بها الفقرُ و المرض، و انتشر المال و الترفُ بـ(تاكالت). ينامُ الناسُ بـ( تيجلت) جوعى و مرضى بينما ينامُ اهلُ (تاكالت) بين الاموال و الحاشية. من سيضع نهاية لهذا الظُلم البين؟ من سيضع حداً لهذا الفساد الذي غفلَ عنهُ كثيرون؟ من... |
اغلقَ الكتابَ بعُنف دونَ ان يُكمل قراءته، و القاهُ جانباً، و قالَ حانقاً
"ما هذا الهُراء بحقِ السماء؟"
التفت لهُ زميلهُ و اشاحَ نظرهُ نحو الكتاب و اشارَ قائلاً :
"ماذا كُنت تقرأ زين؟"
اجابَ ساخراً
" هُراء كُنتُ اقرأ هُراء، هذا الكاتِب يستحق الاعدام"
استقامَ زميلهُ من جلستهِ و اتجه نحو الكتاب، و سحبهُ من الارض و قرأَ العُنوان :" توسمان القديمة من حقل زهور الى رماد للكاتب چايكوب ستين"
ابتسَم ساخراً ثُمَّ القاهُ مُجددا و عادَ يجلسُ مكانهُ و اردف:
"لقد قرأتُ هذا الكتابَ منذُ فترة، كُل ما ذُكَرَ في الكتاب هو الحقيقةُ بعينها"
اتسعَت عينا الاخرَ في ذهول، و حرَّكَ رأسهُ يُمنى و يسرى، لقد تشوش عقلهُ، رمَشَ عدةَ مراتٍ ثُمَّ نطق:
أنت تقرأ
بين ثنايا الظلام||Z.M (One Shot)
Fanfiction|ون شوت| كانَت امرأة، امرأة يافعة ريفية بسيطة، عقلها يزِن عقول الرجالِ اجمع. امرأة لاجلها تحركَ جيشٌ بأكمله. فالظُلمُّ لن يدومَ طويلاً، و الحقُ ظاهرٌ مهما طالَ الزمان. و من بينِ ثنايا الظلام، سيولدُ فجرٌ جديد. القصة كلها من خيالي الزمن و المكان و ال...