البصرة /\5/

87 10 4
                                    

(وصلت بيت عمي وجلست بهدوء معزولة عن البقية

ابنة عمي: سارة تعالي سيأتي العريس بعد قليل الن تحضري نفسكِ ؟"
نظرت لها لابتسم باصطناع :
-اسفة لن اذهب اشعر ببعض الغثيان"
جلست قربي وامسكت يدي وهي تحدق بعيني
-هل انتِ بخير هل احضر لكِ الدواء ؟"
نفيت بهزة رأس
-اذهبي سأرتاح ثم اتبعكم"
لوت شفتها ثم وقفت واكملت التصفيق
انا جالسة على كرسي  اشاهد كيف النساء تقف حول العروس وتصفق وترقص
انا مثل الذي غرق بالبحر لا اسمع شيء من هذا اسمع فقط صوت صريخ الاطفال في حلمي
شردت وانا احدق بهم حتى شعرت بامي تناديني
-هيا البسي عبائتكِ لنذهب ها قد جاء العريس"
نظرت لها لاقول
-لا امي اريد ان ابقى بالمنزل مع ابي"
-ابيكِ سيذهب ايضاً , هيا هيا قومي قفي"
وقفت وارتديت عبائتي بهدوء
بعدما جاء العريس اخذ بيد الاء ثم صعدو سيارتهم وتبعتهم بقية السيارات
ركبت مع امي وزهرة اختي
شاردة في كل تلك الاشجار والنخيل الذي يحد الطريق
شط العرب ممتد على الافق
وهو اسود كسواد السماء
التوينا فور وصولنا للشارع الرئيسي في التنومة واتجهنا نحو طريق الشلامجة
الاطفال ينظرون بأعجاب كونه عرس والكل يصفق ويطلق الاهازيج
ليتني لم انم فقد نغص علي العرس
وصلنا بيت العريس فاستقبلنا جيرانه وعائلته واقربائه واصدقائه دخلنا
وبعد مدة ليست بقصيرة ارادو وضع الطعام فرحتُ معهم اساعد
اخذت بعض الصحون المليئة بالارز وفوقها رغيف خبز وخرجت لأعطيها لأحدهم
اقترب شاب بنفس عمري تقريباً واخذها
-أهناك شيء ضيعته في وجهي؟
قلتها بأنزعاج بعدما لاحظت تحديقه بوجهي فاستدرك قائلاً
- هذه اول مرك اراكِ ،انتِ من عائلة العروس
-نعم
لم اكمل حتى نادتني احدى النسوك فتركته وذهبت مكملة عملي حتى انتهينا وعدنا بحدود التاسعة

غيرت ثيابي بسرعة والوقت متأخر انها العاشرة
كيف سأستيقظ غداً؟

حتـى نمت ولكن هذه المرة لم ارى شيء مزعج البتة
……
ها هي اصوات الديكة تنطلق مباشرةً بطلوع فجر جديد
اليوم السبت
الشمس رمت خيوط اشعتها بتمرد لكي نستيقظ
ها هي ثواني حتى سمعت صوت باب غرفتنا يدق
-هيا استيقضوا لديكم مدرسة اليوم"
بدأت استيقظ وافتح عيناي لارى امي
فتحت فمي لاقول
-صباح الخير امي"
-صباح النور هيا قومي"
جلست وانا اتثائب وفمي كاد ان يشق من النعاس
-هيا زهرة ياسمين نرجس استيقظوا"
اسمع صوت امي وهي توقظ اخواتي
وقفت لاخرج ملابسي المدرسة ووضعتها على الارض
-صباح الخير"
نظرت لنرجس الصغيرة
-صباح النور نرجوسي"
ذهبت وهي تفرك عيونها وبعدها ياسمين بسرعة
اقتربت من زهرة اختي ثم قرصت خدها بقوة لتصرخ
-تباً لكِ"
ضحكت انا بدوري لاقول
-تباً لي عندما تفوتكِ المدرسة"
نظرت لي ببرائة
-خمس دقائق فقط"
وقفت لاتركها نائمة واتجه نحو الحمام لكي اغسل وجهي
امي وابي جالسان على السفرة
يتحدثان مع بعضهما والراديو يعلو صوته بالمنزل مع رائحة الطعام الطازج
ابتسمت لاقول
-صباح الخير"
انتبها لي وقاطعت كلامهما كما يبدو
-صباح النور ابنتي"
قال ابي بصوت بشوش
اتجهت نحو الحمام مكملة طريقي
فتحت الباب لأجد نرجس وياسمين تحاولان الوصول للمنشفة
سألت
-ماذا يحدث معكم"
نرجس لم تتحدث بالعكس اكملت بثقة تحاول الوصول له
بينما ياسمين اكملت
-اريد الوصول للمنشفة"
اقتربت لاعطيهما المنشفة وبان على ملامح نرجس الغضب وعدم الرضا
جلست امامها لاقول سألة
-ما خطبكِ نرجس هل ازعجتكِ ؟"
امسكت ثوبها لتقول مجيبة
-انا اريد ان اعتمد على نفسي اصبحتُ كبيرة"
ابتسمت بقوة لاحبس ضحكتي
-هه عادي خذيها , انا احياناً اريد ان اعود صغيرة مثلكِ لذا لا تستعجلي على الكبر"
نشفت وجهها بيدي انا اضحك
ابعدت يدي وقالت
-انا اريد ان اصبح مثلكِ فتاة قوية تعتمد على نفسها"
ابتسمت لاتكتف
-حسناً انتِ قوية كفاية لكي تصبحي مثلي"
قالت بحماس
-اذا استطيع ان اصل للخامس اعدادي ؟"
-نعم"
ابتسمت نرجس لياسمين وقالت
-حسناً , لنذهب لكي نأكل ونصبح قويات"
ياسمين
-حسناً"
انطلقتا بسعادة نحو امي وابي لكي يتناولا الطعام
غسلت وجهي ثم تبعتهما بسرعة
جلست معهم وابتسامة تعلو وجهي
بدأت اضع الحليب لي و لاختاي واخذت بعض الخبز الحار وغمسته بالجبن
وبدأت اتحدث مع امي
-اين يوسف"
-أنه نائم للان كـ زهرة"
-انهما لا يشبعان من النوم هههه"
-نعم"
قال ابي مقاطع لحديثي
-اذهبي وايقظيه الشاب يجب ان لا ينام لهذا الوقت"
هزت امي رأسها ايجابياً وذهبت لكي توقظ يوسف
بعد انتهى الافطار وذهبنا لكي نغير ثيابنا
بدأت ابحث عن عطري
-اين عطري زهرة ؟"
-لا اعلم"
-تباً لقد وضعته هنا امس من وضع يده على اغراضي"
-لتكن ياسمين او نرجس"
-تباً لهما"
خرجت من الغرفة متجهة نحو غرفة امي وأبي
فتحت الباب وانا اقول
-امي اعيريني عطركِ فعطري ضاع"
التفتت امي لي وكانت تحمل ملابس ابي بيدها
ابتسمت لي وقالت
-خذيه"

سارة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن