/\9/\يوم واحد

46 10 1
                                    

[(مرحباً لكل من يقرأ الرسالة من عائلتي , انا حقاً سعيد الان لأني قرب الله 'حسناً انا اكتب هذه الرسالة في 6/1/1982 اجلس في المخدع الذي يتبع الحرب والحكومة العراقية، لن تصدقوا ، انني اجلس مع ياسمين و نرجس الان انهن يلعبن بسلاحي امامي وانا اضحك معهن , لدي شعور قوي أني سأكون قرب ربي بعد فترة وجيزة لهذا اريد ان اكتب هذا لكم يا عائلتي العزيزة , في الحقيقة لم ارد يوماً ان يحدث ما نحن فيه الان ولكن الله اعلم لما يحدث هذا معنا اعتقد انه اختبار من الله واتمنى اني نجحت فيه واتمنى ايضاً انكم ستنجحون فيه فلا تجزعوا على موتي ارجوكم فقط صلوا لي ان اكون مع ربي , حسناً رغم اني رأيت انواع واشكال من الموت ولكن قدمي لا زالت ثابتة , رغم اصدقائي الذين كرهووا حياتهم الذين يشكون الي ويسألون لما انا سعيد بالموت ورؤية الموت ولكن انا راضي فقط بحكم ربي علي لا استطيع تجميع كلماتي لوصف لهذا الموقف الان , حسناً يجب ان اذهب جاء العدو وبدأ القصف , كونو بخير لاجلي , احبكم وتحياتي)
تسابقت دموعي وتشابكت افكاري كيف سأقول كل هذا لهم ولكن سيعلمون عاجلاً ام اجلاً , ولكني خائفة من العواقب
خرجت من الحمام بعد طرق زهرة له
-هل انتِ بخير لكِ نصف ساعة بالحمام ؟"
نظرت لها بعيون حمراء ويأس
-اه نعم بخير فقط ……"
قاطعتني بلمس بشرتي والهمس قرب وجههي
-سارة ؟ , اكنتِ تبكين ؟"
نظرت لها واردت ان ابكي واحتضنها ولكن تماسكت مشاعري بقوة وقلت
-لا دخل الشامبو في عيني فقط"
-آه حسناً"
عبرت قربها ولكني انظر لها بخوف ولاحظت نظرتها الشاكة بي ولكني هربت بكل الاحوال من هذا الموقف
دخلت غرفتي واتجهت نحو النافذة ونظرت لقبة الامامين وناجيتهما بأن املك القوة لكي اخبر عائلتي بالخبر وعدم حدوث اي شيء لهم
نظرت لغروب الشمس خلف قبتيهما وارتحت قليلاً رغم دموعي التي تأبى التوقف اغمضت عيني وحاولت الابتسام ولكن تهرب القوة مني
-اخبريني الحقيقية ما خطبكِ سارة ؟"
التفتت من الصدمة ونسيت مسح دموعي وقلت بأرتباك
-ا …ز…زهرة ؟!"
كتفت يداها لصدرها وقالت وهي ترفع حاجبها
-اخبريني الحقيقة ماذا حدث او ماذا يحدث سارة انا اختكِ"
مسحت دموعي بسرعة وابتسمت بتكلف
-لا شيء"
اقتربت مني بسرعة واحتضنتني بقوة وقالت هامسةً في أذني
-انا اختكِ وكل شيء يؤذيكِ يؤذيني لا تنسي هذا"
بادلتها الحضن وانهرت باكية في حضنها وبدأت هي الاخرى تبكي معي لـ لا سبب فقط اعتقد انها تذكرت ياسمين ونرجس وهي تشتاق لـ يوسف على الاغلب
-أنا لا اقوى على القول فلقد كان الخبر قوي علي فكيف سيكون عليكم , امي على الاغلب سيرتفع ضغطها  وتموت لا لم اعد اتحمل فقدان فرد جديد من عائلتي اعتقد اني سأموت اذا حدث شيء لأحدكم يكفي يا اللهي لقد تعبت من كل هذا ……اعلم جيداً انه طلب مني عدم الجزع على موته ولكن لا اقدر انه طلب فوق استطاعتي زهرة"
-عن من تتحدثين ؟"
-عن ………… عن اخيكِ يوسف"
ابتسمت زهرة لي وقالت بحنان
-اذاً لم يفي بوعده الغبي اليس كذلك ؟"
تعجبت من موقفها واكملت
-ذهب بدون عودة اذاً اعلم ذهب ليرتاح هو اخبرني قال لي يوم رحيله في ليلتها عندما كنتُ اصلي وضع رأسه في حضني وقال «زهرة اذاً متت لا تبكي ارجوكِ» فاجبته
-كيف استطيع »
-لا اعلم انا لست حزين لأن سأذهب لهناك لكي ارتاح من هذه الحياة فهي لن ترحم لهذا افضل الموت الان على رؤيتكم تموتون امامي»
-ماذا عن شعورنا نحن يوسف ؟»
-لا اعلم »
ضحكت انا واردفت «انت حقير يوسف لأنك لن ترى امي وهي تنهار لخبر موتك»"
-كيف سننقل الخبر لأمي ؟"
-لا اعلم"
-حسناً اتركيها لغداً لننم ألان"
وقفت لكي اضع فراشي وانا ابكي على يوسف ولم تتوقف عيناي ابداً
وضعت رأسي على الوسادة قرب زهرة ونحن ننظر للسقف ونتأمل
-ماذا تضنين القادم ؟"
-الموت"
نظرت لها وسألت
-لماذا ؟"
-دعيني أنم لدي غداً اختبار مهم"
-حسناً"
طالعت بها قليلاً كيف نامت ثم غفوت بعدها
وبعد قليل استيقظت  مفزوعة من نومي ونظرت حولي ووجدت نفسي مليئة بالعرق رغم برودة الجو
وقفت لأذهب للحمام واغسل وجهي بماء فاتر
خرجت منه وجلست في الصالة واتنفس وانظر للسقف بشرود غبي
-ماذا تفعلين هنا سارة اليس لديكِ امتحان غداً ؟"
نظرت لتلتقي عيني بعين ابي لاسرع بأنزال بصري للارض
-لا شيء استيقظت لأني افكر بالامتحان"
جلس ابي قربي ووضع رأسي في حضنه بين تعجبي من الموقف
-لا بأس الامتحان المدرسي سهل جداً أذاكرتي جيداً"
قلت بصوت منخفض
-نعم"
سحب شعري الاسود من على عيني ونظر فيهما تماماً
-ما الخطب عزيزتي ؟"
نظرت له ثم غيرت نظري وقلت
-لا لماذا ؟"
-لأنكِ تبدين متوترة منذ العصر"
-ابي ………انا !"
-انتِ ماذا ؟"
اعتدلت بجلستي واخرجت رسالة يوسف من جيبي واعطيتها له وقلت
-اليوم اخت علي اعطتني هذا من السطح وقالت عن لسان اخيها ان , ان … يوسف استشهد"
بدت علامات الصدمة على ابي ولكنها قليلة جداً فتسإلت عن هذا
تجمعت الدموع في عيني ابي وسال عن الرسالة فأجبت
-هذه رسالة في يوم موته"
فتح ابي الرسالة بشغف لـيقرأ وينهار بالبكاء بصمت ولكن على اثر هذا امي استيقظت وعلمت بالخبر ولكن الحمد لله لم تصب بأي شيء عدا البكاء بحرقة واسيقظت زهرة وبكت قرب الباب هي الاخرى
ولكني ارتحت لانزياح حمل عبئ الخبر هذا عن كاهلي
ولم ننم تلك الليلة ابداً قضيناها بالبكاء الذي لا يجدي بشيء ]
قالت ياسمين اخر الكلمات وقالت بينما تضع رأسها على المنضدة
-اه يا رأسي يكفيني فأنا بكيت معهم"
حسين
-رائع انها حقاً رائعة بمعنى الكلمة"
سعيد
-ههه لقد جاء الطعام"
-حسناً سنكمل في ما بعد"
قالها حسين لتبدأ ياسمين بالاكل
وهي تقول
-كم المعكرونة لذيذة احب هذا"
ضحك الاثنين عليها وقالا
-نعم الصلصلة تضيف طعم لذيذ" واتجهوا للنوم بعد الاكل وبعض المقبلات وحديث ساخر وشجارات ومناقشات دامت ثلاث ساعات
دخل الاثنين لغرفتهما وخلعا ثيابهما وبدأ بتغييرها لثياب مريحة وجلس حسين على سريره وقال بتعب
-كان اليوم مليئ بالجديد"
نظر له سعيد وهو يخلع تيشيرته
-نعم توقعت الاسوء ولكن جيد وجدنا الكثير"
اراد حسين التلكم ولكن قاطعه صوت رنين هاتف
-اهو هاتفك حسين ؟"
بدأ حسين يبحث في سترته ووجد هاتفه وقال وهو يشير للهاتف
-لا انه هاتفك"
-تباً"
فرك سعيد شعره وبدأ يبحث هنا وهناك ويلعن المتصل حتى وجده بعد عدة رنات
التقطه بسرعة ليرى من المتصل وفتح الهاتف بحرج
-اهلاً"
نظر حسين لسعيد الذي ابعد الهاتف عن اذنه واغلق عينه اليمنى وبدأ بالضحك فهو ادرك انها من خطيبته
-اقسم لكِ شهد انا في البصرة ولكني لم اجد وقت لكي اتصل بكِ واخبركِ"
-اتتحدث الحقيقة ؟, ولكن لما اخذت خطيب ياسمين ولم تأخذني انا ؟ "
-اقسم لكِ لقد نسيت لم احب ان اضايقكِ بأمور عائلتي اما حسين فقد جاء لاجل عمته"
-انا كـ المطلقة ليومين وانت اقول نسيت وايضاً فوق كل هذا لا ترد على اتصالي "
بينما يتحدثان خرج حسين لكي لا يضايق سعيد بالحديث
-اسف اقسم لكِ اني متندم سأخذكِ في وقت لاحق لاريكِ البصرة"
-اه حسناً عندما تعود خذني معكِ ولن ارضى الا بهدية كبيرة"
ضحك سعيد ثم اجابها
-حسناً تؤمر ام اولادي"………الخ
بعدها جاء حسين ببدأ بالمزاح مع سعيد
حتى قال بخجل
-سعيد لدي طلب منك"
نظر له سعيد وبدا عليه الاستغراب
-نعم تفضل"
حسين يقلب نظره بقلق وهو يقول
-تعلم ،ربما تطول غيبوبة عمتي سارة ... "
-الى ماذا ترمي حسين بدون لف ودوران"
-حسناً اشعر بالتقييد مع ياسمين والرحلة ستتطول اتمنى لو على الاقل يكتب عقد القران لكي اتصرف براحة قليلاً"
قلص سعيد عينيه وقال
-اذاً…"
-اه الم تفهمني لا اعني ما في بالك فقط عقد قران بسيط استطيع اتحدث معها براحة والخروج معها كونها زوجتي شرعاً وقانوناً لا اكثر لن اتعدى حدودي"
قفز سعيد بطفولية ليحضن حسين  وهو يقول
-اذاً تود ان تسجن معي يا حسين هههههه "
-نوعاً ما"
°
°
في مكان اخر قرب ياسمين تحمل كتاب سارة وهي تقرأ بصوت شبه مسموع وتدور في الغرفة
[طلع الفجر علينا فصلينا الفجر وانطلقت مع زهرة نراجع بغصة محبوسة بعدم رغبة ولكن يجب ان ننجح لأجل مستقبلنا ولاجل كل الذين ماتوا لن يذهب دمهم سداً
حتى طلع الصبح وانطلقنا للمدرسة كنت اتثائب طول الطريق
ولكن زهرة تضحك علي وابتسم بتكلف معها فلم يعد لهذه الحياة طعم لدي
دخلت الصف والكل بدا يتحدث سرا وينظر لي فشعرت بضيق في نفسي اكثر بدأت الافكار السيئة تتداخل في عقلي , جلست في مقعدي واسمع الكلمات التي دائماً ما اسمعها لاني من البصرة واخت شهيد و اختين ماتتا ايشعرون بالشفقة علي ؟
جاء الاختبار وبالكاد حللت الاجوبة فلقد كنت دائماً الاولى على فصلي حتى هنا اسيدمر مستقبلي الان ؟
انهيت الاختبار وخرجت من الصف لاتجهه بسرعة للحمام وبدأت اتقيئ حتى اصبت بدوار قوي جعلني اجلس على الارض فدخلت اثنتان في ذلك الوقت وصرختا ضنن انني قد متت ولكن ليت ضنهما صحيح
بعد دقائق بدأت اغلق عيني وانا لا اقوى على الحراك شعرت بيد حنون ترفعني وهي تصرخ عرفت انها اختي زهرة
تم ارسالي للادارة  ولم احضر ذلك اليوم اي حصة بقيت مستلقية بدون اي تعبير على وجههي على اريكة الادارة انظر للجدار الابيض بين دخول وخروج المدرسات ولكنني اسمع كلمات الشفقة علي ونظراتهم اعرفها جيداً
حتى انتهى وقت الدراسة واخذتنا المديرة انا واختي معها للمنزل لاني لا استطيع الوقوف فانا اشعر بالدوار
دخلت المنزل واستقبلتي امي وهي تبكي
في تلك الليلة اصبت بحمى قوية جداً جسدي اصبح ساخناً جداً
اتنفس بقوة بحيث اصدر صوت عالي اثناء تنفسي
بقيت امي وزهرة معي تلك الليلة وبقيت على هذه الحالة وامي وزهرة تغيير كمادات رأسي للواحدة ليلاً
نامت زهرة فهي لم تنم امس وبقيت امي فوق رأسي تتدعي وتناجي وتبكي
لم اكن اعي حتى سمعت صوت الأذان اعتلى غرفتي فقامت امي وسط الظلام واردت محرمها¹ وفرشت سجادة الصلاة وبدأت تصلي هي وابي في الصالة
بعدها بدقائئق اختفى صوت امي وتعالى صوت ترتيل ابي للقرآن
فتحت عيناي ودمعتي الساخنة شقت طريقها خلال وجهي
جلست ببطء ونظرت حولي لاجد زهرة نائمة على بعد مني
بعدها دخلت امي الغرفة وابتسمت لي لاصدم من موقفي
سألت بصدمة
-أأنتِ أمي ؟"
جلست قربي واخذت كمادة التي وقعت من جبيني ونقعتها وقالت
-نعم أمكِ"
بكيت بحرقة وشهقت
-أين شعركِ الاسود أمي ؟"
قلت وطالعت بشعرها الذي تحول للأبيض بليلة وضحاها
اجابتني وهي تدفعني لكي انام
-هذه ظاهرة عادية صغيرتي"
نمت واغمضت عيني بقوة اردت ان لا افتح عيناي ابداً اريد الموت ألان
حتى غرقت بالنوم العميق وشردت بكوابيسي التي لم تفارقني ابداً
-سارة ؟ ساااارة ؟ استيقظِ"
قفزت لاجلس مفزوعة ونظرت لزهرة
-ماذا ؟"
اجابت بتعجب وفمها مفتوح
-ما الخطب اكنتِ مختنقة تتنفسين بصعوبة"
وضعت يدي على صدري لارى كيف ينزل ويهبط بقوة واخذت نفس وابتسمت لها
-استذهبين ؟"
-نعم دعوتكِ لي"
-حسناً لا تنسي الاجازة "
حملت حقيبتها وقفزت
-حسناً اعتمدي علي"
ذهبت وبقيت انظر لخطاها ثم استلقيت بعدها خرجت امي وابي وبقيت وحدي بالمنزل , غضبت قليلاً وتسألت من نشر خبر وفاة يوسف فخطرر ببالي واحد هو علي فارتديت ثياب متينة ودافئة وصعدت للسطح
نظرت للجهه الثانية من السطح بالمعنى الاخر سطحهم وتذكرت اني كيف سأجده وققرت ان اعود ليقاطعني صوته
-هل انتِ بخير سمعت ما حصل لكِ"
ضحكت لأقول
-نشر الاخبار سريع جداً"
تعجب هي ليسأل
-ماذا تعنين ؟"
نظرت له وقطبت حاجباي بغضب
-اتضن نشر خبر وفاة اخي شيء جميل ؟"
تعجب هو ليقول
-ولكني لا اخرج كثيراً ولا احد يعرف بوجودي سوى ابيكِ وبعض روؤساء المنطقة"
-اذاً من كيف وصل خبر وفاته للمدرسة امس ؟"
عقد حاجباه ونظر يساراَ للاسفل ثم قال ببطء
-اعتقد انه اخي الصغير فأمس بالخطأ قصصتها لأمي وسمعني هو"
-تباً سحقاَ للعالم"
-حقاً اسف لم اقصد"
-لم يكن بوسعكَ ان تخبئ هذا بقلبك ؟"
-يمكنني ولكن الاكبر لا يمكنني"
-ماذا تعني ؟"
-لا شيء , صحيح اأنتِ بخير"
-أي خير تتحدث عنه ؟"
-صحتكِ ؟"
-لا خير  فيها، الافكار السوداوية تتداخل في عقلي"
-اي افكار ؟"
-لا يعينكَ , شكراً للسؤال سأنزل"
تعجب هو من موقفي ولم اشعر بشيء ونزلت وبدأت الافكار السيئة حقاً تتداخل في عقلي واتجهت للمطبخ واخذت سكين كبير وجلس افكر وابكي
اغمضت عيناي وقربت السكين قرب يدي ناوية بشكل كبير ان اجرحها واحرر روحي للأبد وارتاح
سمعت صوت ارتطام قوي بباب السقف ونظرت بتعجب ولكني لم اهتم وبدأت بجرح يدي
ولا زال الصوت يزداد بقوة حتى كسر الباب لم اهتم وابقيت نظري على الدم الذي نزل من يدي بغزارة الذي اختلط بدموعي الغزيرة
دخل علي المطبخ وصرخ علي بقوة ووجهه الغاضب اصبح احمر بالكامل ……]
غفت ياسمين وهي تقرأ على سريرها وسرحت في عالم الاحلام
……يتبع……

سارة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن