جزء 1

10 0 0
                                    

وقفت أمام المرآة.... أحاول ان أبدو أنيقا.. أو هكذا ظننت.. لكني لمحت شيئا آخر... نظرة تعاسة.. وجه متجهم.. حقيقتي التي تظهر في غرفتي و تختفي تحت قناع الابتسام و الضحك ....

توجهت الى كرسي في ركن الغرفة و سحبته... و جلست أمام المرآة... وجها لوجه..

"سحقا..ماذا حدث لك" اسال نفسي!!! لقد جننت...

"هالة سوداء تحت العينين..نحافة في الجسم.. أنظر لوجهك... عظام جممتك ترتسم على وجنتيك... تبدو كمن هو متزوج و له أولاد ... انت تنافس الكهول في مظهرهم... و لم تصل لمنتصف العشرينات بعد.."

لم أجد ما أواجه به نفسي...فكيف أواجه غيري !!!!

و تابعت الحديث.. و كأني طبيب نفساني... لنفسي..

"عدّل جلوسك.خذ نفسا عميقا.. أغمض عينيك للحظة.. شهيق زفير.. انظر في عيني الآن.. امعن النظر...لا ...لا تشح بنظرك.. انت تعلم و انا اعلم...الإجابة بداخلك..إما أن تطلق العنان...و إما أن تبتعد ...الإختيار لك ... كن حكيما في اختيارك.."

في تلك الحظة دخلت أمي الغرفة و الدهشة لا تفارق ملامح وجهها...

_______________________________________

أمي تنظر إليٌ باسغراب كبير..تتفحصني...لا... هي تتفحص غرفتي.... هاتفي في الركن الاخر..تلفازي غير شغال... ثم طُرح السؤال:"إلى من كنت تتحدث!!!!"..

"لا أحد"... أجبتها بابتسامة مزيفة و ضحكة خفيفة... لكنها لا تصدق... و تابعت كلامي:" لا تقلقي..إبنك لم يفقد عقله(ليس بعد"كلام داخلي").. أعجبت بإحد المشاهد و حاولت تقليده..هذا كل ما في الأمر..."

عينها تحاول اختراق تفكيري..و خاصة عندما تضيقهما

"حسنا..المهم فطورك جاهز.. و اترك لي ملابسك لاغسلها ..اتفقنا"... أجبتُ... "حااااااضر"

غادرت أمي الغرفة و هممت لأخذ ما أحتاج استوقفني انعكاسي من جديد... و هم بالكلام:"نقاشنا لم ينته.. و مازال للحديث بقية... و أنت ادرى... "استوقفته معاتبا... :"ماذا تريد ..ما هي غايتك!!!".. أجابني في هدوء "إليك نصيحة..خذ الحكمة من فم المجانين"... قلت "ماذا تقصد!!!... ان كنت تشير بهذا اليك.... لا شكرا"..."انا لا اقصدني ..بل اقصدك انت " تلك اجابته..

تبا. لقد نسيت...موعد مهم ... ملتقى في العاصمة....

حملت هاتفي ... و محفظتي... و انطلقت...

ما لم اعلمه محتويات المحفظة.... كان بها أشياء... من الماضي.. بعضها من البعيد و الآخر من القريب..

_______________________________________

أمشي بخطوات سريعة..لعلي ألحق بالقطار..لكن كلماته لازالت تتكرر في صدى أفكاري..."خذ الحكمة من فم المجانين"... و لماذا قال مني أنا!!!! لا بد أني جننت!! رغم أن كلامه كان ذا وجهين... لو أردنا فقط أن نراهما... قال الحكمة... يعني أني أملك من الذكاء قدرا لابأس به.... و قال المجانين... إذا قصدني فربما معه حق... إذ أنه لم يعد لي مكان مع العقلاء.. او هكذا اظن....هذا رأيي فقط

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 02, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

همسة ظلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن