الفصل الاول(3)

45 4 0
                                    

ادركت أنَّ لون الحزن ازرق كلون الدم المحتقن إثر الضرب المبرح و الكدمات .

نبال قندس.

صدَّح صوت الهاتف في الحقيبة فالتقطته حياة لتجيب

" مرحبا زهراء ... لا لم انسَ ..... انشغلت قليلا فقط و لكن حتما سآتي ..... بالطبع لن يحدث هذا "

اخبرت سائق سيارة الاجرة أنْ ينعطف ليتجه إلى عنوان جميلة ، اصبحت تتنقل بإستخدام سيارات الاجرة إذ كانت تخشى ان تؤثر مشكلة نومها على تركيزها في القيادة فتودي بحياتها او اسوأ ؛ تودي بحياة احدهم لذلك آثرت العافية إلى ان تنقشع الازمة .

في منزل زهراء كانت حياة تمسد شعر رضيع بالغ الهدوء ، ينام قرير العين بين يديها لتتحدث زهراء بصوت عالٍ لتوقفها حياة بإشارة من يدها و همسة تقول فيها

"صه "

و بعد أن اودعت الرضيع مهده عادت الى الغرفة الاخرى حيث تجلس زهراء و اردفت بينما تخطو داخلها
" ألم يعلمكِ من اعطاكِ رخصتكِ للامومة أن نوم الاطفال يُسهل  مقاطعته بأخفض صوت و انه إنْ استيقظ فلن يتوقف عن البكاء حتى صباح الغد ؟"

ضحكت زهراء بملئ فمها و تسائلت 
" رخصتي للامومة ؟! عزيزتي لقب ام هو اللقب الوحيد الذي ستحصلين عليه ثم شيئا فشيئا ستتعلمين كيف تصبحينه فعليا "

رمقتها بنظرة جانبية و ارفت

" دعكِ من هذا ! متى يُفترض  بكم العودة ؟ "

شرعت زهراء ترتب الثياب في الحقائب و حياة تناولها الثياب بينما تتجاذبان اطراف الحديث

" لا اعلم بعد ، كالعادة سيحاول ياسر اقناع والده بالقدوم معنا إلى هنا و إن كنت اعرفه و لو مثقال ذرة فسوف يرفض و قد يمدد ياسر عطلته بغية اقناعه و لهذا فلا اعلم "

" لا تحزني ، انه والده بالنهاية و عليه ان يخشى عليه "

غمغمت زهراء

" لستُ حزينة فأنا احب العم طارق فهو حمي ، يعاملني كإبنته و لكن ما لا استوعبه هو اصراره على البقاء هناك رغم كل ما يحصل "

تمتمت حياة و على ثغرها طيف ابتسامة

" حقا لدى هذا الرجل حب مثير للاعجاب لموطنه ، وطنية منقطعة النظير ، ليتني امتلكت و لو فُتاتها "

حينها ادارت جميلة وجهها في محيط قدره 90° درجة لتواجه حياة و تقول بنبرة ملؤها التعجب

" العم طارق مضطر لمغادرة العراق بسبب الصراعات التي تستعر هناك و تأكل الاخضر و اليابس ، اما انتِ فما اجبرك على ترك وطنك ؟"
ضاقت عينا زهراء و هي  تتلفظ بالجزء الاخير من سؤالها و صوبت حدقتيها بإتجاه حياة بإنتظار الاجابة ، اشاحت حياة بوجهها قليلا ثم ما لبثت ان اعادت نظرتها صوب زهراء و قالت بطريقة تهكمية و تعبيرات ساخرة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 10, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نجمة الراعي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن