وكأن حياتي التعسة لم يكن ينقصها سوى حبيب بسيكوباثي مريض مختل بشكل مهول جعل جحيمي جحمين في البداية كان كالحمل الوديع احببته بصدق وتخيلت بيت يجمعنا كلينا يكون جنتنا الصغيرة ومرتع احلامنا وملتقى حبنا والصدق يقال احبني بجنون وهذا بالطبع لم يمنع نشوب الخلفات بيننا لكني كنت اهدأ بمجرد ان يعتذر لكن ابقى اعاند واظهر عدم اهتمامي الى ان يغرقني بالاعذار واشعره بالذنب انا كنت افعل هذا لا لأذله او انقص من رجولته انا افعلها لاني اخذت درسا من أمي التي عانت الامرين مع والدي والتي ساذكر مع حل بها لاحقا كنت اعاقبه لكي لا يكرر الامر ويصير جرحي بالامر الهين عنده افعلها لأُبقي على كرامتي عذراء نقية لا يمسها رجل ولا إمرأة .
أنا جوليا اعيش في بلاد مغربية حياة رتيبة مثل كل شابة في العشرينات من عمرها لم اكن يوما باهرة الجمال ولا شديدة الاناقة انا احتل المرتبة الوسطى في كل شيئ متوسطة الجمال والذكاء والحالة الاجتماعية .
اتمتع بملامح طفولية بريئة وساذجة شعر داكن طويل تحت اشعة الشمس يلمع بحمرة الياقوت بشرة حنطية برونزية اعين بنية لوزية الشكل فوقهما حاجبان كثيفان غير مبعثران بنفس لون الشعر رموش سوداء منحنية للاعلى بشكل مبالغ فيه انف اكثر مايقال عليه عادي وشفاه وردية رقيقة واذنان بالكاد يظهران لصغرهما هكذا يبدو وجهي بالتفصيل .
كنت اعتبر نفسي داهية في كل ما يخص الادب والتاريخ والفلسفة واللغات كان هذا اكثر ماكنت ابرع فيه رغم هذا توجهت في اختصاص علمي لارضاء والدي لكني سرعان ما ثرت عليه وقررت الرسوب في الجامعة لاضعه امام الامر الواقع ان اغير الاختصاص لتخصص ادبي وكان هذا مسموحا به في بلدي ان ابقى ارسب الي ان اطرد من الجامعة وافق على مضض وكاد يموت قهرا لكني ارسلته هو و قهره للقمامة هذه حياتي وانا في الاخر المطاف من اختار بعد هذه الحادثة كرهني والدي وتعكرت علاقتنا وصرنا لا نتحدث الا لتبادل الاهانات هو طبعا يهين بصوت قوي يسمعه الجميع وانا اهينه بالصوت الكتوم الذي لا يسمعهه سواي لا أقوى على اذلال شخص بشكل مباشر وخاصة وهو والدي ليس ضعفا بل احتراما وترفعا مني كنت ارد اهاناته بالصمت وغالبا ماكنت ابكي ليلا بصمت . في ظلمة غرفتي الصغيرة لا يراني مخلوق سوى تلك الكائنات التي احس بوجودها ولا اراها حتى احس بها تشفق عليا احيانا .
تعرفنا عن طريق شبكة اجتماعية معروفة في زماننا ففي العام 2009 كان الفيس بوك مصدر حديث الجميع ولعل البعض منكم لازال يستخدمه .
كان لنا نفس الشغف الا وهو افلام الانمي التي صرت اكرهها بسببه واتجنب مشاهدتها لاني وببساطة كرهت كل ما يتعلق به يحدث ان تحب امورا لمجرد ان حبيبك يحبها ويحدث ايضا ان تكره امورا لان ابغض شخص لك يحبها وهذا ما حصل معي.
وبالصدفة كنا كلينا نحب نفس البرنامج فكنا نناقش احداثه وتوقعتنا بخصوصه مم جعل العلاقة تتطور ليضع صورا على صفحتي وانا كذلك وفي يوم اجرى اختبار على الفيس بوك والتي كانت تنتشر بشدة كان عنوانه اعرف حبيبك السري او من يعشقك في الخفاء اجرى الاختبار وكنت انا تلك الخبيبة حسب نتيجة الاختبار اذ ظهرت صورة حسابي ارسل لي الصورة وقال هل هذا جد قلت في خجل ربما من يعلم وقلتها او باحرى كتبتها وياليت اصابعي قطعت قبل ارسالها ومن يومها بدا كل شيئ .
غفلت عن ذكر امر مهم هو من بلد مغربي كذلك لكنه ليس من نفس البلد الذي اقطن به كان يعيش في بلد شقيق وكان يزور بلدي بالاستمرار تقريبا مرة كل اربعة او خمسة اشهر .
وثقت به وتصرفت كالحمقاء كانت التلقائية من عادتي وكنت اجيب عن أسئلته دون خبث وهو كان يحفظ كل شي حتى انه عرف مكان اقامتي بالتفصيل ولما اتى لتونس في المرة الاولى بعد ان ربطتنا العلاقة اللعينة لم نتقابل وفي المرة الثانية كنا متخاصمين وكانت في ايام عيد ميلادي فخفت بعد ان بدأ يتبين لي مرضه وعدم استوائه ورفضت مقابلته وبعدها تصلحنا حين عاد لبلده لكن كنا هذه المرة مجرد اصدقاء حسب ما اعتقدت لكنه في نفسه كان يحبني وبجنون ام انا بقي في قلبي حب خفيف لم افصح له عنه وإدعيت اني لم اعد احبه البتة . وكانت الصدمة كبيرة حين سائلني ان كنت خرجت من البيت في الاحد الفارط عندما كان هو في بلدي اجبت لا ولما قال انه زار المنطقة التي اسكن فيها واراد ان يتاكد ان كان قد رائني صدفة ،مع العلم انه قد سبق ورأى صورا لي لم تكن حقا تبرز ملامحي الحقيقة ،تسمرت في مكاني وشعرت بالخوف هو الان يعلم بالتحديد اين انا اسكن زار المنطقة واخذ صورا لنفسه في الارجاء ومنازل حينا كلها ظاهرة في صوره .
بدأت اشعر بالتهديد وبالخطر لكن ولانه كان متدين بشكل مبالغ فيه و دائما ما يقول انه يخاف الله لم اشك فيه مطولا ولم ارى فيه الخبث او المكر وسرعان ما ارتحت من جديد.
ماحدث بعد ذلك لم يكن بالامر المهم مجرد خلافات ومصلحات متكررة ولا تستحق الذكر هذا كله رغم ان العلاقة بيننا كانت فقط الصداقة لكن كلينا كان يعلم انه كان هناك حب من طرف واحد والجدير بالذكر انه كان يطلب مني تجنب الخوض في موضوع اننا اصدقاء وكانت اغلب شجاراتنا بهذا الخصوص وبخصوص يوسف الذي يسكن في منطقته والذي كانت ايضا تربطني به علاقة صداقة وكنت قد قابلته وتحدثنا في الواقع كان يغار منه بشكل رهيب والحق يقال يوسف كان جميلا مرحا خفيف الظل متمكننا من اللغة الانقليزية ويقتحم القلب اقتحاما عكس جهاد الذي كان نكيدا متعصبا دينيا لا يجيد الكلام مع الناس واستفزازي ويتبجح بمعارفه رغم هذا كان احيانا لطيفا والاهم اني لم اتصور ان يعشقني شخصا كما يفعل هو ...
مرة جلب لي هدية غالية وبقي يقنعني بقبولها الى ان وافقت واتفقنا على اللقاء اثناء مجيئه التقينا مرتين وكلب منه عدم احضار الهدية في المرة الاولى لكن لم اكن استطيع التهرب اكثر فاحضرها في اليوم التالي
بهر بجمالي واخذ يتغزل فيا برسائل كثيرة كمت ارد عليها بالشكر ام انا فقد تعجبت منه كان فعلا قبيح المنظر اقبح مم كان عليه في الصور صعقت كان جسمه هزيلا ويمشي وركبه معوجة متجهة لداخل وظهره منحنيا مكورٌ حتى انا حدبته بانت زادت تركيبة جسمه في احداث فرق الطول كان اطول مني بحوالي 20 سنتيمتر لكن هيئته تلك تجعلني اطول منه رغم ان كعب حذائي يومها لم يكن يتجاوز الخمسة سنتيمترات.
حاولت ابتلاع الامر والتظاهر باني لم ارى شيئا وقد نجحت وسرعان ما التمست لطافته وبحثت عن الحسنات في شخصه وتجاهلت المظهر الخارجي وهذا كان طبعي الراقي المظاهر حقا لا تغريني كثيرا...
بعدها لم نرى بعضنا مجددا فقط رسائل حتى انه وطيلة معرفتي به اتصل بي اربع مرات فقط كان خجولا لايجيد التعامل مع الفتيات على حد قوله الطريف انه طلب مني عدم المصافحة عندما نتقابل فتعجبت منه يمد يده لي قال ان ذلك كان من الخجل و لم يكررها في المقابلة الثانية .
ملخص القول اني ارتكبت خطا فضيع وحسن الظن والبلاهة قادتاني لمواجهة حياة عصيبة متوترة ارهقتني وقادتني لحد الجنون اتمنى ان اكمل كتابة قصة قبل ان يتملكني الجنون ويلقى بي في مستشفى للامراض العقلية----------------------------------------------
يُتبع
أنت تقرأ
هل من مزيد ؟
Sachbücherمالذي تبقى ولم يحصل لي ألهذا الحد يجدر بي ان اتألم الا يوجد بحق السماء احد يقتسم معي الاسى ام انا وحدي في كل هذا دون معين او منقذ . حقا لا يجدر بي التذمر هكذا انا كنت السبب في كل مايحصل والان هو وقت الجزاء .. لكن هل ذنبي بهذا القبح انا فقط كنت طماع...