جريمه عائليه

الجزء الاول

_1_
22 كانون الاول ( ديسمبر )

رفع "ستيفن" ياقه سترته وهو يمشي على رصيف المحطه . . . كان كل شيء قذر غارقا في الدخان . . همس لنفسه بإستياء :( يا لها من بلاد كريه! ويا لها من مدينه ممقوته!)

كان سحر "لندن" الذي بهره في البدايه قد تبخر، وبدأ يفكر في "جنوب افريقيا" حيث الشمس الساطعه، والسماء الزرقاء . . .

عاد يفكر بعد لحضه:"ليتني لم أحضر . . ." ولكنه عاد يقنع نفسه بأنه جاء لأداء مهمه كان يخطط لها منذ سنوات، ولابد له من اتمام المهمه . . .

لكنه عاد يسأل نفسه بعد قليل:(لماذا؟ هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟ لماذا التفكير في الماضي؟)

وسرعان ما تذكر أنه في الأربعين، ولابد له من اتمام المهمه التي جاء الى "إنجلترا" من اجلها

صعد الى القطار، وتجول بين جميع عربات الدرجه الثالثه ليجد كل المقاعد مشغوله . . . لم يتبق سوى ثلاثه أيام على عيد الميلاد . . تأمل وجوه المسافرين بإستياء . . كلها وجوه متشاله كريهه . . .

حبس انفاسه فجأه عندما وقع بصره على الفتاه . . إنها تختلف عن الاخرين، على الرغم من أنها ترتدي ثيابا رخيصه . . . في عينياها السوداوين الخزينتين كبرياء،

كان ينبغي لهذا الجمال ان يكون في مكان اخر . . . في شرفة تطل على حلبه مصارعه الثيران، بين شفتيها ورده، وعلى رأسها شريط أسود . . . كان ينبغي أن تكون في مكان فاخر . . .

كانت جميله وفاتنه ومثيره . . . ماذا تفعل هذه الحسناء في بلاد الضباب والبرد؟

همس "ستيفن" لنفسه:( يجب ان اعرف من تكون والى اين تذهب؟ . . . لابد من ان اعرف . . . )

يتبع~