الجزء الثاني

44 1 1
                                    



ما قصة تلك الكلمة؟ هل أتخيلها؟ أم هي حقيقة؟....
كيف سأعرف إذا؟...
لماذا هذه الكلمة بالذات؟ و ليس غيرها من قاموس الكلمات؟
لقد جننت... حقا جننت.....
..................................................................................
استيقظت كالعادة على صوت أمي و هي نتادي باسمي كي أستيقظ و أذهب للمدرسة
نظرت الى الساعة بيعين واحدة نصف مفتوحة (اففف) همست بملل و نظرت الى جانبي فوجدت ميمي
عندها ارتسمت الابتسامة على وجهمي و عيني و نهضت بسعادة و أمسكتها
(هل تريدين الذهاب معي الى المدرسة؟) سألتها و انتظرت الاجابة منها... لعمت عيناها فاعتبرتها موافقة منها و أخذتها لأضعها معي...
تصرف طفولي... لكنني كما قلت, كنت معروفة بعقلي الطفولي البريء في المدرسة فهذا شيء طبيعي بالنسبة لي و لغيري...
وضعتها في حقيبتي بلطف و أعطيتها بعض الطعام و أغلقت الحقيبة...
انتهيت من تجهيز نفسي للمدرسة... كان شعري طويلا فكنت أربطه كالأطفال و أزينه بشريطة ملونة.. زرقاء أو وردية أو صفراء حسب الزي الذي أرتديه... بما أنني من عائلة غنية و معروفة...
المهم.. مشيت بخطوات حماسية الى الباب الخارجي الكبير حيث كان ينتظرني أبي و السائق... عانقت أبي ثم توجهت مع السائق الى السيارة السوداء التي أكرهها...
يوم عادي.. لا جديد أبدا.. وحدي في الصف و باحة المدرسة... أتخيل و أفكر و أبني عالمي الخاص أو أعد المربعات الملونة التي قضيت سنة كاملة ألونها بألوان زاهية..
لكن مهلا.. لقد نسيت... ميمي معي هذه المرة.. صديقتي الجديدة..
ضحكت و أنا أخرجها من حقيبتي, رتبت لها شعرها ثم أجلستها بحضني و أعطيتها جزءا من طعامي المؤلف من علبة عصير و(بانكيك) لذيذ...
بدأت الحديث معها عن بيتي و أسرتي و وحدتي في المدرسة... بينما زملائي ينظرون الي.. منهم من يضحك و منهم من اعتاد هذا المظهر... ليست أول مرة طبعا...
عندها و لأول مرة في تاريخ سيرتي الصغيرة, تقدمت فتاة لها نفس عمري.... بدت ذكية و... عاقلة؟ ناضجة؟... حللت شخصيتها من تسريحة شعرها المناسبة لعمرها و ملابسها الأنيقة التي كان فيها لمسة أنوثة غير طفولية..
نظرت اليها بتساؤل فضحكت و قالت: هل أنا غريبة لهذه الدرجة؟
(لا طبعا) همست بخجل و رأسي الى الأسفل
قالت بمرح: تبدين.. طفلة؟ ألسا في نفس الصف؟
-نعم...
-اووه حسنا... هل يمكنني الجلوس معك؟
أنا؟؟ حقا؟؟؟ معي أنا؟... رفعت حاجبي باستغراب فضحكت ضحكة هادئة ناعمة تناسبها
(امم طبعا) اجبت بهدوء و أفسحت لها مكانا بجانبي بعد أن وضبت طعامي
نظرت الى دميتي ثم إلي و قالت: اسمي هو (سي مي) و أنت؟
هل ستستمر بالحديث معي؟ ستنصرف بعد معرفتي أكيد... فهذه ليست أول مرة
(دو يول) أجبتها بدون النظر إليها... اكتفيت باللعب بشعر ميمي المجعد و عد المربعات كالعادة
هل سأظل هكذا؟ ستذهب سريعا... لا حاجة أن اتكلم معها بأموري الطفولية فهي لا تبدو شخصا يحب تلك الأشياء
فكرت و أنا أنظر الى ملابسها الأنيقة... الى معطفها الزهري و قميصها الأبيض الذي كتب عليه (Girl Power) بالخط الأسود العريض و تحته رسمت ألماسة... حتى حذاؤها كان من الأحذية التي أراها في الإعلانات فقط و لم أفكر أبدا بشرائها..
لحسن الحظ أنها لم تنته الى نظراتي لأنها كانت مشغولة بالنظر الى السماء أو ترتيب ملابسها....
أخرجت من حقيبتها الصغيرة هاتفها و بدأت تحدق به فشعرت أنني قد أصبحت وقحة قليلا... يجب أن أتكلم عن شيء... أي شيء
لكن ماذا؟ ألعابي؟ دميتي؟ عالمي الخيالي؟ ستهرب سريعا مني... ماذا إذا؟؟؟؟؟؟
بدت ملامح التفكير العميق و الصعب على وجهي و بدأت أنظر حولي محاولة إيجاد أي شيء نتكلم به.. لكني لست معتادة على التكلم بمواضيع عادية... في هذه الأثناء نظرت سي مي إلي و قالت: هذه دميتك؟ حدثيني قليلا عنها.
اوووووه و أخيييرااااا.... موضوع لنتكلم به.. تنفست الصعداء و ابتسمت.. تريد مني أن أحدثها عن دميتي ميمي... بماذا أبدأ.. سأبدأ بأشياء واقعية
(لقد اشتريتها بالأمس لأنها أعجبتني كثيرا.. أحسستها مختلفة عن باقي الدمى التي في المتجر فأخذتها و هذا أول يوم لي معها في المدرسة.. فأنا عادة أكون وحيدة) قلت لها و أنا أنظر إلى ميمي بابتسامة خفيفة
ردت: أوه حقا؟ تبدو لطيفة جدا ^^ ... و أمسكت يد ميمي لترحب بها
واااو لقد أحببت هذه الفتاة.... لم تستخف بي... أم هل تستخف بي؟؟ سأبقى حذرة..
عند انتهاء الدوام المدرسي رجعت الى البيت و أنا أحمل حقيبة الظهر بيدي و ميمي بيدي الأخرى... يوم غريب..
دخلت إلى المطبخ على غير عادتي و أخذت صحنا من الخزانة و وضعت فيه القليل من حلوى الشوكولا الفاخرة التي اشترتها أمي البارحة...
ذهب إلى غرفتي بخطى تعبة و وضعت صحن الحلوى على الطاولة و جلبت ميمي لتجلس بجانبي
(اليوم كان جميلا معك يا ميمي... حقاا لقد ججعلت يومي رائعا معك.. مع أنني استغربت من تلك الفتاة.. ماذا كان اسمها؟... المهم أنك صديقتي المخلصة التي لن تتركني أبدا) قلت بلهجة طفولية و أنا أمسك قطعة الشوكولا... نظرت إلى عيني ميمي فوجدت فيهن شيئا م الحزن... لماذااا؟؟ هل هناك شي ما؟...
أمسكتها و حضنتها بقوة و قرصت خدها بلطف ثم أخدتها إلى سريري لننام قليلا فقد كنت متعبة جدا...
(لا تتعلقي بي.. لا تحبيني.. أرجوكي) بدأت أسمع تلك الأصوات و أنا نائمة... صوت محزن مكسور يقولها و كأنه يبكي.. تكرر الأمر عدة مرات... استيقظت لأرى إن كان هنالك أحد في غرفتي يحاول العبث معي... لكن لا أحد
عدت إلى النوم لكن الصوت عاد إلى أذني (لا تتعلقي بي أتوسل إليكي) هذه المرة كان أحد و أشد حزنا... أغمضت عيني بقوة و عضضت شفتاي محاولة تجاهل الصوت لكنه لم يذهب... لماذا أسمع تلك الأصوات... ما هي؟ من أين؟
استيقظت للمرة العاشرة و كان رأسي يؤلمني... رؤيتي مشوشة و أذني مزعوجة.. جلست بصمت على سريري و كانت ملامح وجهي شبه ميتة... حسنا محاولة أخيرة... أمسكت ميمي بقوة و احتضنتها و نمت بعمق متجاهلة تلك الأصوات التي لم تهدأ في بالي.......

دُميَتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن