خطوت أول خَطواتِ حريتي ..
خيوط الضوء ، ولفحات الهواء الحار تتراقص معه الشجيرات الصغيره . ضجيج السيارات.. هذه التفاصيل البسطيه أدركت انني اشتقت إليها !
أغمضتُ عيني استنشقت الهواء وزفرت زفرةً طويله .. ياااه حتى الاكسجين هنا مختلف ! وكأنني لم أتنفس من قبل !! ماأجمل رائحة الحريه .
ياسر قادم من الخلف ويده على كتفي : يارجال هذا منظر تتأمله ، مشينا ع السياره الحر أكلنا . : متى طلعت ماحسيت فيك؟
سبقني متجه للسياره : خلصت شوية اوراق عشان خروجك وتوي طالع .
تبعته ومئات الأفكار تتزاحم في رأسي .. كل فكرة تسبق أختها .
أمي الغاليه كم اشتقت إليكِ ..هل أحضر لها هديه تليق بأمٍ حنون بكت كثيرا من أجل فلذة كبدها ؟ أخاف أن أبدو سخيفا وكأني عدت من سفر وليس من سجن .
و "سحاب".. آخخٍ يا سحااابتي ياحبيبتي يا أُنسي وسعدي ورفيقة قلبي في ذلك المكان الموحش أصبحت شاعرا وكاتبا لأجل عينيكِ
عاهدت نفسي لن يقرأ لي غيرك !
اشتقت لعينيك البريئتين وشعرك الخمري ووجنتاك الحمراوتان.. اشتقت لحبكِ و شقاوتك وكلماتك اللطيفهِ، أتذكر تلك الليله عندما دخل ابو حسن للزنزانه وبيده جوابات من أجلنا . الكل يتهافت نحوه وأنا مستلقٍ على سريري وعيناي معلقه بالسقف . لم تشدني يوما تلك الجوابات سنة كامله مضت وأنا اترقب حروفك وأتخيل ماقد يحمله جواب منكِ ولكنك بخيله جدا يا سحابتي الغير ماطره!
اقترب مني خالد وبيده جوابات: هذه لك.
حملت جسدي الثقيل المتهالك وقلبت الاوراق بين يدي .. شدني مظروفٌ ابيض اللون لم أره مسبقاً بين مظاريف أمي وإخوتي. شعرت بدمٍ حارّ يتدفق في جسدي.. انتابني خوف شديد .. أخشى أن أفتحه وأُكسر مرّةً أخرى و يخيب ظني وأملي وأحزن من جديد !!
شعرت برعشه في جسدي وأنا أتحسس رائحته "سحاب " ياأيتها الماطره .. آااه لو تعلمين لهفتي وشوقي لهذه اللحظه لما تأخرتي بخط حروفك من أجلي! " يوسف .. اشتقت إليك
كن بخير .سحاب"
كم أنتي بخيييييله!!! احتضنت ليلتها ذلك المظروف وبقيت مستيقظا طوال الليل أعيد قرائته مراراً وتكراراً . لم اقرأ غير مظروفها تلك الليله اكتفيت بكِ وبسحر خطك .
كانت هذه الكلمتين كفيلة بإن تبقيني مبتسماً عشر أيامٍ بلياليها !
كم أنتِ عظيمة يا سحابتي!!