البارت الثالث💕

27 1 1
                                    

"أحدق في فنجان القهوة لأول مرة !
وكنتُ أخطفه خطفا وأنا بين عينيكِ! "
أغلق ياسر هاتفه بعد أن دوّنها في ملاحظاته وعاد لمشاهدة قهوته وارتشاف عينيها ! "يا الله انك تخلي هالعيون في الجنة ".
مرّت فتره طويله على اجتماعٍ عائلي كبير ! وها هو ذا يوسف يعود ليلمّ شمل العائله ويتهافتون للترحيب به واستقباله.
"اشتقت لهالعيون" .. قالتها ليلى وهي تسترق النظر لياسر التي تراه منهمكاً في هاتفه وقهوته. ليلى ترى العالم في ياسر وترى في ياسر العالم ! : "نوره شوفي ياسر يطالعني كثير وإلا يتهيأ لي ؟" . 
نوره شقيقتها الصغرى بئر أسرارها ومستودعها :" هممم يطالع عادي زي مايطالع أي أحد" . ليلى تتنفس الصعداء وتتجول المكان بعينيها ، وياسر مازال يذهب بنظره ويعود إليها. "عيونها علي أكثر من يوسف! وكأني أنا اللي غبت هالخمس سنين ..آخخ ياليلى ياليت اللي أتوهمه صدق"
قاطعتُ صمته : ياسر وين عيال عمي عبدالعزيز تأخروا ؟
ياسر : كلهم فيه مين اللي تأخر منهم ؟
عقدت حاجبيّ: مين يعني ..سحاب
ياسر : اهااا..مدري وانا اخوك
نهضتُ خارج المجلس وعلامات الاستياء بدت على وجهي .أسبوع كامل قضى ومضى على خروجي من السجن وأنا أجوب الشركات والمؤسسات وأعرض خبراتي ومهاراتي ولكنها لا تُجدي نفعاً من المستحيل بل و المستحيل أقرب من أن أحظى بالوظيفة التي أريد وأنا سجينٌ سابق وتاجر مخدرات أُلقي القبض على بضائعه في الميناء وهي مغلّفة بالحشيش ! سجدتُ لله ليلاً ورفعت يديّ طالباً وشاكياً. وكلت أمري إليه أمر شركة النقل التي دست قذاراتها في بضاعتي وسببت لي إعاقة مدى الحياة .
زفرت زفرةً طويلة وجلست في أريكةٍ بعيدةٍ عن ضجيج الضيوف . وأنتِ يا سحابتي حتى أنتِ خذلتني في يومي هذا ! أي عذر هذا الذي يحول بينك وبين والمجيء. عشتُ أطول سبعة أيام وأنا أتشوّق لقراءة عينيك . فأنا المسافر في عينيكِ بلا هدى ! أخذتني بالذكريات إلى الوراء .. كنت متعطشاً لرؤية عينيها وهي تقضي إحدى إجازاتها الصيفية في باريس مع والديها . أهلكني بُعدها ،أيقنتُ وقتها بأن سحاب ليست سحاباً فقط .. بل سماءً وأرضاً وكوناً بكل مايحويه من مخلوقات ! امتلكتني ،أحببت ذلك الشعور والخصوع! حجزت في أقربِ رحله وأتيتها مهرولاً وأنا من كان يقول " روحي منيب مشتاق لك بالعكس اتفرغ لشغلي " !!
لم أنسى أبداً الصدمه التي اعتلت وجهها : "مجنون أنت وش جايبك؟" .
أتظنين أن من يحبكِ يظلّ بعقله؟ نعم أنا المجنون بكِ وبحبك . عندك تتوقف الأولويات والترتيبات تشقلبين كياني كله وتنتشليني مما أنا فيه فأراني مهرولاً إليكِ تاركاً خلفي أعمالاً مرفوعه عن الخدمه مؤقتاً. !!

" سوف أحلم بكِ فقط لأن الحلم أكثر حرية "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن