الذاكرة حبلى بالحنين والليل بيت الذكريات ومابين الحنين والذكريات رجل تقاسمته الظروف والآهات. خمسة أعوامٍ قضيتها وأنا أشد الرحال من زنزانة لأخرى ! أبني على ضفاف الوجع خياماً وأشد أطناباً ..أضع رأسي على وسادة أشواقي لأنام وخيل المشاعر تقلق مضجعي ! "يوسف وصاحبيّ السجن " هكذا ينادينا أبا حسن دائما
أنا وخالد وإبراهيم ... خالد صاحب الابتسامة التفاؤليه ... السبب الوحيد الذي يضع حياتي في السجن مع حريتي في ميزان المقارنه !
خالد الذي لم تُوجده لي الحريه . كنتُ أشكي دائما بأن لاأحد يفهمني ، أشعر بأني أرى الحياة من زوايه أخرى وعينين أخريتين ، أفسر الأمور بمنظوري الخاص ومعَ هذا أصيب دائما !
خالد ..الرجل الذئب الذي أنجبته لي الزانزانه.. دائما يوافقني ما أقول سواءً أصبت أم اخطأت .بينما الكل منهمكاً في همومه ومصائبه أرى خالد قد انشغل بي ! شعرت أن الحياه تمتحنني بنقاط ضعفي ! عملي الذي أخذ شبابي وتفكيري وجهدي . أرى أن الرجل بعمله ، فإذا خسر عمله خسر الحياة . وبلا سابق إنذار أُزجّ خلف هذه القضبان بسببه وتسحب مني الرخصه و تغلق الشركه ! و سحابتي وأمي وأبي الذين تركتهم خلفي وأختي التي أُلغيت مراسم زفافها وهرب العريس لأن أخاها تاجر مخدرات ودجال ونصاب كما يزعمون! إلا خالد ... يراني بعينين مختلفتين ، يشد من أزري دائما كلماته التي تبرأني من جرمي المزعوم ، يصدّقني ويصدُقني القول . ابتسامته التي لا تفارقه .
لاوالله لم يُقال عبثاً أن الصداقه تولد في أحلك الظروف ! تناسيت أن خالد يحمل هماً كبيراً أضعاف همومي كلها !
خالد ترك خلفه زوجةً وابناً وأم أرمله.. واتهام شنيع بالقتل قد تظهر براءته أو تقطع رقبته. لله درك ! "يالك من رجل ياخالد ومابعدك رجل ". ❤