لا مزيد من السكر !

776 144 339
                                    

لكل منا همومه .. ولكن ! على الانسان تجاوز العقبات
و كيف ذلك في نظر " هانس" ؟

ملاحظة : أول مرة اكتب هذا النوع ( ون شوت )
مجرد فكرة عابرة اجتني وكتبتها ، بتمنى تعجبكم

          ********************

ككل يوم تعودت "روزماري" الشابة ذات العشرون عاما ، على الذهاب الى مصنع الخياطة حيث تعمل ،  ذاك المصنع الخانق ذو الرائحة الكريهة و الجدران العفنة ، لقد بني في أيام الحرب العالمية الثانية ، كان مخزنا للاسلحة سابقا ، والان هو مجرد مصنع بسيط للخياطة ،

تدخل بنشاطها المعتاد ، تحيي الجميع ، و تطلق بعض النكات عن جوزي - ربة العمل هناك- ،
كان الجميع يضحك عن نكات روزماري و تعابير وجهها ، ويصفونها بالمهرج وكان الامر يروق لها فقد رأت أن نكاتها كانت انجازا عظيما وشيئا من البطولة ! ولكنها سرعان ما تتراجع عندما تتذكر آلامها ..

تجلس بعد ذلك على مقعدها الخاص و تسأل عن أحوال " وايت " ، الفتى ذو الخمسة عشر عاما ، والذي شقت ابرة الخياطة طريقها في إصبعه الصغير .. و كانت تتأثر بذلك في كل مرة قائلة : يال  الصغير المسكين!

تنطلق بعد ذلك في عملها و هي تتبادل اطراف الحديث مع "روندا" التي كانت لطالما تتحدث عن "يوستس" الذي - كما كانت تقول - أسر قلبها  وجعلها تقع في حبه وكانت تصفه بروميو و تطيل في وصفه دائما مما يسبب ضجر "روزماري" التي لم تكن قد وقعت في الحب من قبل .

وبعد احاديث روندا كان عليها أن تستمع الى" ماريلينا" التي تحضر متأخرة دائما بسبب رعاية أولادها ، و التي عادة ما تتذمر من زواجها الفاشل برجل علقت عليه كل آمالها والذي  رسم حوله هالة من الشهامة التي مالبثت أن زالت و ظهرت ملامحه الحقيقية ، كان خائنا ! تقول بإنفعال ..

ثم تنصح "روندا " بأن الرجال متشابهون وأنها ستنصدم بأن بطلها روميو سيصبح مجرد كاذب خسيس !

يستمر العمل طويلا في ذلك المصنع الخانق ، و دائما ما كانت "روزماري" تتذمر من عملها و تلقي اللوم على أنها لم تكمل الدراسة و لكن ذلك لم يكن ذنبها فهي كانت مضطرة ، بسبب وفاة والدها ، تذكر ذلك يجعلها تحزن..

بعد يومها الشاق ، وفي المساء ، تتخذ " روزماري" طريقها نحو المقهى الذي تفضله ، وتجلس على طاولة اعتادت على الجلوس فيها ، تطلب قهوة بدون سكر ،  كان هذا هو المكان الوحيد الذي تفكر فيه بجدية حول مستقبلها وكان وجهها يبدو تعيسا وهي تصارع فكرة تحملها للوضع أكثر ، الى متى ستبقى على هذه الحال ؟  ولكنها تتجاهل ذلك و  تأخذ كتابا فتغوص فيه حتى لا تكاد ترى ما يحدث حولها ،  و تنقطع عن العالم الخارجي ، بعد ذلك تتناول قهوتها ثم تغادر .

كان هذا روتينها اليومي ، لكن ذلك لم يستمر طويلا !

في يوم عادي من أيامها المتشابهة ، تذهب "روزماري" ، الى المقهى ، تجلس ككل يوم و تطلب قهوتها المرة .

لا مزيد من السكر ! - No more sugar !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن