أنامل نحيلة و قهوة|1

9.9K 490 186
                                    

•-•-•-•

شخص ضائع بين أمواج الأفكار و لَم أَجِد بَر الأمان بعد ،
بحار لم يختر قدره بل إختاره له المجتمع ،
أصبحت مقيداً و قد مللت محاولةً الإفلات ف لكثرة فشلي أمسيت يائساً.
غريب منبوذ بعيداً ، موقناً أن حياتي بلا فائدةٍ سوي إشباع رغبتهم بالظهور في العلن ،
بلا رأي يُسمع إنقدت نحو دربٍ مُكرَهاً حتي أمسي درباً مكرراً.
شخص بلا رأي ، بلا حرية ، بلا ثقة
شخص بلا شخصية.

•-•-•-•

مُمَوضعاً جسده علي الكرسي بينما كأس القهوة بين أنامله النحيلة ، جلس مستمتعاً بتلك العطلة الهادئة بينما هاتفه ينشر سمفونية هادئةً علي البيانو تجعل شعوراً دافئاً يداعب قلبه.

مقاطعةً ذلك الهدوء والدته قد إقتحمت المنزل بغضب ، برائحة سجائر و أثارٍ للثمالة هي خطت بترنحٍ تجاه الجالس أمامها.

بقلب متوتر و جسد مرتجف هو أسرع بالنهوض لينحني إحتراماً لها ، هو حصل علي نظرة مشمئزة منها لتأخذ الكأس ساكبةً محتواه الساخن عليه.

"لمَ لست في الجامعة ؟"

هي صرخت بصوت مبحوح من الغضب و أصابعها تركت أثراً علي وجنته المحمرة.

هو أوشك علي إخبارها أن اليوم عطلة رسمية لكنها سبقته بدفعه تجاه غرفته و الصراخ عليه بغضب

"بدل ثيابك و لا أريد رؤيتك حتي المساء"

صافعةً الباب خلفها تركته علي الأرض بقلب محطم و مشاعر مبعثرة.

بخطوات حذرةٍ هو فتح باب الغرفة بعدما بدل ثيابه المتسخة بإخري بسيطة ، بنطال رمادي و قميص أبيض بأكمام قصيرة.

ممسكاً بهاتفه بعدما وضع بعض المال بجيبه هو ترك المنزل بهدوء.

•-•-•-•

متجولاً في شوارع طوكيو هو حصل علي نظرات متفحصةٍ من المارة نظراً لشعره المبعثر و ملابسه العادية.

هو ليس شخصاً يهتم بمظهره كباقي الشباب في عمره ، إصطدام أحد المارة به جعله يسقط نظراً لبنيته الجسدية الضعيفة ، مع شعور بالإلم في رسغه نظراً لسقوطه عليه هو نهض مقرراً التوجه للمشفي.

•-•-•-•

متصفحاً هاتفه بضحر محاولاً تجاهل نظرات الشفقة و السخرية المحيطة به ، هو جلس بعيداً علي أحد المقاعد في أنتظار دوره.

الضوء إنخفض فجأة نظراً لوقوف شخصٍ أمامه ، هو رفع حدقتيه عن الهاتف ليقابله وجه شابةٍ منحنيةٍ تجاهه هو فزع لقربها متراجعاً بجسده للخلف قليلاً.

هي نظرت ليده اليسري التي أصبح لونها بنفسجياً قليلاً لتقترب ممسكاً إياها لتلاحظ تقطب حاجبيه من الألم.

هي أمسكت يده الأخري لتدفعه للنهوض و إتباعها و هو ببساطة فعل ذلك.

تسير بينما الأخر يتبعها بصمت متجهةً لمكتبها ، هو تأمل بشرود اللوحة أمام الباب التي كتب عليها "إدرستيا جون أخصائية نفسية"
هو أدرك كونها أجنبية بالفعل نظراً لملامحها و خصلها الشقراء بالإضافة لعينيها التي شعر أن السماء تركت قبلة عليها.

لكنه لم يفهم سبب دخوله تلك الغرفة ، هس تركت يده ما إن وطأت قدمها أرض الغرفة مشيرةً علي الأريكة في زاوية الغرفة بالقرب من خزانة مليئة بالمعدات الطبية و هو بطواعية أومأ ليجلس عليها.

 
هي أحضرت بعض الضمادات و الثلج و علاج للكدمات ، وضعت الثلج علي رسغه قليلاً و هو إنتفض إثر البرودة المفاجئة ، بضع دقائق لتزيلها و تضع دهاناً ثم تضمد يده لتتجه لمقعدها.

بضع لحظات من الصمت لينهض هو ، إنحني شاكراً و هي أومأت لتسأله

"ما أسمك؟"

بلكنة يابانية محترفة هي تحدثت بنبرة هادئة

"ب..بي..بيكهيون"

و هو أجابها بتردد و نبرة مشابهه ، هي زفرت بإرتياح لتريح جسدها علي المقعد بإهمال.

"لقد ظننت أنك لا تستطيع التحدث نظراً لصمتك طوال الوقت"

هي قالت ببساطة و الأخر دُهِش قليلاً من تحدثها معه بشكل عفوي.

"بالمناسبة أنت تملك وجهاً وسيماً لما تخفيه"

هي قالت مشيرةً إلي خصله السوداء الطويلة المبعثرة بشكل يحجب عنه الرؤية قليلاً ، هو بدأ بقضم أظافره بينما وجنتاه إكتسحها اللون الأحمر.

"أ..أشكرك"

هو أجاب بتردد متحاشياً صنع تواصلٍ بصري معها،
هي إبتسمت بسعادة لرد فعله اللطيف.

مقاطعاً حديثهما الصغير هاتفه إهتز معلناً وصول رسالة ما.

ملامحه تحولت للخوف بعد قراءة محتواها لذا هو أعاد هاتفه إلي جيبه بتردد لينظر لتلك التي قطبت حاجبيها محاولةً الفهم.

"سأرحل"

هو قال مسرعاً ليتجه للباب

"إلي اللقاء ، يمكنك القدوم مجدداً إن أردت"

قالت ليبتسم ملوحاً لها مغلقاً الباب خلفه.

•-•-•-•

بداية جديدة لقصة صغيرة🌸
أي تعليق أو أسئلة حول البداية ؟
That's it✋

Curbed heart | قَلبٌ مُقَيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن