أَنفاس ضَحلة و أمطار باردة|2

4.1K 377 71
                                    

•-•-•-•

فقدت الرغبة بالحياة ، فقدت الرغبة في الإستمرار ،
أشعر بالتعب و الوحدة تتغذي علي روحي اليائسة.
تلك الأفكار التي تنهش عقلي إعتدت عليها
حتي خِلتُها واقعاً.
عقلي أصبح صاخباً فتناسيت تعريف الراحة ،
و نفسي مجهدةٌ من التجديف في بحرٍ من الندم
حتي أختارت الأرق رفيقاً،
أضحيت بلا رغبةٍ في النجاة فحياتي أمست قاتمة.

•-•-•-•

يركض بأنفاس ضحلةٍ و قلب مضطرب، إلتفتت الإنظار و تسائلت العقول عن سبب ركض ذلك الشاب بتلك الطريقة بشعر مبعثر و ملابس قديمة بنظرة خائفة سيطرت علي ملامحه.

مخرجاً المفتاح بتردد هو فتح الباب ليتجول ببصره في الأرجاء ، متنهداً بتعب هو أغلقه خلفه.

"تعال إلي هنا"

هي صرخت تسبب رجفة في جسد الشاب هنا ، بخطوات حذرة إتجه ليقف أمامها عقب إنحناءه أولاً ، ببطيء رفع حدقتيه لتقابل نظرتها الساخطة بينما تتكيء بجسدها علي الأريكة في يدها ورقةٌ حاول التنبؤ بمحتواها.

"لقد رسبت في الإختبار السابق"

مجدداً هي صرخت تضرب بيدها الطاولة المتوسطة الحجم أمامها و الأخر صعق من ما قالته ،
هي نهضت بغضب لتصفعه و هو لم يكن قادراً علي المقاومة لذا هو سقط علي الأرض تاركاً حمل جسده علي رسغه المصاب.

" عبءٌ لا فائدة منه"

بنبرة باردة أردفت ملقية الورقة أمامه شقت طريقها لغرفتها

ممسكاً بالورقة هو إستمر بالضغط عليها حتي كادت تتمزق كونه أدرك أنه لم يرسب بل ينقصُ درجةً عن الدرجة النهائية.

زفر بتعب وسط تقطبيه لحاجبيه إثر الألم الناتج عن إلتواء رسغه ، نهض ليتجه لغرفته بصمت غير آبه بمعدته التي تتضرع طلباً للطعام.

•-•-•-•

مياه باردة أمطرت عليه ، إستيقظ بفزع يستقبل اليوم الثاني من عطلته التي تستمر لأسبوعين هو أيقن بالفعل إن يومه سيكون مأساوياً.

"إرحل لا أريد رؤيتك حتي المساء"

أمرت بنبرة ساخطة لتصفع الباب خلفها ، متنهداً بضيق هو نهض لتبيدل ثيابه.

حدقتيه وقعتا علي الساعة مدركاً إنه إستغرق وقتاً طويلاً في النوم حتي أصبحت الساعة الرابعة ،

هو قطب حاجبيه و تنهيدة متألمة فارقت شفتيه عندما إصطدم رسغه بطرف الطاولة ، هو لاحظ أن الرباط إنحل و لفت إنتباهه اللون البنفسجي الغامق الذي طغي علي يده إضافة لتورمها البسيط ، لذا ببساطة هو قرر عمل زيارةٍ أخري للمشفي.

•-•-•-•

يقف شارداً أمام الباب هو وجد نفسه يقف أمام مكتبها ، هو قرر التوجه للمرضة فالذهاب لطبيب نفسي لتضميد ذراعه ليس منطقياً.

ملتفتاً للإتجاه الأخر هو قرر الرحيل لكن الضوضاء بالداخل قاطعت أفكاره ، هو سمعها تحدث شخصاً طالبةً منه الإبتعاد و فضوله سيطر عليه دافعاً إياه لفتح الباب.

وقف متصنماً من المشهد أمامه إذ وجد رجلاً بأصابع تنذف يحاول خنقها ، حدقتيه قابلتا خاصتها الدامعتين و بفزع هو ركض تجاه مكتب الإستقبال.

عقله توقف عن العمل و لسانه إنعقد ، لذا بخوف و يد مرتجفة هو أشار لغرفتها و الموظفة شعرت بالتعجب لتسرع بالذهاب للمكتب.

صراخ الموظفة ملأ المشفي و سرعان ما تم إخراج ذلك الرجل من الغرفة ، رحيل الأشخاص من الغرفة جعلها تلاحظ الشاب الواقف بعيداً لذا هي أشارت له بالدخول و أومأ بطاوعية مغلقاً الباب خلفه.

"إشكرك حقاً "

هي زفرت براحةٍ بعدها و هو حرك يده عشوائية بمعني -لا بأس-

"ما..خطبه لقد كانت أصابعه تنزف"

غير قادرٍ علي إيقاف فضوله هو قرر البوح بالتساؤلات المحلقة وسط خلايا عقله.

"يعاني من متلازمة إلتهام الذات"

بنبرة ضجرة هي أجابت ، هو قابلها بملامح مندهشة.

"هل تريد قول شيء ؟"

هي سألت بعدما لاحظت صمته و لوهلة هو نسي سبب حضوره منذ البداية ، هو أشار علي رسغه المصاب لتنهض من مقعدها ممكسه يده.

"لقد إزدادت سوءاً! ماذا حدث ؟"

هي سألت بدهشة

"لقد سقطت عليها"

بنبرة منخفضة أجاب ، هي تنهدت لتمسك يده الأخري و تجذبه خلفها ،

"أين سنذهب؟"

هو سأل بنبرة شبه خائفة

"لقد ظننت أنه مجرد إلتواء لكن يبدو أنها كسرت ، سنأخذ أشعة بعدها نضمدها"

هي أجابت تطمأنه و هو أومأ بهدوء.

•-•-•-•

"إذا كم عمرك؟"

هي سألت تحاول تشتيت غيمة الصمت التي غلفت جلستهما بعدما تم تضميد ذراعه بالفعل.

" تسعة عشر عاماً"

أجاب ببساطة

"أنا في الثالثة و العشرين أكبر منك"

أجابت تصنع تعبيراً مغروراً ، هو إبتسم بحرج عندما أدرك فارق السن بينهما هو فجأه بدأ بالتحدث برسمية لتنفجر هي ضاحكة.

الممرضة التي دخلت الغرفة قطعت تلك الأجواء عندما أخبرتها بوجود مريض أخر ، هو نهض مودعاً إياها و هي طلبت منه القدوم في أي وقت ، هو وافق بإبتسامة ليرحل بهدوء.

•-•-•-•

Curbed heart | قَلبٌ مُقَيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن